أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

هشام المدب أمام طلبة القانون: فرنسا ساهمت في تخلف مستعمراتها السابقة.. وهذه شروط نجاح الانتقال الديمقراطي

تونس ــ الرأي الجديد / حمدي بالناجح

دعا الخبير في الاستراتيجيات الأمنية، العميد، هشام المدب، إلى ضرورة مراجعة العلاقات التونسية مع فرنسا، معتبرا أن باريس، هي البلاد الوحيدة  التي ساهمت في تخلف مستعمراتها السابقة، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، اللتين قامتا بدعم مستعمراتهما القديمة، على غرار كوريا الجنوبية واليابان في فترات ما بعد الاستقلال، وفق تقديره.

وشدّد هشام المدب، في محاضرة أمام عدد من طلبة المعهد العالي للدراسات القانونية بقابس، وبحضور شخصيات وطنية مرموقة، على ضرورة أن تعمل الدولة التونسية، على مراجعة منظومتها القانونية، من أجل التخلص مما سماه “الورطة القانونية”، التي وقعت فيها بلدان العالم الثالث، ومنها تونس، بما جعلها بلاد غير منفتحة اقتصاديا وتجاريا وقانونيا، إذ يكفي أن تستورد دراجة نارية من الخارج، حتى تجد نفسك أمام معوقات إدارية وجمركية لا حصر لها، داعيا في هذا السياق، إلى تعديل ترسانة القوانين، بما يتيح لتونس،  الانفتاح على الدول المتقدمة، ووضع إطار جديد للإصلاح والتقدّم.
وتطرق الخبير في الاستراتيجيات الأمنية، إلى تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، مبرزا أنّها “عملية سياسية بامتياز، للانتقال من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي”، لافتا إلى أنّ هذا الانتقال، يمكن أن يحصل بأشكال مختلفة من بلاد إلى أخرى، ويمكن أن يستمر لعدة سنوات في بعض التجارب.
وأشار إلى وجود عاملين أساسيين يساهمان في استقرار الانتقال الديمقراطي: وجود نظام ديمقراطي وتقاليد ديمقراطية سابقة، واقتصاد قوي يساهم في هذا الاستقرار.


ولفت هشام المدب، إلى وجود عوائق للانتقال الديمقراطي في تونس، تتمثل في قيام المنظومة الأمنية أو القوات الحاملة للسلاح، بمساومة النظام الجديد من أجل ضمان عدم التتبع القضائي والعدلي ضد الشخصيات الأمنية الكبرى، المورطة في النظام السابق، مشيرا إلى تجارب مماثلة في هذا الموضوع، على غرار الجزائر والأرجنتين.
ولاحظ أنّ عائلات سياسية عديدة ورجال أعمال، تخوفت من الانتقال الديمقراطي على مصالحها، فكلفت بعض “الأذرع الإعلامية النافذة”، التي استغلت الصراع الداخلي، ودعم جهات أوروبية خارجية، وبعض الأطراف من البلدان الجارة لتونس، من أجل الارتداد عن منظومة الحكم الجديدة.
وأضاف المدب، أن الدول التي نجح فيها الانتقال الديمقراطي مثل إسبانيا والبرتغال وألمانيا، شهدت بعض الهنات، وفترات ارتداد عن المنظومة الديمقراطية، خصوصا مع التجربة الألمانية التي انطلقت فيها محاولة دمقرطة النظام ثلاث مرات، منذ 1918 إلى حدود سقوط جدار برلين سنة 1990 الذي انتهى بتحرير البلاد وتوحيدها.
كما لفت إلى أن عديد الدول شهدت محاولات للدمقرطة، على غرار تجربة إفريقيا الجنوبية التي تعد من أهم التجارب في القرن الماضي، والتي عرفت سقوط النظام العنصري “الأبرتايد”، بقيادة نيلسون منديلا، وتم تركيز النظام الديمقراطي، بالإضافة إلى التجربة اليونانية سنة 1974، التي شهدت ثورة أطاحت بمنظومة الجيش، والأوروغواي التي امتدت تجربتها الانتقالية، من 1973 إلى سنة 1985.

 

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى