أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

كمال الجندوبي: خطاب التخوين الذي يستخدمه رئيس الجمهورية يحيي فينا ذاكرة استبدادية سوداء

تونس ــ الرأي الجديد

انتقد كمال الجندوبي، الوزير الأسبق، والرئيس الأسبق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والرئيس الشرفي للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، بشدّة، تصريحات الرئيس قيس سعيد، بخصوص تخوين المعارضين ونشطاء المجتمع المدني، واتهامهم بالجوسسة، قائلا في هذا السياق: “إنّ هذا يحيي ذاكرة سوداء في تونس”.

وأشار إلى أن هذه الاتهامات كانت موجودة في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وكلفت العديد من النشطاء السجون، بموجب اتهامات “بعدم الوطنية”، مضيفا بأنّ “خطاب التخوين، لم ينفع، بن علي ولا أي نظام استبدادي، لأن التاريخ بيّن أن الدولة التي لا تحترم مواطنيها، ولا تضمن حقوقهم، سوف تخسر في الأخير”، حسب تقديره.

جزء من التزامات تونس الدولية
ولاحظ أنّ المواطن التونسي في صورة عدم احترام حقوقه وحمايته، “لديه الحق في معارضة الدولة، ومعارضة رئيس الدولة”، مشيرا إلى أنّ ذلك “جزء من التزامات تونس الدولية في المجال الحقوقي والسياسي”..

واعتبر الرئيس الأسبق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن نقد الحكومة عندما تمس بالحقوق والحريات وتهضم حقوق الناس، يعدّ واجبا وطنيا بالأساس، لأنه لا يمكن بناء دولة دون احترام المواطن”، على حدّ تعبيره.

وأشار الجندوبي، إلى أنّ تونس ربحت خلال العشرية الفارطة بداية تشكل حسّ مواطني، والدليل على ذلك تنوع المجتمع المدني، وتعدد مكوناته، وتوفر حرية للصحافة، وظهور مدافعات عن حقوق النساء، والعديد من القضايا التي أصبحت تطرح بشكل شفاف، وضمن نقاش مجتمعي، وبشكل غيّر تعامل الدولة وأجهزتها مع هذه الموضوعات في الاتجاه الإيجابي، بعد أن كان أساسها الطرق القمعية، وفق قوله.

التمويل الأجنبي
واعتبر الناشط الحقوقي والوزير الأسبق كمال الجندوبي، أن التشكيك في تمويل الجمعيات “فيه العديد من المغالطات”، مضيفا بأن التشريع التونسي سمح منذ 2011 بتمويل الجمعيات داخليا وخارجيا، إلا أن الدولة التونسية لم تقم بمهامها، وكل الحكومات لم تنجح في خلق آليات تمويل داخلية وطنية، لتمويل الجمعيات.

وأشار إلى أن “السماح بالتمويلات الأجنبية للجمعيات، تم بناء على أساس تلبية شروط معيّنة يجب احترامها”.

وأضاف الجندوبي، بأنه لم يُثبت إلى اليوم أن عملية التمويلات الخارجية، تمت في إطار عمليات جوسسة وخيانة أو غيرها.

وأقر الرئيس الشرفي للشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان، في تصريح لراديو “موزاييك”، بوجود سوء تصرّف داخل بعض الجمعيات والمنظمات، وهي حالات شاذة حسب تعبيره، مشيرا إلى أنّ التمويل الخارجي التزام، وقانون يجب احترامه، ولم تكن عملية خيانة أو تجسّس أو بيع النفس أو بيع الذات”، كما تروج السلطات التونسية، وخاصة رئيس الجمهورية، حسب قوله.

وشدد الجندوبي، على أنّ التمويل الأجنبي، استفاد منه عشرات الآلاف من الشباب التونسي العاملين صلب المجتمع المدني، فضلا عن تمويله للإعلام والصحافة، التي يستفيد جزء كبير منها بهذا التمويل الخارجي.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى