أهم الأحداثالمشهد السياسيتقاريروطنية

لهذه الأسباب وقعت إقالة الجهيناوي والزبيدي والفرجاني !

تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية
أثار تغيب وزير الخارجية خميس الجهيناوي عن مقابلة الرئيس قيس سعيد أمس بوزير الخارجية الألماني، تعاليق النخب والرأي العام في تونس، ووصفه البعض بالخرق للأعراف الدبلوماسية، ولما هو معمول به في مثل هذه المناسبات، حيث يكون وزير الخارجية مرفوقا برئيس الجمهورية.
وكانت رئاسة الجمهورية قد اتصلت بوزير الخارجية، خميس الجهيناوي، وطلبت منه عدم حضور اجتماع الرئيس، قيس سعيد مع وزير الخارجية الألماني، وحضر بدلا عنه، سفير تونس بإيران، إضافة إلى المستشار السياسي (دون تسمية)، السيد عبد الرؤوف بالطبيب.
ولم تكد تمضي بضع ساعات، حتى صدر اليوم بلاغ من رئاسة الحكومة، ينص على إقالة وزير الخارجية، وكاتب الدولة للدبلوماسية الاقتصادية، حاتم الفرجاني، من مهامهما في خطوة اعتبرت “متسرعة” و”غير لائقة دبلوماسيا”، فيما اعتبرها البعض الآخر، “حاسمة” من قبل رئيس الجمهورية، ونوّه بها رواد شبكة التواصل الاجتماعي الذين وصفوا القرار بــ “الجريء والشجاع”، وأنّه “جاء في الوقت المناسب”.
ولا شكّ أنّ الرئيس قيس سعيّد، لا يتماهى مع وزير الخارجية الحالي، في مستوى وجهة النظر التي تخص القضايا الخارجية، سيما منها الملف الليبي، والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي، وموضوع التطبيع مع إسرائيل، والعلاقة مع فرنسا، والعلاقات مع دول الخليج.
ومما زاد في تسريع هذه الإقالة، سفر شباب تونسي إلى إسرائيل، وعندما طلبت رئاسة الجمهورية، تفسيرا لهذا الموضوع، لم تجد معطيات كافية من وزير الخارجية، الذي أبدى تجاهلا للموضوع، وأرسل ملفا “فارغا” إلى رئيس ديوان الرئيس الجديد، الذي يبدو اليوم “في حالة عدم مباشرة”، ما أثار حفيظة الطاقم الرئاسي، خصوصا أشدّ المقربين للرئيس سعيّد.
يشار في هذا السياق، إلى أنّ بداية سوء التفاهم بين الطرفين، انطلقت من جلسة اليمين الدستورية، عندما أبدى وزير الخارجية بعض الامتعاض من كلمة الرئيس التونسي، وفق ما أبرزته بعض الصور المباشرة من الجلسة، الأمر الذي أثار المحيطين بالرئيس سعيّد، الذين قرروا الاستغناء على الجهيناوي.
يشار في هذا السياق، إلى أنّ وزير الخارجية، كان دخل في صراعات وخلافات عديدة على جبهات متعددة، شملت رئيس الحكومة والبرلمان واتحاد الشغل والأحزاب، بما جعله في وضع لم يجد من يدافع عنه، بل على العكس، وجد الجميع مع قرار إقالته.

الفرجاني.. لأسباب حزبية
من جهة أخرى، تبدو إقالة حاتم الفرجاني، جزءا من تصفية تركة “الخارجية التونسية”، التي عرفت تعيينات حزبية مصلحية أكثر منها تعيينات دبلوماسية، مع ما يرافق ذلك من نتائج لا تبدو في حجم المهمة الدبلوماسية التي عهدت إليه، وفق بعض المعلومات المهنية من داخل وزارة الخارجية التونسية.
وكانت رئاسة الجمهورية اتصلت اليوم، بصبري بشطبجي كاتب الدولة لدى وزير الخارجية، لإعلامه بتمثيل تونس في اجتماع وزراء خارجية الدول المنضوية تحت المنظمة الدولية للفرنكفونية، بدلا عن الوزير، خميس الجهيناوي.
وستتسلم تونس خلال هذا الاجتماع الوثائق المتعلقة بترؤس تونس لمؤتمر المنظمة الدولية للفرنكفونية المنتظر عقده سنة 2020 في تونس.

إقالة وزير الدفاع
أما وزير الدفاع، عبد الكريم الزبيدي، فقد عمد إلى الترفيع في كراء مساكن العسكريين لثلاث مرات، وعندما ووجه بالمسئول على الملف في الوزارة، الذي التمس منه عدم اللجوء إلى هذه الخطوة، لأنها قد تؤدي إلى ما يشبه التململ بين قسم من العسكريين، لم يعبأ الوزير بذلك، بل قرر إعفاء المسئول من مهامه.
يضاف إلى ذلك، أن وزير الدفاع، قام بترقية نحو 40 قياديا عسكريا في مواقع ومهام متعددة، في توقيت حساس، يتزامن مع قرب مغادرته الوزارة.
ويبدو أنّ هذا الأمر من الأسباب الأساسية التي أدّت إلى إقالته، خصوصا وأنّ الوزير أبدى عدم رغبة للعمل مع الرئيس الجديد، وفق تسريبات قريبة منه.
وحاولت “الرأي الجديد” التأكد من هذه المعطيات من المصدر، غير أنّها لم تتمكن من ذلك.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى