أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

بعد خطأ تعيين المرزوقي واليحياوي: كواليس مثيرة في “قرطاج” في علاقة بتعيينات وزارة الداخلية

تونس ــ الرأي الجديد / صالح عطية

علمت “الرأي الجديد” من مصادر متطابقة، أنّ التعيينات التي تمت مؤخرا في مستوى وزارة الداخلية، خاصة فيما يتعلق بالمديرين العامين لمختلف الإدارات والمصالح، قد تم اقتراحها من طرف توفيق شرف الدين، وزير الداخلية السابق، الذي أقاله هشام المشيشي، إلى جانب لطفي براهم، وزير الداخلية خلال فترة يوسف الشاهد.

وذكرت مصادرنا، أنّ الوزيرين غير مستوعبان لكثير من التفاصيل صلب وزارة الداخلية، وهو ما يفسر الاقتراحين اللذين تقدّما بهما إلى رئيس الجمهورية، والمتعلقين بخالد المرزوقي، المدير العام لوحدات التدخل، الذي أقاله قيس سعيّد بعد احتجاج أهالي وعائلات شهداء مدينة تالة، على خلفية تورطه في أحداث الثورة بتالة، التي قتل وجرح فيها شبان تونسيين، وسامي اليحياوي، الذي عيّن مديرا عاما للمصالح المختصة بوزارة الداخلية، قبل أن تنشر رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة، سهام بن سدرين بشأنه، لائحة، تفيد بتورطه في الانتهاكات والتعذيب والقمع الذي حصل في أحداث الحوض المنجمي بقفصة سنة 2008.

ووفق بعض المعلومات الموثوقة، التي حصلت لدينا، فإنّ القصر الرئاسي، يشهد في الآونة الأخيرة، “معركة” حامية الوطيس في كواليسه، بين فريقين: الأول يقوده توفيق شرف الدين، الذي يحظى بثقة رئيس الجمهورية، ولطفي براهم، فيما يتألف الفريق الثاني، من نادية عكاشة، مديرة الديوان الرئاسي، وكمال القيزاني، الذي سبق تعيينه سفيرا لتونس في هولندا، دون أن تتقبل لاهاي أوراق اعتماده، لأسباب ما تزال مجهولة إلى الآن.

ويبدو أنّ الكفة رجحت لفائدة شرف الدين وبراهم، اللذين يميلان إلى إرضاء وتقوية ما يعرف بــ “السواحلية” (للتوصيف فقط دون اعتبار جهوي)، في مقابل شق الشمال والعاصمة.

وكان كمال القيزاني، شغل منصب المدير العام السابق للأمن الوطني، والمدير العام للاستعلامات في وزارة الداخلية، وهو يحظى بثقة رئيس الحكومة السابق، يوسف الشاهد، كما اقترن اسمه بجهود اعتقال المرشح الرئاسي نبيل القروي، قبل بداية الحملة الانتخابية لسنة 2019، ومعروف علاقة يوسف الشاهد بالرئيس قيس سعيّد، مثلما يتردد، ما جعل البعض يرجحون أن يكون الرجل مقترحا من قبله، ضمن الفريق الاستشاري الرئاسي.

حرب “موازين القوى” مستمرة صلب القصر الرئاسي، بين نادية عكاشة ومن يقف إلى جانبها، وبعض المستشارين، ممن التحقوا بقصر قرطاج، خصوصا بعد تدابير 25 جويلية الماضي.

وبعد التعيينين الأخيرين في إدارات أمنية حساسة، واللذين يوصفان بــ “الفضيحة” من قبل القصر الرئاسي (المرزوقي واليحياوي)، هل تتغير موازين القوى في علاقة بالتعيينات، أم أنّ وزير الداخلية الحالي، رضا غرسلاوي، الذي يعرف بقربه من رئيس الجمهورية، قادر على استمالة الوضع لصالحه ؟

سؤال ستجيب عنه الأيام القليلة الماضية.

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى