أحداثأهم الأحداثدولي

هكذا ستتأثر روسيا من الخروج من نظام “سويفت”.. فماذا عن نظام SPES البديل ؟

تونس ــ الرأي الجديد (قسم الشؤون الدولية)

قرار الدول الغربية معاقبة العديد من البنوك الروسية عبر استبعادها من نظام “سويفت” المصرفي، وترجيح إمكانية أن تشمل العقوبات، كل البنوك الروسية الأخرى، يؤشر لصعوبات ستواجهها المؤسسات المالية الروسية خلال الفترة المقبلة، بما يضع اقتصدها في مرمى العطل المالي والتنموي والتبادل التجاري والمالي على الصعيد الدولي.

ويرى خبراء متخصصون في الأنظمة المالية الدولية، أنّ القرار الغربي ــ الأوروبي، سيجعل من الصعب على روسيا القيام بإرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، ما سيكبد موسكو خسائر كبيرة، سيما في ظل عدم وجود بديل لهذه الشبكة مقبول عالميا.

ضرب لاحتياطيات روسيا
ومن المتوقع أن تحد عملية إخراج روسيا من نظام “سويفت” المالي الدولي، من الصادرات والواردات، ومن قدرة الكرملين على الوصول إلى أكثر من 600 مليار دولار من الاحتياطيات.

وكان البيت الأبيض قد قال في بيان مشترك شمل المفوضية الأوروبية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وكندا، إن مجموعة القوى العالمية “عازمة على مواصلة فرض تكاليف” على موسكو، “من شأنها أن تزيد عزلة روسيا عن النظام المالي الدولي واقتصاداتنا”.

وأضاف أن من بين الخطوات الرئيسية للقيام بذلك، ضمان إزالة بنوك روسية محددة من نظام “سويفت” المصرفي، مشيرا إلى أن “الحلفاء” اتفقوا أيضا على فرض إجراءات تقييدية لمنع البنك المركزي الروسي، من استخدام “احتياطياته الدولية بطرق تقوض تأثير العقوبات”.

وسيكون الأثر الأكبر المتوقع، من خلال هذا الإستبعاد، على القطاع الخاص، من بنوك وشركات روسية.
وتصدّر روسيا سنويا ما قيمته حوالي 160 إلى 170 مليار دولار، ما بين الغاز والنفط، والتي كانت تدخل إلى البنوك الروسية بالدولار عن طريق نظام “سويفت”.

إجراءات مؤقتة
لكنّ مراقبين آخرين، يرون أنّ أثر استبعاد روسيا، سيكون له أثر على المدى القصير، لأنّ دولا أخرى صديقة أو حليفة لروسيا، أو تلك التي لها مصالح تجارية واقتصادية مع روسيا، يمكن أن تدخل ــ على المدى الطويل ــ فيما يعرف بنظام “SPFS”، الذي كانت موسكو اخترعته منذ العام 2014، ليكون موازيا لنظام “سويفت”.

غير أنّ هذه الفرضية، قد لا تكون مجدية، لأنّ النظام المالي الروسي (SPFS)، لا يشترك به أكثر من 400 مؤسسة مالية، مقابل آلاف المؤسسات المشتركة في “سويفت”.

ومن المرجح، أن الدول المقاطعة لروسيا (الولايات المتحدة وأوروبا وكندا)، لن تلتزم بالاستبعاد الروسي، خاصة أن الولايات المتحدة استثنت الطاقة من الاستبعاد لفائدة الدولار، والدول الأوروبية المستوردة للغاز والنفط الروسي، لا سيما ألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى أن حظر روسيا من نظام “سويفت”، سيدفع مؤسسات مالية للانضمام إلى نظام “SPFS”، رغم أنه غير آمن.

نظام “سويفت”
يذكر أنّ نظام “سويفت”، هو نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود، وهو الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية.

وكلمة سويفت “SWIFT” هي اختصار لـ”Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications” وتعني بالعربية “جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”.

وأنشئ هذا النظام عام 1973، ومركز هذه الجمعية بلجيكا، تحديدا في لاهولب، بالقرب من بروكسل. ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة. وبحسب الجمعية الوطنية (“روس سويفت”)، فإن روسيا تعد ثاني أكبر بلد ضمن “سويفت” من حيث عدد المستخدمين، بعد الولايات المتحدة، مع نحو 300 مؤسسة مالية.

ووفق الجمعية، فإن هؤلاء الأعضاء يشكلون أكثر من نصف المؤسسات المالية في البلاد.

المصدر: وكالات + موقع “الرأي الجديد”

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى