أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

وصف سعيّد بــ “الثرثار”… المرزوقي ينصح الإسلاميين بعدم التفكير في الحكم واستكمال “ثورة التحرير”

تونس ــ الرأي الجديد (فيسبوكيات)

شنّ الفيلسوف التونسي، أبو يعرب المرزوقي، هجوما كاسحا على الرئيس قيس سعيّد، الذي وصفه بــ “اتحاد الثرثار” أو “دمية قرطاج”، وعلى الأمين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، الذي أطلق عليه صفة “الجزار”، أو “دمية ساحة محمد علي”.

واعتبر المرزوقي في تدوينة على فيسبوك، أنّ هذين الرجلين، يمثلان “العلامة القاطعة بأن التجمع الحاكم سابقا، أصبح له أداتي تخريب الديار، والقضاء على الثورة وعلى الانتقال الديمقراطي في تونس”.

وجدد دعوته للإسلاميين، ممثلين في حركة النهضة، “بعدم التفكير في الحكم، لأن ذلك بات مستحيلا، وأنه عليهم أن يستعدوا لبداية المعركة الفعلية”، التي صفها أبو يعرب بــ “معركة التحرير، واستكمال التحرير ضدّ الاستضعاف”، وفق توصيفه.

وشدد على أنّ الإسلاميين، هم من يمثلون الحداثة الحقيقية، أما دعوات الحداثة المستهلكة، فليست سوى حداثة سطحية قشرية لا قيمة لها سوى نهب الثروات، والإبقاء على تونس بلدا مستعمرا لكي يظل بوابة لإفريقيا المرتهنة لفرنسا وغيرها.

وذهب المرزوقي إلى أنّ “ثورة التحرير”، كما يسميها، انطلقت بالربيع العربي، وهي ممتدّة إلى إفريقيا وآسيا، التي تنهض اليوم من أجل التحرير الكامل من الاستعمار بشتى صوره.

وهو يعتبر أنّ المعارضة الشرسة للإسلاميين، والثورة العربية المضادّة ضدهم، تتنزل ضمن هذا الإطار، غير أنّ الإسلاميين استكانوا لهذا الوضع، في إشارة إلى “تكيتيكات حركة النهضة، وحساباتها الخاطئة سياسيا واستراتيجيا.

وتوجّه المرزوقي إلى الإسلاميين بضرورة الإعلان الصريح، والعلم بمقتضى هذه الملاحظات انطلاقا من مبدأين:

أ ـــ الأول تشخيص ما عليه الحال الدستورية في تونس: انقلاب على الشرعية الدستورية بالتلاعب بالدستور والقانون.. وانقلاب على المشروعية الشعبية، بالتلاعب بنتائج الانتخابات النيابية.

ب ـــ الثاني الإعلان على مواصلة الثورة، وكأن ابن علي ومافيته، هي التي عادت إلى الحكم جمعا بين القوى السياسية والقوى الاجتماعية التي تؤمن بثورة الحرية والكرامة وبشرطها، أي ثروة استكمال التحرير..

وفيما يلي نص التدوينة المهمة…

………………………………………………………….

أبو يعرب المرزوقي

انقلاب الثرثار والجزار
عدم الإطاحة بهما دمار وخلاء الديار

لم أكن أمزح لما كتبت صبيحة اليوم الثاني لوفاة المرحوم السبسي، أنه على النهضة ألا تفكر في الحكم وعليها أن تستعد للمعركة الحاسمة:

فالجميع في داخل تونس وفي خارجها، لم يبق لهم إلا مشروع إنجاز المطلب الأول والأخير للثورة المضادة العربية بفرعيها وسنديها:

*** الفرع الذي تقوده إسرائيل ومن ورائها الغرب، بزعامة مستعمر القطر المستهدف وفي حالتنا التونسية، الأمر يتعلق بفرنسا التي تريد المحافظة على شمال إفريقيا مدخلا للمحافظة على مستعمراتها في إفريقيا.

*** الفرع الذي تقوده إيران ومن ورائها الشرق، بزعامة روسيا، وفي حالتنا التونسية، الأمر يتعلق بها لأنها تطلب قلب الأبيض المتوسط، أي مدخلها للإحاطة بأوروبا (ليبيا وتونس والجزائر).

والحصيلة هي اللقاء الاستراتيجي بين فكي الكماشة العربية والكماشة المتحالفة معها، لمنع استئناف الأمة لدورها، والذي شرطه نجاح ثورة التحرر، واستكمال ثورة التحرير.

ولم يكن اجتماع أعداء الثورة محليا في اعتصام الأرز بالفاكية، يطلب أكثر من ذلك، ليعود إلى مسعاه الأول.

لم يكن لدي أدلة كافية ذات حضور عيني يمكن أن يقنع عديمي البصيرة على ما حدسته، من ضرورة شرط إمكان لتوحيد فتات النداء وفتات التجمع وفتات اليسار وفتات القوميين ممن لا يؤمنون إلا بما يؤمن به فرعا الثورة العربية المضادة وسنداهما.

اليوم الأدلة صارت مما يراه حتى أعمى البصر وأعمى البصيرة.

إنها ما به عنونت هذه الملاحظات السريعة:
فاتحاد الثرثار أو دمية قرطاج، مع الجزار، أو دمية ساحة محمد علي، هما العلامة القاطعة بأن هذا التجمع أصبح له أداتي تخريب الديار، والقضاء على الثورة وعلى الانتقال الديمقراطي في تونس.

أعود مرة أخرى إلى ما طلبته في اليوم الثاني لوفاة السبسي، وحاولت إقناع الإسلاميين به بعد الانتخابات خاصة:

أعني عدم التفكير في الحكم لأن ذلك بات مستحيلا، وأنه عليهم أن يستعدوا لبداية المعركة الفعلية.

وطبعا هذا يعني أني أعتقد أن الثورة العربية المضادة، بنوعيها وبنوعي سندها، كانت تدرك أن الوعي بهذه العلاقة هو ما عليها محاربته، لأنه يعني أن الإسلاميين عادوا إلى ما كانوا عليه في بداية حركة التحرير من الاستعمار، بعد أن غرقوا في طموح الأقزام والبقاء في حماية على وهم الدولة الوطنية..

وهي دولة ليس لها من الدولة ومن الوطنية إلا الاسم، بدليل أنها عديمة السيادة، حتى صار حكامها من المجنسين بجنسية مستعمرها.

وليس ذلك خاصا بتونس، فهو عام من العراق إلى الجزائر. ففي شمال إفريقيا هم من بقايا الحركيين والصبايحية، وفي الشرق هم ممن أتت بهم دبابة أمريكا. والخروج من هذا الغرق صار قدرا تونسيا في الإقليم، مثله مثل بداية الموجة الأولى من الثورة.

وذلك ما يعلل التركيز على الإسلاميين في تونس، لأنهم هم الوحيدون حاليا الذين يمكن أن يرفضوا البقاء في محميات تحول دون استكمال التحرير من الاستتباع والاستضعاف. هذا هو الرهان في الإقليم الذي هو إسلامي بالجوهر.

وهو صار رهانا بين مسلمي إفريقيا ومسلمي آسيا، ومن هنا العلاقة بين الثورتين المضادتين وفرنسا وروسيا:

       * فإفريقيا كلها تريد استكمال ثورة التحرير، لأنها اكتشفت أن التبعية هي الحائلة دون التحرر.

       * وآسيا كلها تريد استكمال ثورة التحرير، لأنها اكتشفت أن التبعية هي الحائلة دون التحرر.

وإذا كان قدر تونس أن تفجر ثورة التحرر فإن قدرها كذلك هو أن تفجر ثورة التحرير:

وهذا القدر هو الذي أعنيه بكلامي على مكر الله الخير. فتونس مثلها مثل اسطنبول الترك كما كانت أكثر بلاد العرب علمنة تقليدا لأتاتورك.

وهي بذلك تصل رهان الحاضر أي ثورة التحرر برهان الماضي ثورة التحرير، وأن تجعلهما معركة واحدة.

وكما أسلفت:

** فالمعركة الأولى صار رمزها مدينة سيدي بوزيد بعلامة المطالبة بكرامة المواطن.

** والمعركة الثانية صار رمزها تطاوين بعلامة المطالبة بتأميم الثروات الوطنية.

وإذا كان الإسلاميون منذ تحريف ثورة التحرير، قد تمسكوا بالمحافظة على غايتها في شكل حماية الهوية والثقافة الإسلامية ضد التحديث العنيف، فإنهم ليسوا ضد الحداثة بل هم ممثلوها الحقيقيين، لأنها قبل أن تتحول إلى إيديولوجيا الاستعمار، كانت تهدف إلى تحرير الإنسان سياسيا وروحيا من الاستبداد والفساد.

وقد أنهكتها المعركة، فمالت إلى الاستكانة، طمعا في الحصول على سهم من فضالة يتنازل لهم عليها عملاء الغرب، وكأنهم هم الأصل والإسلاميون أغراب في أوطانهم، التي فرض عليها تحديث سطحي، هدفه فرض ثقافة المستعمر لتوطيد استعماره، الذي يتحول إلى حماية أبدية منه لتابعين أبديين عندنا.

وهذه التبعية يمثلها فتات النداء، وفتات التجمع، وفتات اليسار، وفتات القوميين الذين يدعون الكلام باسم الإصلاح والثورة، وهم أعداؤها بصورة لا حاجة لغيرهم لإثباتها:

فهم جميعا حلفاء بلحة مصر وبلحة ليبيا وبلحة سوريا، والأعراب ممولو الثورة الضمادة بصنفيها، بل وممولي سنديها أي فرنسا وروسيا. والآن هذه الصفوف وجدت قائديها في أدنى من يمكن أن يدعي الحداثة:

فالثرثار والجزار، أقل خلق الله حداثة، لأنهم أجهل من عرفت تونس في مجاليهما:

*** فلا الأول أستاذ قانون كما يزعمون، لان أخلاق القانون لا تقبل الحلف مع مافيات نظام ابن علي وبقايا النداء واليسار والقوميين وحزب فرنسا وحزب إيران، ومشروع ڨذفنة تونس وسوڥيتتها، لإزالة شرط معنى القانون، أي الحرية والكرامة، ناهيك شرط شروطها أي استكمال ثورة التحرير من استعمار يلطفه بتسميته حماية.

*** ولا الثاني ممثل لنقابة العمال كما يزعمون، لأن الكلام باسمهم لإخفاء تمثيل أعدائهم أي مافيات مسيطرة على الاتحاد، من اليسار والقوميين، تجعله مجرد أداة سياسية لحماية المافيات، لتحقيق أجندة سياسية تؤبد الاستعمار والتبعية، وتخرب شروط التنمية والثروة الوطنية.

وزبدة القول وغايته:

لا بد من الإعلان الصريح والعلم بمقتضاه على مبدأين:

أ ـــ الأول، تشخيص ما عليه الحال الدستورية في تونس: انقلاب على الشرعية الدستورية بالتلاعب بالدستور والقانون.. وانقلاب على المشروعية الشعبية، بالتلاعب بنتائج الانتخابات النيابية.

ب ـــ الثاني، الإعلان على مواصلة الثورة، وكأن ابن علي ومافيته، هي التي عادت إلى الحكم جمعا بين القوى السياسية والقوى الاجتماعية التي تؤمن بثورة الحرية والكرامة وبشرطها، أي ثروة استكمال التحرير..

فسيطرة الاستعمار، هي التي تحول دون الحرية والكرامة والثورة المضادة، بصنفيها في الإقليم وعملاؤه في كل قطر، لا قوة لهم إلا بسندهم الإقليمي، أي إسرائيل وإيران، وبسند سندهم في العالم، أي الاستعمار الفرنسي والاستعمار الروسي.

أما أمريكا، فدورها صار بالسكوت عليهما والاستفادة من حمق الثورة المضادة العربية، بفرعيها، مع علمها بأن فرنسا وروسيا من دون سندهما الإيجابي لهما، ليس لهما القدرة على إيقاف ثورة التحرير، بعد أن بدأت تعم إفريقيا وآسيا. وهذا يمكنها من الاستعداد لمعركتها مع الصين.

لذلك فعندي سؤال وحيد لكل المؤمنين بثورة التحرر من الاستبداد والفساد، السياسيين والنقابيين بترابطها مع شرطها أي ثورة استكمال التحرير من الاستتباع والاستضعاف:

هل هم في مستوى أجدادهم وآبائهم والعمل بهذا المنطق؟

ولا فائدة من مهادنة الدميتين الثرثار والجزار.

الخلاصة:

حان وقت إيقاف الانقلاب السياسي والانقلاب النقابي، واجتماع كل الأحرار لإفشالهما بكل الوسائل.

والمعلوم أن من سيستعمل العنف، هو الثورة المضادة وعملاؤها، كما حدث في مصر وسوريا وليبيا، وليس من يريد إيقاف الانقلابيين.17 

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى