أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

رئيس مجلس شورى “النهضة” يكشف: الإمارات عرضت مبلغا ماليا خياليا لإقصائنا من الحكم .. لكنّ السبسي رفضه

تونس ــ الرأي الجديد (وكالات)
 
أكد رئيس مجلس شورى حركة “النهضة”، عبد الكريم الهاروني، أن “الإمارات حاولت إغراء الرئيس الراحل، الباجي قائد السبسي، بعرض مالي خيالي (لم يحدّده) مقابل إقصاء النهضة من الحكم ومن الحياة السياسية ووضع حدّ للتجربة الديمقراطية”.

 
وأضاف عبد الكريم الهاروني، أن الباجي قائد السبسي، كرجل دولة وطني رفض هذا العرض، وأكد أن تونس ليست للبيع، وأنها دولة مستقّلة وشعبها حرّ وتعرف مصلحتها”.
وأكد الهاروني، في تصريح لوكالة “الأناضول”، أن “الثورة السلمية انطلقت من تونس، وهي لا تصدّر ولا تستورد، مشيرا إلى أن “تونس اختارت مسارها، وتوّجت بانتقال ديمقراطي توافقي لا إقصاء فيه.. وهي حريصة على أن تتفرّغ لرفع التحدي الاقتصادي والاجتماعي”.
ويقول منتقدون، إن أنظمة حاكمة في دول خليجية، وخاصّة الإمارات، تخشى من وصول شرارة الثورة إليها، لذا تقود ما تُعرف بالثورة المضادة، للإطاحة بالأنظمة الحاكمة في دول عربية شهدت ثورات شعبية أزاحت أنظمة حاكمة تُتهم بالاستبداد.
لكن هذا الاتّهام، عادة ما تنفي صحّته أبوظبي، التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع النظام الحاكم في مصر، التي شهدت في 3 جويلية 2013، إطاحة بالرئيس آنذاك محمد مرسي، وهو أول رئيس منتخب بعد ثورة أطاحت بحكم حسني مبارك (1981: 2011).
وبيّن القيادي في “النهضة”، أنّ “هذه الدول حاولت عبر وكلائها في تونس تعطيل وإجهاض التجربة التونسية”، متابعا: “تونس ليست بلد الانقلابات، وجيشنا منحاز للثورة وملتزم بالديمقراطية ويتقدّم معركتنا ضدّ الإرهاب، ويحظى باحترام كل التونسيين، ولا يمكن تزييف الانتخابات في تونس، لأنها تتمّ بإشراف هيئة مستقلة، وبمراقبة المجتمع المدني والإعلام الحرّ”.
وأضاف عبد الكريم الهاروني، قائلا: “نظرا لفشل كل المحاولات لتفجير الوضع الاجتماعي وتوظيف معاناة شبابنا وجهاتنا من البطالة ومن تأخّر التنمية، بقي لهذه الأطراف المعادية أن تحاول إجهاض التجربة التونسية من داخل الدولة، فكانت المحاولة الأولى مع الرئيس الباجي”، مستطردا: “لما يئسوا ذهبوا إلى (الجارة) الجزائر، وحاولوا مع الأطراف داخل الجزائر استهداف التجربة الديمقراطية الناشئة في تونس، ولكن شقيقتنا الكبرى الجزائر ردّت عليهم بأن استقرار تونس خط أحمر، فرجعوا خائبين”.
وأوضح الهاروني، أن “المحاولة الثانية كانت من داخل الدولة، وهي ما نراه داخل البرلمان، من ظهور أصوات معادية للثورة وللديمقراطية، وتدعو إلى خطاب الكراهية والعنف بين التونسيين”، مشيرا إلى أن هذه الأطراف لم يبقى لها سوى أن تُكون أحزابا وتشارك في العملية الانتخابية، وتحاول تعطيل التجربة التونسيّة من داخل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها البرلمان .. فعملوا على تعطيل عمله وأشغال لجانه واستهداف رئيسه راشد الغوشي”.
واعتبر رئيس مجلس شورى “النهضة”، أن كلّ هذه المحاولات باءت بـ “الفشل”، “فالديمقراطية التونسية قويّة ومؤسسات الدولة شرعية، والنهضة حركة توافقية تسعى إلى الوحدة الوطنية حتى تنجح تونس في رفع التحدي الاقتصادي والاجتماعي، الذي ازداد خطورة بعد كورونا”، معربا عن “حرصهم داخل الحركة على العلاقات الجيّدة مع كل الدول العربية في إطار السياسة الخارجية للدولة التونسية، التي ترفض الانخراط في المحاور وتسعى إلى الحلول السلمية بالحوار بين الأشقاء”.
وشدّد الهاروني، على أن “النهضة تعمل في إطار هذه السياسة الرسمية، وتدافع على المصالح العليا لتونس”.
ويُنظر إلى تونس، على أنها التجربة الديمقراطية الوحيدة الناجحة بين الدول العربية، التي شهدت ما تُعرف بالموجة الأولى من ثورات الربيع العربي.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى