خبير استراتيجي: لست متفائلا بالقمة العربية.. والسيسي يعيد إنتاج مشروع ترامب للتهجير

القاهرة ــ الرأي الجديد
يترقب العالم العربي إعلان مصر خطتها البديلة عن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتهجير أكثر من 2 مليون فلسطيني إلى مصر والأردن، بعد عرضها على قمتين عربيتين إحداهما مصغرة في الرياض (الخميس المقبل) والثانية موسعة في القاهرة، وسط تساؤلات: هل تنصف تلك الخطة الفلسطينيين أم أنها ستكون بابا خلفيا لتنقذ وعد ترامب؟
وقال الدكتور مراد علي، الخبير في الإدارة الإستراتيجية وإدارة الأزمات في مصر، تعليقا على هذا الحدث، أنّه “ما تم تسريبه عن الخطة المصرية يتوافق تماما مع ما يقوله وتعهد به نتنياهو”، متسائلا: “هل يعقل أن تكون مهمة الحكومة في مصر ومعها بعض الحكومات العربية أن تنوب عن إسرائيل في تحقيق أهدافها في غزة؟”.
وأعرب علي عن عدم تفاؤله لعدّة أسباب: “أولها: ما يقوله التاريخ”، موضحا أن “الأحداث السابقة لم تشهد من الدول العربية ولا الحكومات اتخاذ أية خطوات لإنصاف أهل غزة ووقف الإبادة”.
وأضاف: “وحتى اليوم إنهم غير قادرين على إدخال الخيام ولا المساعدات الإنسانية لأهل غزة، ولا قادرين على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار”، متسائلا: “فعلى أي أساس إذا نتوقع منهم أنهم بعد ما صنعوه من خذلان كل هذه السنوات وخلال الـ15 شهرا من حرب الإبادة الدموية، أنه فجأة تنصف القمة الفلسطينيين وأهل غزة في وجه الكيان المحتل؟”.
ولفت ثانيا إلى أن “ما تم تسريبه حتى الآن عما يطلق عليه الخطة المصرية أنه سيكون هناك خطة إعادة إعمار بإشراف لجنة فلسطينية ولنضع عدة خطوط تحت كلمة لجنة، لأن هذا ما قاله نتنياهو بالأمس في تصريحه بأنه تعهد بأنه سيتم استبعاد حماس من غزة، ولن يكون هناك وجود للسلطة الفلسطينية، ولذا يبدو أن الخطة المصرية تتوافق أيضا، مع أهداف ووعود ترامب لناخبيه”.
وثالثا، وفق ما أكد علي، أنه يرفض هذه الخطة لأن “هدفها الأساسي استبعاد المقاومة، وتسليم سلاحها، ونزع أسنان غزة حتى لا تسبب أي صداع للمحتل، وستصبح نموذجا آخر من الضفة الغربية التي يستبيحها المستوطنون ويستبيحها الاحتلال فيقتحمها في أي وقت، ويمنع تحويل أموال المساعدات عن أهالى الأسرى والمعتقلين”.
وبين أنه “في النهاية يحكم الضفة من خلال أسماء فلسطينية، ويريد تكرار ذلك في غزة، وللأسف ما تم تسريبه عن الخطة المصرية مشابه لهذا”، متسائلا: “لو هناك ضمانات قيلت حول تلك الخطة، فهل هذه الضمانات سيتم تحقيقها؟، وإذا كان في وقف إطلاق النار المتفق عليه من عدة أسابيع وكان بينه إدخال مساعدات بعينها وإدخال كرفانات ولم يتم تطبيقها، فما الذي يجعلنا نتأكد من أنهم سيلتزمون بالخطة المصرية؟”.
وخلص للقول: “ما يجعلنا نتشاءم هو التصريحات المتتابعة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ومساعده حسام زكي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وتصريحات المقربين من السلطات الإماراتية، وموقف ملك الأردن المتردد، والذي لم يواجه ترامب بقوة في مؤتمرهما الصحفي في واشنطن الأسبوع الماضي”.
ويعتقد الخبير المصري، أن “كل هذه التصريحات التي تتحدث عن عدم وجود حماس، وتطالبها بالابتعاد، وتطالب الفصائل بالتنحي كلها، تؤشر على أن هناك توافق عربيا ما مع إدارة ترامب وإدارة نتنياهو لتنفيذ خطة بعينها، وهو ما يجعلنا متشائمين ولا نتوقع الأفضل”.
وختم حديثه بالقول: “عُقدت قم عربية لأجل غزة فماذا كانت مخرجات تلك القمم؟، هل قدمت أي شيء؟، أتذكر قمة في نوفمبر 2023، وقمة ثانية بعدها بعام، ثم لا شيء، فلماذا إذا هذه المرة نتوقع شيئا مختلفا؟ ولماذا نتفاءل؟ ثم لماذا تأجيل هذه القمة بهذا الشكل؟، وكيف نسكت ولا نتخذ مواقف حاسمة حتى الآن؟”.