أحداثأهم الأحداثدولي

بعد أوكرانيا… هل تكون بولونيا في مرمى موسكو عسكريا؟

وارسو (بولونيا) ــ الرأي الجديد (تقرير إخباري)

بين عشية وضحاها، وجدت بولونيا نفسها حاليا، في وضع دولة تسعى للتعافي الاقتصادي والتقدم والنهوض كعضو في الاتحاد الأوروبي، وفي ذات الوقت، دولة تماس على خط النار مع أوكرانيا، وسط تململ روسي من دورها كدولة ممر للأسلحة والمعدات لأوكرانيا..

ووصل إلى ما اعتبرته وارسو تهديدا روسيا علنيا لسيادتها وتهديدا عسكريا صريحا قادما من بيلاروسيا.

وتعدّ بولونيا، من بين دول أوروبا الوسطى، التي تعاني من أزمة هوية أوروبية، فلا هي تنتمي إلى معسكر أوروبا الغربية، مثل فرنسا وهولندا بكل ما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وعسكرية وصناعية، ولا هي من معسكر شرق أوروبا المنقسم بين دعم موسكو، ومحاولة الاتحاد الأوروبي استمالته والاستثمار السياسي والعسكري فيه.

من بلد آمن.. إلى بلد مستهدف
نظريا، فإن بولونيا وأوكرانيا، على قلب رجل أوروبي غربي واحد في مواجهة موسكو. أما عمليا، فكل منهما يدفع فاتورة جوار الآخر.

فبولندا أصبحت في مرمى النيران السياسية والدبلوماسية وأخيرا العسكرية والأمنية من موسكو، منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا.

كانت بولونيا، هي شرارة الحرب العالمية الثانية حين غزتها ألمانيا عام 1939، وعانت من ويلات هذه الحرب كما لم يعاني أي بلد أوروبي آخر، فقد دارت رحى الحرب على أرضه. ويتكرر المشهد اليوم، بفعل الموقع الجغرافي والسياسي للبلاد، حيث وضعها في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين، بين فكي القوى الكبرى، وجعلها تدفع أثمانا باهظة من حريتها وحدودها.

عسكريا قالت بولندا بوضوح على لسان رئيس وزرائها ماتيوش مورافيتسكي، إن مجموعات من مليشيات فاغنر العسكرية تتحرك نحو حدودها، وهو ما يعني التحرش بالجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي الناتو. وردت وارسو بإرسال نحو ألف جندي إلى الحدود مع بيلاروسيا. ووصف رئيس الوزراء الوضع بأنه بالغ الخطورة. ولم تسفر هذه التحركات عن اشتباكات عسكرية حتى الآن..

تهديد روسي واضح.. أم ابتزاز ؟
أما من الناحية السياسية، فقد قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين الشهر الماضي، إن بولونيا حصلت على أراض في المناطق الغربية بسبب الرئيس الروسي السابق، جوزيف ستالين،  وهو ما اعترضت عليه وارسو، واعتبرته تهديدا لدولة ذات سيادة، وتحديا لحدودها المعترف بها دوليا.

وبلغ الأمر بأن صرح نائب وزير الدفاع الروسي السابق، أندريه كارتابولوف الشهر الماضي، بأن قوات فاغنر موجود في بيلاروسيا، للتحضير لهجوم على بولونيا، وأنها ستكون جاهزة للاستيلاء على أراض بولونية خلال ساعات.


والأهم من هذا وذاك، هو رد فعل حلف شمال الأطلسي على صيحة الاستنجاد التي أطلقها رئيس الوزراء البولوني، إذ لم يتجاوب الحلف جديا مع هذه الصيحة، ولم يدر أي حديث عن إمكانية تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الدفاع الجماعي للحلف.

وبعد أن أبلغته وارسو بالتطورات، اكتفى بالقول “إنه يراقب الوضع”.

ويرى مراقبون، أنّ الأمر، مفتوح على كثير من التأويلات، أهمها أن مسرح العمليات العسكرية في شرق أوروبا، مرشح لدخول فاعلين جدد مثل قوات فاغنر ودولة مثل بيلاروسيا.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى