أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

المشيشي يضاعف السرعة ويتجه إلى القضاء الإداري… هل يؤشر ذلك لعزلة رئيس الجمهورية ؟؟

تونس ــ الرأي الجديد / سندس عطية

يبدو أنّ هشام المشيشي، رئيس الحكومة، اختار المسار القضائي لحسم الخلاف مع رئيس الجمهورية، بشأن موضوع أداء يمين الوزراء الجدد، الذين باتوا معلقين بين اعتمادهم بشكل رسمي، أو تأجيل ذلك إلى أجل غير مسمى، في انتظار “منّة” من رئيس الجمهورية، لكي يقبل بأن يدلوا أمامه باليمين الدستورية.

المتحدث الرسمي باسم المحكمة الإدارية، عماد الغابري، أوضح أمس، أنّ المحكمة الإدارية، تلقت مراسلة رسمية من رئاسة الحكومة، بخصوص الإشكال القانوني حول مسألة أداء اليمين الدستورية، للأحد عشر وزيرا، المزكين من مجلس نواب الشعب.

وأعلن الغابري، أن “الدوائر الاستشارية المختصة، ستنظر في هذا الإشكال القانوني، وستبدي الرأي القانوني في هذا المجال، وذلك طبقا لوظيفة المحكمة الإدارية ذات الطابع الاستشاري”، وفق قوله.

وأضاف بأنّ هذا الدور، “له آلياته وفِقْههُ القضائي، لحل مثل هذه الإشكاليات”..

اتجاه المشيشي نحو المحكمة الإدارية، تعني فيما تعنيه، أنّ الرجل، اختار حسم الموضوع في إطار المؤسسات القضائية للدولة، وبشكل معلن، وبعيدا عن المهاترات الحزبية والسياسية وغيرها..

ويأتي خيار المشيشي، بعد أن فشلت محاولات الحوار مع رئيس الجمهورية، الذي تمسك بعدم الحوار مع أي كان، إلا وفق شروط، وصفها بــ “المبادئ”، رافضا السير في نهج “البراغماتية السياسية”، التي يعتبرها نوعا من “البوليتيك الفارغ”، كما يقال في اللغة الشعبية، وهو ما أقفل الأبواب أمام رئاسة الحكومة، وحتى الحزام البرلماني، الذي وجّه رسائل عديدة إلى الرئاسة، وحاول فتح قنوات للحوار معه، لكن دون جدوى، الأمر الذي وضع رئاسة الحكومة، والحزام البرلماني المساند له، في وضع دقيق، كان لا بد معه من طرق باب جديد لحلحلة المأزق الذي خلقه رئيس الجمهورية، وهو يجلس حاليا متفرجا على الوضع، وكأنه يتحدث عن دولة أخرى، أو وزراء آخرين، قادمون من وراء البحار..

خطوة الذهاب إلى المحكمة الإدارية، التي كان طرحها القاضي، أحمد صواب، في وقت سابق، لها مآلاتها، التي سيتحمل المشيشي مسؤوليتها، ولكن سيتحمل رئيس الجمهورية كذلك، وزرها وتداعياتها، ليس فقط على الاستقرار السياسي في البلاد، وإنما أيضا على دوره في المستقبل، إذ قد يفتح الباب على مصراعيه لعزلة لا يريدها له أحد، ويبدو من خلال ممارساته وخطاباته وخياراته إلى حدّ الآن، مصرّ على المضيّ في اتجاهها بكلّ ما أوتي من قوة..

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى