أهم الأحداثتقارير

الفخفاخ بين استنساخ تجربة الشاهد… وبناء مستقبل سياسي بــ “عكاز” غيره

الرأي الجديد (قسم الأخبار)

أشارت تصريحات عدد من النواب إلى وجود مساع تقودها أطراف مقربة من رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، لتشكيل كتلة برلمانية داعمة له ستكون ذراعه التشريعية والسياسية في البرلمان.

تسريبات أثارها أساسا حزب “قلب تونس”، عبر تصريحات رئيس كتلته البرلمانية، أسامة الخليفي، الذي كشف عن وجود “تحركات” من قبل مستشارين ووزراء في رئاسة الحكومة، لإقناع النواب بمغادرة كتلهم والانضمام إلى الكتلة الجديدة، “عبر إغرائهم بالمناصب العليا كالولاة أو التمثيلية الحكومية”، وفق قوله.
هذه التسريبات، دعمتها “حركة النهضة”، التي أكدت في بيان سابق لها، رفضها لمساعي تشكيل كتلة نيابية جديدة في البرلمان، قد تزيد في تغذية الانشقاقات صلب بعض الكتل، وتغذية الاحتقان السياسي والتمزق والشتات صلب الأحزاب والكتل الممثلة في البرلمان.
وتحيلنا هذه المحاولة لرئيس الحكومة في تأسيس كتلة بمجلس نواب الشعب، إلى تجربة رئيس الحكومة السابق ورئيس حركة “تحيا تونس” الحالي، يوسف الشاهد، والتي قادته إلى قيادة معاركه بنفسه بعيدا عن إكراهات التوازنات السياسية للائتلاف الحاكم حينها بين “حركة النهضة” و”نداء تونس”.

محاكاة لتجربة الشاهد
وقال المحلل السياسي، هشام الحاجي، أن هذا السيناريو يعيد محاكاة تجربة يوسف الشاهد، في البحث عن حزام يقوي سنده السياسي.
واعتبر هشام الحاجي، في تصريح لجريدة “الشروق”، أن الوضعيات تتشابه في ظل الطموح السياسي الجارف لإلياس الفخفاخ، وهو القادم بدعم من رئيس الجمهورية ليتحرك ضمن المربع السياسي المرسوم له، وهو ما قد يتعارض مع تمثله لمستقبله السياسي، بالشكل الذي جعل يوسف الشاهد القادم من نداء تونس سابقا، يقرر الانعتاق من سلطة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، ويستميل عددا من النواب لكتلة “الائتلاف الوطني”، التي كانت نواة لحركة “تحيا تونس”.
وأكد الحاجي، أن الفخفاخ، سيسير على ذات المنهج في ظل ضعف حزامه السياسي نتيجة صراعات البيت الداخلي للحكومة، والمكون من 4 أحزاب مختلفة، لتأسيس نواة صلبة لحكمه قد ترسم ملامح مستقبله السياسي، وهو المستفيد من تجربة الحكم ومن الصلاحيات التنفيذية، التي يتيحها له منصبه، حيث ستكون البداية مع كتلة نيابية وازنة، تمكنه من تمرير مشاريع القوانين، وتنتهي بحزب سياسي جديد بعيدا عن تجربة “التكتل الديمقراطي”.

تعميق الخلافات
من المؤكد أن هذا المسار، الذي قد يختاره إلياس الفخفاخ، سيكون له تداعيات سياسية، بما يفتح عليه جبهات متعددة من أحزاب اعتادت إدارة الصراعات السياسية، إذا لم يحسن إدارة التحالفات معها، ولم يقدم لها التطمينات الكافية.
وقد كانت “حركة النهضة”، أول المتفاعلين مع هذه التحركات، ببيان رسمي، أكدت فيه رفضها التام للتحركات الرامية إلى تشكيل كتلة نيابية جديدة.
ودعت “النهضة”، رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، وكل “الأطراف المعنية”، إلى القيام بما يتوجب للتصدي لهذه التصرفات “غير المقبولة”، على حدّ وصفها.
وشددت الحركة، على أن البلاد تحتاج “إلى التوافق وجمع الكلمة، لتأكيد النجاح في الحرب على الوباء والفقر”.
من جهته، اعتبر الناطق الرسمي باسم حزب “قلب تونس”، محمد الصادق جبنون، أن مثل هذه الممارسات ستكرس مزيدا من “الفوضى”، وعدم الاستقرار السياسي، مشيرا إلى أن هاته الكتلة المفترضة، حتى وإن تكونت، فإن فرص ديمومتها منعدمة باعتبارها وليدة يسياق سياسي ظرفي ولم تبنى على أساس برنامج واضح.
ودعا الصادق جبنون، في تصريح إعلامي،رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي حتى لا تتكرر تجربة حكومتي الحبيب الصيد ويوسف الشاهد اللتين كانتا ضحية السياحة البرلمانية، ولم تتمكنا من إنجاز الإصلاحات المطلوبة، وفق تعبيره.
فهل يمضي إلياس الفخفاخ باتجاه بناء قوة سياسية مساندة له في البرلمان، مستفيدا من تجربة الشاهد وتعثراته المختلفة، أم يوقف هذه المساعي، أمام الضغوط السياسية والحزبية والبرلمانية؟
سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة..

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى