أحزابأهم الأحداثوطنية

في بيان لم تذكر فيه كلمة “انقلاب”: النهضة تشكل لجنة للبحث عن تفاهمات… وتعلن استعداداها “لصيغ مرنة لعودة البرلمان”

تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية

أكدت حركة النهضة اليوم، أنّ الأزمة الراهنة في البلاد، تحتاج إلى “جهود مشتركة للخروج النهائي منها”، معتبرة أنّ بعض القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية يوم 25 جويلية، قد “ذهبت بعيدا في الخرق الجسيم للدستور”، في وقت كانت تهدف إلى كسر حلقة مغلقة سياسيا ودستوريا، بحثا عن حلول للأزمة”.

وأوضحت حركة النهضة في بيان صدر اليوم، والذي لم تذكر فيه كلمة انقلاب مطلقا، في تراجع واضح إزاء التصريحات التي أعقبت 25 جويلية، أنّها “لن تتأخر في دعم أية توجهات تحترم الدستور، وفيها مصلحة عامة، وستعمل على إنجاحها”.

وتابع البيان، بأنّ الحركة، “ستكون مرنة في البحث عن أفضل الصيغ لإدارة البرلمان، وضبط أولوياته وتحسين أدائه، حتى يستأنف أدواره قريبا، ويسهم في إعداد البلاد إلى انتخابات مبكرة، تعيد الأمانة للشعب صاحب السيادة، وحتى تظلّ الانتخابات النزيهة الأساس الوحيد للشرعية السياسية”.

وأعلنت الحركة، أنّ رئيسها، راشد الغنوشي، يجدد “التزامه باحترام النظام الأساسي للحزب، الذي حدد الرئاسة بدورتين”، لكنّ البيان، أشار إلى أنّ الغنوشي، “سيدخل في الأثناء (أي قبل انعقاد المؤتمر)، تحويرات على الهياكل القيادية، بما يناسب ما استخلصته الحركة من رسائل الغاضبين ومقتضيات المرحلة الجديدة”.

وأعلنت حركة النهضة في أعقاب ذلك، عن “تشكيل لجنة لإدارة الأزمة السياسية، برئاسة عضو المكتب التنفيذي، محمد القوماني”، مشيرة إلى أنّ اللجنة، “ذات تفويض حصري في الملف، والجهة الرسمية الوحيدة التي تلزم الحركة ولا تلزمها أية مواقف أو مبادرات أو تصريحات أخرى ذات صلة، مهما كانت”، على حدّ تعبير البيان..

وستكون هذه اللجنة، مؤقتة، تنتهي بانتهاء مهمتها، وقد عهد إليها بالبحث عن حلول وتفاهمات، تجنّب بلادنا الأسوأ، وتعيدها إلى الوضع المؤسساتي الطبيعي”، وفق ما جاء في البيان.

وفيما يلي، نص البيان..
……………………………………………………………………………..

بسم الله الرحمان الرحيم

                                      بيـــــــــــــان

بعد مرور أكثر من أسبوعين عن القرارات الرئاسية ليوم 25 جويلية 2021، لم يفصح رئيس الجمهورية بعد عن خارطة الطريق التي وعد بها، لإنهاء المرحلة الاستثنائية، والعودة إلى الوضع الطبيعي لعمل مؤسسات الدولة. وإنّ حركة النهضة من موقع مسؤوليتها الوطنية، يهمها أن تعلن للرأي العام التونسي ما يلي:

ــــ إنّ الأزمة المركّبة والمتراكمة التي عاشتها بلادنا بلغت درجة من التأزيم والتعطيل في الفترة الأخيرة، بما جعلها في حلقة مغلقة سياسيا ودستوريا. وقد جاءت قرارات 25 جويلية الرئاسية لتكسر هذه الحلقة المغلقة بحثا عن حلول، لكن بعض تلك القرارات ذهبت بعيدا في الخرق الجسيم للدستور. ولا بد من جهود مشتركة للخروج النهائي من الأزمة، حتى تواجه بلادنا مشاكلها العاجلة والآجلة في إطار الوحدة الوطنية والدستور ، ونحول دون من يعملون على مواجهة التونسيون بعضهم بعضا.

ــــ إنّ غياب منجزات تنموية ترتقى إلى مستوى انتظارات أبناء شعبنا وطموحاتهم، خلّف حالة غضب مشروع لدى العديد من الفئات وفي مقدمتهم الشباب. وقد تلقينا في حركة النهضة رسالة شعبنا. وسنعلن بكل شجاعة نقدنا الذاتي. وإنّ حركتنا التي سبق أن تنازلت عن الحكم من أجل المصلحة الوطنية، مستعدة للتفاعل الإيجابي مجددا من أجل استكمال المسار الديمقراطي، وهذا ما نقدر أنه من معانى الوطنية. وأينما تكون مصلحة تونس ستكون النهضة.

ــــ إنّ حركة النهضة لن تتأخر في دعم أية توجهات تحترم الدستور وفيها مصلحة عامة وستعمل على إنجاحها. وفي مقدمة ذلك الحرص على إنفاذ القانون على الجميع دون استثناء وملاحقة الفاسدين مهما كانت مواقعهم وإنجاز الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي تحتاجها البلاد، والحفاظ على استقرارها ووحدتها وتضامن أبناء شعبها. وستكون حركة النهضة مرنة في البحث عن أفضل الصيغ لإدارة البرلمان وضبط أولوياته وتحسين أدائه، حتى يستأنف أدواره قريبا ويسهم في إعداد البلاد إلى انتخابات مبكرة تعيد الأمانة للشعب صاحب السيادة، وحتى تظلّ الانتخابات النزيهة الأساس الوحيد للشرعية السياسية.

ــــ إنّ حركة النهضة ستولي أهمية أكبر للإعداد لمؤتمرها الوطني 11 الذي نحرص أن يكون قريبا، من أجل مراجعات عميقة في الخيارات والتموقع والهيكلة والتجديد الجذري. وإنّ رئيس الحركة سيدخل في الأثناء تحويرات على الهياكل القيادية بما يناسب ما استخلصناه من رسائل الغاضبين ومقتضيات المرحلة الجديدة. ويجدّد التزامه باحترام النظام الأساسي للحزب الذي حدد الرئاسة بدورتين.

ــــ إنّ المسار الديمقراطي واحترام الحريات وحقوق الإنسان كما نص عليها دستور ثورة 14 ، منجزات دفع من أجلها الشعب التونسي التضحيات والشهداء ولا يمكن التخلي عنها تحت أي ذريعة. وقد وفّرت الديمقراطية من الطرق السلمية ما هي قادرة من خلالها على إصلاح ذاتها.

ــــ بقرار من مجلس الشورى في دورته 52 الأخيرة، وبتكليف من رئيس الحركة، نعلن تشكيل لجنة لإدارة الأزمة السياسية، برئاسة عضو المكتب التنفيذي الأخ محمد القوماني. وهي لجنة ذات تفويض حصري في الملف، والجهة الرسمية الوحيدة التي تلزم الحركة ولا تلزمها أية مواقف أو مبادرات أو تصريحات أخرى ذات صلة، مهما كانت.

وهي لجنة مؤقتة . تنتهي بانتهاء مهمتها، تبحث عن حلول وتفاهمات تجنّب بلادنا الأسوأ وتعيدها إلى الوضع المؤسساتي الطبيعي.

رئيس حركة النهضة / الأستاذ راشد الغنوشي

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى