أحزابأهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

رسالة من راشد الغنوشي من داخل معتقله في المرناقية: ما هو مضمونها ؟؟ وكيف خرجت من السجن؟؟ 

تونس ــ الرأي الجديد

قال رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، أن الفترة الحالية التي تمرّ بها تونس ليست “إلا قوسا قصيرا وقميئًا للشعبوية ستتجاوزه البلاد”، وفق تعبيره.

وأكد الغنوشي، في رسالة له من معتقله بسجن “المرناقية”، إنه يثق في “عودة البلاد إلى المسار الديمقراطي”.

ودعا رئيس حركة النهضة، في الرسالة التي نشرتها حركة النهضة، التونسيين، إلى “التزام الصبر والهدوء والحكمة في مقارعة الاستبداد ومقاومة الانقلاب، والحرص على تعزيز مقومات وحدة البلاد واستقرارها”.

وقال الغنوشي في هذه الرسالة التي جاءت بمناسبة الذكرى 44 لتأسيس حركة النهضة الموافق لــ 6 جوان 2023، إن حركته، “تعمل  اليوم – صحبة الأطياف المتعددة للمعارضة الوطنية والديمقراطية الواسعة – على  مقاومة الانقلاب على الدستور، ومقارعة الاستبداد، والهدم الممنهج والشامل لمؤسسات الدولة التونسية، وضرب جميع المكتسبات الديمقراطية والحريات الأساسية بتونس”.

وفي ما يلي نص الرسالة:

رسالة الأستاذ راشد الغنوشي من معتقل المرناقية بمناسبة الذكرى 42 لتأسيس حركة النهضة

حافظوا على نور ثورتكم حيا.. وإشعاع حركتكم مضيئا.. ومناعة تونس بلادكم.. قوية

أيتها الأخوات والإخوة الأفاضل، أيها الشعب التونسي العظيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمر اليوم 06 جوان يونيو 2023،الذكرى الـ42 لتأسيس حركة النهضة التونسية. وإذ نستحضر،بإجلال و إكبار تضحيات شهدائنا الأبرار، والعذابات البعيدة والقريبة، من جيل المؤسسين الكرام، والمناضلات والمناضلين الأشاوس، وعائلاتهم الكريمة في دفاعهم المستميت عن استقلال تونس وعزتها، وانتصارهم القوي لقيم الحرية والديمقراطية، ومبادئ ثورة 17 ديسمبر ــ 14 جانفي 2011 المجيدة.

فإننا من ظلمات معتقل المرناقية، نحيي كافة مناضلات ومناضلي حركة النهضة في الداخل والخارج، وفي المعتقلات، والمنافي، وخالص التحية والتقدير لجميع شركائنا في الوطن،  وأصدقائنا وكل الأحرار في تونس وخارجها، في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا، ذكرى تأسيس حركة النهضة، إحدى أهم الحركات والأحزاب السياسية المعاصرة في تونس، التي ضحت بالغالي والنفيس، من أجل تعزيز استقرار الوطن، ودعم أواصر الوحدة الوطنية، وترسيخ مبادئ المصالحة الوطنية الشاملة المنشودة، وتحملت أعباء الحكم بصيغة توافقية في ظروف قاسية، والتضحيات الجسام، اليوم، صحبة الأطياف المتعددة للمعارضة الوطنية والديمقراطية الواسعة في مقاومة الانقلاب على الدستور، ومقارعة الاستبداد، والهدم الممنهج والشامل لمؤسسات الدولة التونسية، وضرب جميع المكتسبات الديمقراطية والحريات الأساسية بتونس.

وفي اليوم الــ 50، لاعتقالي ظلما وبهتانا وتعسفا، أطمئن جميع مناضلات ومناضلي الحركة والحرية بتونس، وجميع الأحرار في تونس والعالم، بأنني ولله الحمد والمنّة، بخير، وكلي ثقة مطلقة في لطف الله سبحانه وتعالى بتونس، ونصرة لشبعها الصامد والصابر، من أجل تجسيد تطلعاته في التأسيس الوطني التشاركي، لدولة القانون والحكم الرشيد، واستعادة الديمقراطية المختطفة، ونيل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية العادلة، والتجسيد الفعلي للتنمية المستدامة لتونس اليوم، وللأجيال القادمة بإذن الله تعالى.

وإذ أستحضر التضحيات المباركة والعظيمة التي يقدمها كل يوم، بل كل ساعة، مناضلات ومناضلي الحركة، ومناضلي الحرية في تونس، في دفاعهم السلمي المدني ضد الانقلاب على الدستور، والانتهاكات الجسيمة والخطيرة ضد كل إنسان حر في تونس، لا يقبل الضيم والحجم المريع للقضايا المدبّرة والملفقة والغرائبية، التي يحاصر بها كل الشرفاء على أرض تونس الغالية.

فإنني أدعو مناضلات ومناضلي حركتنا، إلى تعزيز ثقتهم العالية والغالية في نصر الله، لتطلعات الشعب التونسي في الحرية للجميع والعدالة الاجتماعية المنجزة، والكرامة الوطنية الشامخة، ووفاءهم لوطنهم تونس، وإيمانهم بعدالة قضيتهم، وشرف انتمائهم لأحد أهم الحركات والأحزاب المدنية في الوطن العربي والعالم الإسلامي، حركة النهضة التونسية، التي قدمت وتقدم يوميا ولخمسة عقود مضت وأخرى قادمة بإذن الله تعالى، نموذجا عظيما ومشرفا في نكران الذات، وخدمة الناس والمجتمع، والحرص على الوطن وحدة الأمة ونصرة قضاياها العادلة، وقضيتنا الجوهرية والأساسية، نصرة الشعب الفلسطيني في دفاعه عن الأقصى المبارك وأراضيه المحتلة، وحقه الشرعي في قيام دولته المستقلة على أرض فلسطين الحبيبة، وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله تعالى.

كما أجدد دعوتي لكم بالتزام الصبر والهدوء والحكمة، في مقارعة الاستبداد ومقاومة الانقلاب، والحرص كل الحرص على تعزيز مقومات وحدة البلاد واستقرارها، والدفاع بقوة وشرف، مع جميع المواطنات والمواطنين، وكافة الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية، بكل الوسائل القانونية والسلمية المدنية، من أجل استرجاع الحريات الأساسية المغتصبة، والأسس العميقة للدولة التونسية المنتهكة، وقيم العيش المشترك والديمقراطية التونسية، روح تونس الحديثة، وسفيرنا الدائم ومصدر فخرنا بين الأمم.

كما أحيي بكل فخر واعتزاز، السيدات والسادة المحترمين من أصحاب القرار: الرؤساء والوزراء والنواب والبرلمانات والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والقانونيين، وكبار المفكرين وصناع الرأي العام، والجامعيين والإعلاميين، من جميع أنحاء العالم، الذين عبروا عن رفضهم وشجبهم وإدانتهم، لاعتقالي من أجل حقي الأساسي في الرأي والتعبير، وتضامنهم القوي مع المعتقلين السياسيين والنقابيين والإعلاميين والمدونين في تونس، مؤكدين إيمانهم بالرسالة الملهمة للثورة التونسية السلمية، وثقتهم في قدرات شعبنا على تجاوز هذا القوس القصير القميء للشعبوية الهلامية الحالمة والظالمة.

حافظوا على نور ثورتكم حيا، وإشعاع حركتكم مضيئا، ومناعة تونس، بلادكم قوية…

ثقتنا في الله كبيرة وفي شعبنا متجددة، وفي لقائنا قريبا أعزاء، أحرارا على أرض وطننا الغالي، تونس العزيزة.

دمتم في حفظ الله ورعايته.

عاشت حركة النهضة المناضلة.

تحيا تونس.. أبية عزيزة أبد الدهر.. وشعبها العظيم في عزة وكرامة بإذن الله تعالى.

راشد الغنوشي
رئيس حركة النهضة التونسية

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى