أحداثأهم الأحداثدولي

بعد طلب السويد وفنلندا الانضمام إليه.. حلف الناتو: العقدة الروسية.. والمخاوف الأوروبية

لندن ــ الرأي الجديد 

ظلت بلدان الشمال الأوروبي محايدة منذ عقود، غير أنّ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دخل شهره الرابع الآن، مزعزعًا الجغرافيا السياسية الأوروبية في العصر الحديث بشدّة، دفع فنلندا والسويد، اللتين تقعان على مقربة من روسيا، إلى طلب الانضمام إلى حلف الناتو، بعد أن تصاعدت المخاوف من العدوان عليهما، لتتخليا عما يقرب من 70 عامًا من عدم الانحياز.


فكيف تصبح دولة ما عضوًا في الناتو ؟ وما هو الناتو أصلا ؟ وما هي شروط الانضمام إليه ؟

هنا إطلالة على هذه الموضوعات…

ما هو الناتو؟
لقد تم إنشاء حلف الناتو لأول مرة في عام 1949، في أعقاب الحرب العالمية الثانية كتحالف عسكري يقوم على مبدأ “الدفاع الجماعي”، حيث تنص المادة 5 من معاهدة الحلف، على أن الهجوم على عضو واحد في التحالف يعتبر هجومًا على الجميع.

وفقًا لحلف الناتو، تم إنشاء التحالف بهدف ثلاثي الأبعاد، وهو ردع التوسع السوفيتي، ومنع إحياء النزعة العسكرية القومية في أوروبا من خلال وجود قوي لأمريكا الشمالية في القارة، وتشجيع التكامل السياسي الأوروبي.

الدول الـ 12 المؤسسة لحلف الناتو هي: بلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وأيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

تم توسيع العضوية الآن لتشمل 30 دولة بما في ذلك: ألبانيا وليتوانيا وبلغاريا والجبل الأسود وكرواتيا وجمهورية التشيك وبولندا وإستونيا ورومانيا وألمانيا وسلوفاكيا واليونان وسلوفينيا والمجر وإسبانيا وتركيا ولاتفيا.

كان آخر عضو تم قبول انضمامه في الحلف هي دولة مقدونيا الشمالية، وكان ذلك في عام 2020.

انضمام فنلندا والسويد
كل من فنلندا والسويد عضوان في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لحلف الناتو، والذي يشمل أيضًا دولًا من الاتحاد السوفيتي السابق، وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، أصدر رؤساء الحكومتين الفنلندية والسويدية، بيانات تعبر عن رغبة بلادهما في الانضمام إلى الناتو والاستفادة من استراتيجية الدفاع الجماعي.

ووصف كل من الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، ورئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه حافز لبلديهما للانضمام إلى الناتو، وأكدا أن بلدانهما ستصبح حلفاء أقوياء كجزء من الناتو.

كيف تنضم الدول للناتو؟

تتكون عملية عضوية الناتو من عدة خطوات، أهمها:

أولًا، يدعو الناتو الأعضاء المحتملين رسميًا لبدء محادثات الانضمام مع الحلف، حيث تهدف محادثات الانضمام في مقره الرئيسي في بروكسل ببلجيكا إلى الحصول على تأكيد رسمي من المدعوين برغبتهم وقدرتهم على الوفاء بالالتزامات السياسية والقانونية والعسكرية لعضوية الناتو، على النحو المنصوص عليه في معاهدة واشنطن وفي الدراسة الخاصة بتوسيع الناتو.

ثانيا، يجب أن توافق الدول التي تسعى للانضمام إلى التحالف، على إجراء أي إصلاحات ضرورية تتوقف عضويتها عليها، أما الخطوة الثانية في عملية الانضمام فهي خطاب نوايا، حيث تقدم كل دولة مدعوة تأكيدًا لقبولها بالتزامات العضوية في شكل خطاب نوايا من كل وزير خارجية موجه إلى الأمين العام لحلف الناتو.

ثالثًا، يتم إنشاء بروتوكولات ليتم تضمينها في معاهدة واشنطن لكل مدعو، وبمجرد توقيع الدول الأعضاء على هذه الاتفاقية، فإنها تصبح تعديلات أو إضافات أساسية على المعاهدة، والتي تسمح للدول المدعوة بأن تصبح أطرافًا في المعاهدة.

رابعا، يجب بعد ذلك التصديق على بروتوكولات الانضمام من قبل كل دولة عضو في الناتو ومن قبل حكوماتها، وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تتطلب بروتوكولات الانضمام من مجلس الشيوخ تمرير التشريع بأغلبية الثلثين.

خامسا، بعد أن تصادق كل دولة عضو على البروتوكولات، يدعو الأمين العام للناتو الدول الجديدة للانضمام إلى معاهدة واشنطن، وبمجرد أن تقدم البلدان رسميًا وثائق انضمامها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، فإنها تصبح رسميًا أعضاء في الناتو.

مدة قبول عملية العضوية
قد تستغرق عملية العضوية لأي دولة تسعى للانضمام إلى التحالف شهورًا، وتحتاج الدول الثلاثين إلى التصويت.

كانت كل دولة من الدول التي انضمت إلى الناتو في نهاية الحرب الباردة، إما دولًا سوفييتية سابقة أو دولًا في حلف وارسو، لذلك كانت هناك إصلاحات طويلة مطلوبة من قبل كل منهم على الجبهة الاقتصادية، وعلى الجبهة الديمقراطية، ولكن على الجبهة العسكرية بشكل خاص، لجعلها مؤهلة لعضوية الناتو.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى