“الغارديان”: قرار مجلس الأمن الأغرب في تاريخ الأمم المتحدة..

لندن ــ الرأي الجديد
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا أعده جوليان بورغر وصف فيه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن غزة، بأنه “الأغرب والأكثر غموضًا..
واعتبر أن المسألة المثيرة في القرار، هي أنه يملي على “مجلس السلام” في غزة، الإشراف على قوة تحقيق الاستقرار الدولية التي لم تتضح الدول المستعدة أو الراغبة بالمشاركة فيها.
وقال إن القرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، والهادف إلى تحويل وقف إطلاق النار الهش في غزة إلى خطة سلام حقيقية “يعد من أغرب القرارات في تاريخ الأمم المتحدة. فهو يمنح دونالد ترامب السيطرة المطلقة على غزة، وربما يكون توني بلير تابعًا له مباشرة في “مجلس السلام”، الذي سيشرف على قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات، ولجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، وقوة شرطة محلية، لمدة عامين”.
وأضاف بورغر: لا أحد يعلم من سيشارك في “مجلس السلام”، فهو فقط، كما أعلن ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: “سأرأسه أنا، وسيضم أقوى القادة وأكثرهم احترامًا في جميع أنحاء العالم”. وسيرفع المجلس تقاريره إلى مجلس الأمن، لكنه لن يكون تابعًا للأمم المتحدة، أو خاضعًا لقرارات الأمم المتحدة السابقة. وسيشرف على قوة تحقيق الاستقرار الدولية، التي لم يحدد بعد عدد أعضائها وترغب الولايات المتحدة بنشرها بحلول كانون الثاني/ يناير. وعبّرت الدول التي تواصلت معها الولايات المتحدة، بما فيها مصر وإندونيسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة، عن تردد حتى الآن.
في ما يتعلق بالدولة الفلسطينية. وبناءً على إصرار الدول العربية والإسلامية، عُدِّل القرار في الأيام الأخيرة ليشمل ذكر دولة فلسطين المستقبلية، على الأقل. إلا أنه لم يفعل ذلك بالإشارة إلى الحق الأساسي للفلسطينيين في تقرير المصير والالتزام الدولي بحل الدولتين، بل بلغة واسعة ومشروطة وغير مقنعة. وإذا ما أصلحت السلطة الفلسطينية نفسها بشكل مرضٍ وتقدمت إعادة إعمار غزة، فقد نص القرار على أن “الظروف قد تكون مهيأة لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة”.
ورغم أن هذا يبدو مجرد كلام، إلا أن الدبلوماسيين الأوروبيين رأوا انتصارًا في إقناع مبعوث إدارة ترامب بنطق عبارة “تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة” بصوت عالٍ، مهما كانت المحاذير.
وتضيف الصحيفة أن صياغة القرار 2803 كانت غير مقبولة لليمين المتطرف في ائتلاف بنيامين نتنياهو، الذي رد بغضب، ما أجبر رئيس الوزراء على إعادة تأكيد اعتراضاته اللاذعة على أي اقتراح بالسيادة الفلسطينية.
وترى الدول الأوروبية والإسلامية أن تمرير القرار سيبقي ترامب منخرطًا، ما سيزيد من تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة في المستقبل القريب، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام احتمالات السلام الدائم وإقامة دولة فلسطينية.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
















