أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

هل ينجح الفخفاخ في تجاوز أزمة التشكيلة الحكومية قبل انقضاء الآجال الدستورية ؟

تونس ــ الرأي الجديد 

اختار المكلف بتشكيل الحكومة، إلياس الفخفاخ، أمس، استكمال المشاورات حول الحكومة التي قام بتشكيلها، وسط معارضة حزبية واسعة في البرلمان.

وأكد إلياس الفخفاخ، أنه قرّر “مع رئيس الجمهورية استغلال ما تبقى من الآجال الدستورية لاستكمال المشاورات في تركيبة الحكومة”.
وتنتهي مهلة الفخفاخ دستوريا، يوم الخميس المقبل، في حين تمثل الانتخابات المبكرة السيناريو البديل في حال فشل حكومة الفخفاخ.
وبعد تصريحات الفخفاخ التي انتقد فيها “حركة النهضة”، تصدرت الحركة واجهة الحديث عن مصير الفخفاخ ليرتبط بموافقتها، لا سيما أنه قال: “انسحاب النهضة يضع البلاد أمام وضعية صعبة”، دون التطرف لمواقف الأحزاب الأخرى.
وسبق أن ضغطت “النهضة” على رئيس الحكومة لإشراك “قلب تونس” في حكومة وطنية موحدة، إلا أنه رفض، ما دفع أكبر حزبين في البرلمان إلى إعلان رفض التشكيلة والتصويت لصالحها بالثقة.
وأعلن كل من حزب “قلب تونس”، و”حركة النهضة”، عدم منحهما الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ، التي يعتزم الإعلان عنها مساء السبت.
وأعلن شورى “النهضة”، عدم منح الثقة لحكومة الفخفاخ، بعد اجتماع مطول دام ليومين بشكل دائم، حتى الوصول إلى الموقف الرسمي.
وأكد رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني، أن “حركة النهضة” تعلن انسحابها من المشاركة في التشكيلة الحكومية التونسية المقترحة.
وسبق أن أعطى الفخفاخ خمس حقائب وزارية للنهضة، إلا أنها أكدت أن طبيعة الحقائب لا تمثل وزن الحزب في البرلمان، مؤكدة مطلبها بحكومة وحدة وطنية.

الموافقون

وسبق أن أعلنت رسميا كل من “حركة الشعب” (16 مقعدا)، و”التيار الديمقراطي” (22 مقعدا)، وعددا من المستقلي ضمن “الكتلة الديمقراطية”، مساندة الحكومة والمشاركة فيها.
ووفقا لذلك، فإن مقاعد البرلمان التي ستصوت لصالح الخفخاخ 41 مقعدا فقط، بالإضافة إلى “كتلة المستقبل”، المكونة من 8 نواب فقط، التي عبرت عن استعدادها لدعم الفخفاخ، في حين أنه يحتاج إلى 109 أصوات للعبور.
وهناك 30 مستقلا في البرلمان، إلا أنه حتى لو وافقوا جميعهم فإن ذلك لا يكفي لمرور الحكومة في المجلس.

الرافضون

وإلى جانب “قلب تونس” (38 مقعدا) و”النهضة” (54 مقعدا)، فقد سبق أن أكد رئيس “ائتلاف الكرامة” (19 مقعدا) سيف الدين مخلوف أن الائتلاف “لن يصوت لحكومة بها حركة تحيا تونس وقلب تونس”.
ورفضت كتلة “الدستوري الحر” (17 مقعدا)، دعوة رئيس الحكومة المشاركة في المشاورات، مؤكدة أنها لن تشارك بالتصويت.
أما كتلة “الإصلاح” (15 نائبا)، وكتلة “تحيا تونس”، فلا تزالان منقسمتين بموقفهما بخصوص منح الثقة إلى الفخفاخ.
وبحسب مجموع عدد مقاعد الأحزاب الرافضة لحكومة الفخفاخ، فإن تونس قد تذهب إلى انتخابات مبكرة، إذ بلغت 128 مقعدا لأحزاب “النهضة” و”قلب تونس” و”الدستوري الحر” و”ائتلاف الكرامة”.
وتحتاج حكومة الفخفاخ من أجل المرور إلى 109 أصوات ثقة، إلا أنها لن تحصل عليها في حال إصرار الفخفاخ على تشكيلته حتى يوم الخميس المقبل، بسبب الرفض الواسع للأحزاب داخل البرلمان لشكل الحكومة، بعد أن طالبت النهضة وقلب تونس بحكومة وحدة وطنية.

اجتماع ثلاثي

ومن المنتظر أنّ يضمّ اليوم الأحد، اجتماعا ثلاثيا كل من الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، وسمير ماجول، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، ورئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، بشأن التشكيل الحكومي، والخلافات التي حصلت بخصوص هذا الموضوع.
ووفق المعلومات التي حصلت لـ “الرأي الجديد” من دوائر قريبة من رئاسة الجمهورية، فإنّ الرئيس قيس سعيّد، تداول مع رئيسي المنظمتين، أمس، حول سيناريو الربع ساعة الأخير، قبل انقضاء فترة التكليف الثاني.
ويتمثل هذا السيناريو، في إجبار الفخفاخ، على أن يشكّل حكومة تتألف من “النهضة” و”قلب تونس” و”الإئتلاف” و”الإصلاح الوطني” و”تحيا تونس”، بمساندة من المنظمتين: اتحاد الشغل واتحاد الأعراف، من أجل الخروج من المأزق الراهن، وتجنّب سيناريو الانتخابات السابقة لأوانها..

المصدر: (عربي 21، الرأي الجديد)

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى