أهم الأحداثتقاريروطنية

“الرأي الجديد” تحصي أحداث 2019 في تونس: وفاة السبسي.. صعود سعيّد والغنوشي.. وزيارة أردوغان

تونس ــ الرأي الجديد / تقرير سندس عطية

عاشت تونس خلال سنة 2019، عدّة أحداث وطنية وسياسية في غاية الأهمية، مقارنة بالسنوات الفارطة، لعلّ أهمها تنظيم انتخابات رئاسية مبكّرة، صعّدت أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد إلى قصر قرطاج، بالإضافة إلى تنظيم الانتخابات التشريعية.
“الرأي الجديد”، جمعت لكم أهمّ الأحداث الحاصلة في تونس خلال العام الذي ودعنا..

من الإضراب العام إلى الفواجع الاجتماعية

بداية العام 2019، كانت بتنفيذ الاتحاد العام التونسي للشغل، إضرابًا عامًا في القطاع العام والوظيفة العمومية بتاريخ 17 جانفي، بسبب عدم الاتفاق على الزيادات في الأجور.
وشهد شهر فيفري، توقيع الحكومة اتفاقية للزيادة في الأجور مع المنظمة الشغيلة بتاريخ 17 فيفري، ثمّ مع نقابة التعليم الثانوي بتاريخ 20 فيفري.
وفي 7 مارس، اهتزّ الرأي العام التونسي على وقع “فاجعة مستشفى الرابطة”، التي راح ضحيتها 15 رضيعًا في المستشفى بسبب تعفّن جرثومي، وازداد الغضب الشعبي، بعد أن  سلمت وزارة الصحّة العمومية، جثامين الرضّع المتوفين، في “كراذين”، الشيء الذي تسبّب في تأزيم الأوضاع بالبلاد، وتنفيذ بعض الوقفات الاحتجاجية الرافضة لمثل هذا التعاطي مع المواطنين.
واحتضنت تونس في 31 مارس 2019، أشغال القمّة العربية الثلاثين لجامعة الدول العربية، في قصر المؤتمرات بالعاصمة، واختتمت بصياغة “إعلان تونس” الذي أعاد التأكيد على الالتزام بالقضايا العربية وتكريس السلام في المنطقة، وتم الحضور القطري والسعودي والمصري، على الرغم من الخلافات القائمة بين العائلة الخليجية، على خلفية الحصار على دولة قطر من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
وفي اليوم الذي تحتضن فيه تونس القمة العربية، فقدت بلادنا الرسام التونسي المشهور الهادي التركي، عن سنّ تناهز 97 عامًا.
وخلال شهر أفريل، عقد “التيار الديمقراطي” يومي 20 و21 من نفس الشهر، المؤتمر الثاني للحزب، الذي انتهى بعودة محمد عبو على رأس الحزب، مع ترشيحه للانتخابات الرئاسية.
ولم يمض إلاّ شهر واحد، حتّى تستفيق تونس، يوم 27 أفريل على “فاجعة السبالة”، من ولاية سيدي بوزيد، المتمثّلة في حادث مرور فظيع، أودى بحياة 12 شخصا من بينهم 7 نساء و5 رجال من الفلاحين.
ويوم غرّة ماي 2019، عقد حزب “تحيا تونس” مؤتمره التأسيسي، الذي أفضى إلى انتخاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد، رئيسًا للحزب، وسليم العزابي، أمينًا عامًا.

وفاة السبسي: الحدث الأبرز
في جوان 2019، اُنتخبت تونس عضوًا غير دائم في مجلس الأمن لعهدة 2020-2021 للمرة الرابعة في تاريخها.
وفي نفس الشهر، أعلن عن تأسيس حزب “قلب تونس”، وتعيين نبيل القروي رئيسًا له.
ويوم 27 من نفس الشهر (جوان)، يلقّب الساسة والتونسيون، يوم الخميس بـ “الخميس الأسود”، الذي شهدت خلاله تونس عملية إرهابية في شارع “شارل ديغول” في العاصمة، أدت إلى استشهاد شرطي وجرح 8 آخرين، في عملية أقلّ ما يقال عنها أنها “جبانة وغادرة”، تسبّبت في إحباط مؤقت للشعب التونسي.
وفي الشهر المقبل، وتحديدا يوم 5 جويلية 2019، أصدر رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أمرًا حكوميا يمنع دخول أي شخص غير مكشوف الوجه سواء بنقاب أو أي غطاء يحيل دون كشف وجهه، إلى مقرّات الإدارات والمؤسسات العمومية، وهي أول مرة، يتم فيها منع النقاب في تونس.
ومن بين أبرز الأحداث التي شهدتها البلاد العام 2019، وفاة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، عن سن 92 عامًا يوم 25 جويلية 2019، بعد تعرّضه لوعكة صحية حادة.
وتزامنت وفاة الباجي قايد السبسي، مع يوم عيد الجمهورية، ويوم 27 جويلية 2019، انتظمت جنازة وطنية مهيبة للرئيس الراحل، بحضور عدد من قادة الدول العربية الشقيقة، وبمشاركة شعبية واسعة، ليُوارى الثرى في مقام سيدي بلحسن الشاذلي بمقبرة الجلاز.
وعلى إثر ذلك، تولّى رئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، أداء اليمين الدستورية لانتصابه رئيسًا مؤقتًا للبلاد.

مخرجات الانتخابات الرئاسية
هذا وشهد شهر أوت، حدثا مهمّا آخر، حيث ألقت قوات الأمن يوم 23 أوت 2019، القبض على رئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي، وأودعته السجن.
وجاء قرار القبض على نبيل القروي، تنفيذًّا لبطاقة إيداع بالسجن صادرة عن دائرة الاتهام في قضية تتعلّق بغسيل الأموال، قبل أن يتم إطلاق سراحه قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية بيومين.
وشهدت تونس، في 15 سبتمبر 2019، الدور الأول للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، تصدّر خلالها أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد النتائج بنسبة 18.4 في المائة يليه رجل الأعمال ورئيس حزب “قلب تونس” نبيل القروي، بنسبة 15.5 في المائة ليمرا معًا إلى الدور الثاني.
كما سجّلت هزيمة لكلّ من رئيس الحكومة يوسف الشاهد، ورئيس مجلس النواب عبد الفتاح مورو، لم تكن متوقّعة في بعض الأوساط السياسية الحزبية.
مع هزيمة الشاهد ومورو، تكبّد وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، وغيره من السياسيين “خسارة كبرى” في الانتخابات، وصفها إعلاميون بـ “الزلزال الانتخابي”.
كما توفي بتاريخ 19 سبتمبر، الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، في مقرّ إقامته في السعودية، حيث دُفن بعد 8 سنوات من فراره من تونس بعد اندلاع الثورة.

“التشريعية”.. وتكليف رئيس حكومة جديد
وفي 6 أكتوبر2019، انتظمت الانتخابات التشريعية، وتصدّرت نتائجها حركة النهضة بـ (52 مقعدًا)، يليها حزب “قلب تونس” بـ (38 مقعدًا)، ثمّ التيار الديمقراطي بـ (22 مقعدًا)، وخلفه “ائتلاف الكرامة” بـ (21 مقعدًا)، ثم الحزب الدستوري الحر بـ (17 مقعدًا).
ويوم 13 أكتوبر 2019، قال الشعب التونسي كلمته، وانتخب قيس سعيّد رئيسًا للجمهورية، بنسبة بلغت 72.7 في المائة (2.77 مليون ناخب) على حساب منافسه نبيل القروي الذي تحصّل على 27.2 في المائة (1.04 مليون ناخب).
وجاء فوز قيس سعيّد، بعد “لطخة فيسبوكية” كبيرة، من طرف الفئة الشبابية، حيث جاءت هذه اللطخة تحت عنوان “حالة وعي”.
ويوم 23 أكتوبر 2019، أدى قيس سعيّد اليمين الدستورية أمام البرلمان، وألقى قيس سعيّد، خطاب تنصيبه الذي وُصف بـ”خطاب الأمانة”.
شهر واحد بعد ذلك، انتخب أعضاء مجلس نواب الشعب رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي رئيسًا لمجلس نواب الشعب، ليكون بذلك، أول رئيس لحركة إسلامية في الوطن العربي، يشغل منصبا برلمانيا، ويدخل مؤسسات الدولة من هذه البوابة رفيعة المستوى.
يوم 15 أكتوبر، يتولى رئيس الجمهورية، تكليف كاتب الدولة السابق للفلاحة، الحبيب الجملي، بتكوين الحكومة الجديدة، بعد أن تم اقتراحه من قبل “حركة النهضة” بوصفها الحزب المتحصّل على أكثر عدد من المقاعد في البرلمان.

زيارة أردوغان تثير الجدل
ويوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2019، أبكت مها القضقاضي ضحية “الفقر والتهميش”، ملايين التونسيين، حيث جرفت السيول فتاة الـ 11 عاما عندما كانت تقطع طريقها إلى المدرسة عن طريق الوادي.
وقد تألم التونسيون، لرحيل “مها”، التي أطلقوا عليها اسم “ذات العينين الخضراوين”، ضحية الفقر والتهميش”، مؤكدين أن المسؤولية جماعية، خصوصاً وأن السلطات لم تصدر تحذيراً مبكّراً بضرورة ملازمة المنزل وغلق المدارس، نتيجة معطيات تؤكد قرب هطول أمطار غزيرة في كافة البلاد.
“الكوارث لم تتوقف عند كارثة الرضع”، و”عمدون” و”كارثة السبالة”، إذ شهد يوم 1 ديسمبر 2019، “كارثة جديدة”، تحت عنوان “رحلة الموت”، من خلال حادث المرور المروّع، بعد سقوط حافلة تقلّ قرابة الـ 43 شابا وشابة، في رحلة سياحية داخلية، في منطقة عمدون من ولاية باجة، ممّا أدى إلى وفاة 30 شابًا.
ونختم سلسلة أحداث 2019، بمصادقة البرلمان التونسي يوم 10 ديسمبر، على قانون المالية وميزانية الدولة لسنة 2020، بعد جدل واسع بين الكتل البرلمانية، حول عدد من المقترحات أهمّها صندوق الزكاة وصندوق الكرامة، وردّ الاعتبار لضحايا الاستبداد..
فيما أثارت زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى تونس، وإعلانه إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، لحماية الشرعية في ليبيا، وضدّ مليشيات اللواء خليفة حفتر، التي شرعت في ضرب العاصمة طرابلس، مدعومة من الإمارات والسعودية والقوات السودانية، بالإضافة إلى مجموعات من المرتزقة الروس.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى