أحداثأهم الأحداثدولي

لماذا يحرص نتنياهو على التطبيع مع العرب؟ وماذا يعدّ في أجندته القادمة للفلسطينيين؟؟

لندن ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)

قال الكاتب الإسرائيلي، مارون رابوبورت، إن إسقاط القضية الفلسطينية، من الأجندة العامة في إسرائيل، بل على المستوى العالمي، بات واحدا من أبرز أهداف رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، بعد فوز ائتلافه في انتخابات الكنيست الأخيرة.

وأوضح الكاتب في مقال له على موقع ميدل إيست آي البريطاني، أن الشيء الوحيد الذي بات واضحا الآن، هو أن فوز زعيمي القائمة الصهيونية الدينية المتطرفة والعنصرية، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، يعني أن الصراع مع الفلسطينيين، ليس مجرد عامل مهم، بل هو العامل الأهم.

وفي ما يأتي مقتطفات من هذا المقال المهم..

قبل ما يقرب من أسبوعين من إجراء الانتخابات الأخيرة في إسرائيل، حدد بنيامين نتنياهو رؤيته لمستقبل إسرائيل وذلك في مقال كتبه ونشرته له صحيفة هآرتس. وفي المقال كتب يقول: “خلال السنين الخمس والعشرين الماضية كان يقال لنا إن السلام مع العرب لن يتحقق إلا بعد أن نحل الصراع مع الفلسطينيين”. إلا أنه كان على يقين بأن “السلام لا يمر عبر رام الله وإنما يلتف حولها ويتجاوزها”.

مرت ثلاثة أسابيع أخرى منذ انتخابات الأول من نوفمبر، ولكن حتى الآن مازال من غير المؤكد ما الذي ستكون عليه بالضبط تشكيلة الحكومة القادمة.

بالنسبة لشركاء نتنياهو المتوقعين، وبالذات بالنسبة لكل من بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، زعيمي قائمة الصهيونية الدينية العنصرية والقومية التي فازت بأربعة عشر مقعداً في الانتخابات، فإن صراع إسرائيل مع الفلسطينيين ليس مجرد عامل مهم، بل هو العامل المهم الوحيد.

لقد أثبت نتنياهو بشكل واضح لا ريب فيه أن إسقاط المسألة الفلسطينية من الأجندة العامة في إسرائيل، وعلى المستوى العالمي، لم ينفك عن كونه واحداً من أبرز أهدافه، وخاصة منذ عودته إلى السلطة في عام 2009.


ثلاث مقاربات

ولقد سعى إلى تحقيق هدفه من خلال ثلاث مقاربات. أما الأولى فتمثلت في محو حدود الـ1948 (التي تعرف باسم الخط الأخضر) من وعي الأغلبية العظمى من اليهود في إسرائيل، وذلك من خلال توسيع المستوطنات، وعملياً من خلال ضم مساحات واسعة من منطقة جيم داخل الضفة الغربية.

وأما المقاربة الثانية فتمثلت في الزعم بأنه “لا يوجد شريك للسلام” في الجانب الفلسطيني، فراح يتجاهل بشكل تام تقريباً القيادة الفلسطينية ومطالباتها بإنهاء الاحتلال.

وأما المقاربة الثالثة والأخيرة فتمثلت في إضفاء نوع من الاعتدال على استخدام القوة العسكرية الإسرائيلية انطلاقاً من النظرية التي تقول إن تقليص العنف المستخدم في الصراع يفضي إلى تراجع الاهتمام به داخل إسرائيل وفي الشرق الأوسط وكذلك حول العالم.

فيما عدا الحرب الفتاكة التي دارت رحاها في غزة في عام 2014، نجم عن تجنب خوض عمليات عسكرية شاملة انخفاض أعداد الإسرائيليين الذين يقتلون بسبب الصراع إلى ما يزيد قليلاً عن عشرة في العام الواحد، وبذلك تلاشى تماماً تقريباً النقاش حول ما كان يسمى “تكلفة الاحتلال”.

الضم المتسلل لواذا
ما اقترحه نتنياهو من أمر واقع ليس بالطبع في حقيقته أمراً واقعاً، مع استمرار ضم الأراضي الفلسطينية، الذي يتسلل لواذاً، ومع استمرار نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، والذي غدا بالتدريج حقيقة واقعة على الأرض. إلا أن التمسك بهذا الوضع يبدو مفضلاً لدى الأغلبية العظمى من الإسرائيليين (اليهود) على أي محاولات لتغييره.

جزء من النجاح الذي أحرزه نتنياهو ناجم عن عمليات لا ترتبط مباشرة بنتنياهو نفسه، إنما بتراجع وخمول الانتفاضة الفلسطينية.

ثم جاء المنعطف الذي بدا جلياً عنده أن الوضع القائم المزيف الذي أنشأه نتنياهو لم يعد يجدي نفعاً، وكان ذلك في شهر ماي من عام 2021. وذلك أن الفلسطينيين الذين سعى نتنياهو إلى إقصائهم عن الخطاب العام داخل إسرائيل، ثاروا، وليس فقط داخل القدس الشرقية وفي قطاع غزة، بل وكذلك في ما يسمى بالمدن المختلطة داخل إسرائيل نفسها: في اللد والرملة وفي عكا، وفي غيرها من البلدات.

الصراع هو الأولوية
“خطة إسرائيل الحاسمة”، نشر له في عام 2017، يقدم سموتريتش للفلسطينيين في الضفة الغربية ثلاثة خيارات.. الأول هو الموافقة على العيش تحت الحكم اليهودي بدون حقوق سياسية، أما الثاني فهو الهجرة إلى بلد آخر، وأما الثالث فهو مواجهة النتيجة التي تقررها الحرب.

ما زال من المبكر جداً التخمين بما سيفرزه هذا الوضع الجديد من تداعيات. فهل سينجح نتنياهو، بالرغم من كل شيء، في فرض سياسته المفضلة وتهميش القضية الفلسطينية؟ لن يكون ذلك سهلاً.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى