2.اعلامأهم الأحداثبانوراما

72 سنة من العمر المديد… الصباح تخترق الحجب

 

بقلم / عبد اللطيف الفراتي

 

ذلك هو عمر جريدة الصباح اليومية التي رافقت الشعب التونسي في كفاحه من أجل التحرير والاستقلال. وانتصرت بانتصاره. الجريدة التي رافقت الشعب التونسي في مرحلة بناء الدولة، وحققت معه الرفعة والأمل للمواطن التونسي.

الجريدة التي واجهت الصعوبات زمن الكفاح ضد الاستعمار وزمن البحث عن حرية الكلمة والفعل، ونجحت معه منتصرة به وله.

واجهتها، أيام صعبة، بالمصادرة، والمحاصرة أو منع الإشهار العام والخاص، وعبر حقها في الاشتراكات العمومية، كباقي اليوميات، وفازت أخيرا في معركتها التي هي معركة الشعب.

وأنا شخصيا رافقت تلك المسيرة بكل المعاناة، منذ انضممت إلى أسرتها الكبيرة بأجيالها المختلفة، رافقتها  بين 1959 و2000، قبل أن أغادرها مضطرا مجبرا ومكرها، وهي التي تسيل في دمي، وتعطيني معنى للحياة، بدونها وبدون حضوري، بين جدرانها، وعلى أعمدتها وصفحاتها، أشعر باليتم، يتم أعمق من أن يوصف أو ينتهي، يتم لا أول له ولا آخر.

ولكن المهم أن تبقى الصباح مواصلة لرسالتها التي درجت عليها منذ البداية، وتستمر على طريقها، كما رسمه لها المؤسس الحبيب شيخ روحه، ورئيس تحريرها الأول الحبيب الشطي، والعملاق الهادي العبيدي عميد الصحافة التونسية في كل الأزمان، وعبد الجليل دمق الذي تخرجت في مدرسته الصحفية أجيال وأجيال، والصادق بسباس وخاصة الدينامو الصادق الزواوي.

دمت أيها الصباح مطلا لامعا مالئا الدنيا بطلعتك وبهائك.

ولتعش الصباح نبراسا للصحافة التونسية.. شمعة مضيئة على طريقها الطويل، مقتدية برجالاتها من كل الأجيال، الذين خطوا لها طريقها طريق الشرف والخبر الصادق، غير منخرطة في ما لا ترتضيه لنفسها ومبادئها، وفقا لميثاقها للشرف، الذي خطه لها الحبيب شيخ روحه، في مارس 1990، قبل وقاته بأربع سنوات وتركه لها قبلة لا تحيد عنها.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى