أهم الأحداثاجتماعيمجتمع

الغضب الشعبي في مصر يجبر وزارة “الأوقاف” على التراجع عن منع التهجد

القاهرة ــ الرأي الجديد

تراجعت وزارة الأوقاف المصرية، الاثنين، عن قرارها بعدم السماح بصلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في المساجد والساحات العامة، إثر غضب شعبي متزايد، واستياء واسع.

وكانت وزارة الأوقاف قد أعلنت عدم السماح بفتح المساجد لأداء الاعتكاف أو صلاة التهجد، في 15 أفريل الجاري، بزعم استمرار الإجراءات الاحترازية، وإجراءات التباعد الاجتماعي الخاصة بمكافحة فيروس كورونا، وذلك على الرغم من التراجع الكبير جدا في أعداد الإصابات.

وقررت الوزارة المصرية، في ضوء الغضب الشعبي الواسع، فتح “جميع المساجد الكبرى والجامعة، التي تُقام بها صلاة الجمعة، والتي بها أئمة من الأوقاف، أمام المصلين، في صلاة التهجد، بدءا من ليلة السابع والعشرين ليلة الخميس المقبل حتى نهاية الشهر مبارك”، حسبما جاء في بيان أصدرته الوزارة مساء اليوم..

وضعيات غير مسبوقة

واستغربت وسائل إعلام مصرية، قيام وزارة الأوقاف بتكثيف الجولات الليلية على المساجد، للتأكد من إغلاقها، في مشاهد غير مسبوقة في مصر، بلد الأزهر الشريف.

وقبل أيام، أصدر القطاع الديني في وزارة الأوقاف، بيانا قال فيه، إن صلاة التهجد من السنن، وأن السنن الأفضل لها أن تُصلى في المنزل، رافعا شعار “صلوها في بيوتكم”.

ونشر رواد التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر قيام مفتش أوقاف، بمنع المصلين من استكمال صلاة التراويح في أحد مساجد منطقة حلوان (جنوبي القاهرة)، بحجة مخالفة الشروط الصحية، وهو ما أثار استياءً كبيرا.

في حين تداول مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة لمواطن مصري، يقول فيها إنه أدى صلاة التهجد في زاوية (مسجد صغير) قرب منزله، وقام المصلون بإطفاء الكهرباء، وخفضوا أصواتهم، ولم يتحدثوا مطلقا فيما بينهم، حتى لا يسمعهم أحد، مضيفا: “حسيت (شعرت) أننا رجعنا أيام فجر الإسلام تاني (مرة أخرى)”.

يُذكر أن وزارة الأوقاف المصرية كانت قد شدّدت على ضرورة ألا تتجاوز صلاة التراويح 30 دقيقة فقط، على أن يتم بعدها غلق المساجد مباشرة حتى أذان الفجر من اليوم التالي.


صلاة العيد… بشروط
بخلاف ذلك، منعت وزارة الأوقاف صلاة عيد الفطر في الساحات، وجعلتها في المساجد الكبرى بخطبة موحدة مدتها لا تزيد على 10 دقائق، وسط تهديدات بالفصل والعقاب لمَن يخالف هذه “الضوابط”.

وقال أستاذ الفقه الإسلامي في مصر، الدكتور عطية عدلان، في تصريح إعلامي، إنه “ليس من حق وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، أن يصدر تعليمات بمنع صلاة التهجد، حيث أن جميع المرافق تخلصت من القيود الاستثنائية لوباء كورونا، وحيث أن العبادة المشروعة في دين الإسلام، حق لكل مسلم، فلا يجوز بموجب الشرع الحنيف، وكذلك بموجب دستور البلاد، منع مسلم من ممارسة هذا الحق الأصيل، وهذا من جانب الأحكام”.

من جهته، وصف الكاتب الصحفي، خالد الشريف، قرار منع الاعتكاف وصلاة التهجد بالمساجد بأنه “جنوني للغاية”، مضيفا إنه “ليس له أي مبرر منطقي”، لافتا إلى أنه “يُعبّر عن خوف السلطة الحاكمة من تجمع للمصريين، حتى في صلاتهم”.

وغرد أخرون بالقول، إنّ هذه الوضعية لم يعرفها شعب مصر، حتى في عهد الرئيس الراحل، حسني مبارك..

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى