1.المشهد الثقافيأهم الأحداثبانوراما

“رقصة الحلّاج” لعبد الباسط الشايب… ديوان جديد للشاعر والإعلامي وأحد ديناميات الشأن الثقافي في الساحل

 تونس ــ الرأي الجديد (متابعات)

أصدر الإعلاميّ الشّاعر، عبد الباسط الشّايب في الآونة الأخيرة، ديوانا شعريا، هو الثاني في رصيده، عنونه بــ “رقصة الحلّاج”..
وقد جمع الشّاعر في ديوانه، نحو ثلاثين قصيدا منشأةً على بحور الخليل، إلّا واحدةً فقط،  خرجت عن السّياق، وأرادها أن تبقى كذلك رغبةٍ في حفظ إيلافٍ نشأ في نفسه لها، وهي على صورتها تلك.

وافتتح الديوان، بقصيد “رقصة الحلّاج”، ومنه اختار عنوانا للمجموعة الشعرية، بما يعني  إعلان عن التزام بمواقف ورؤى.
وقالت الأستاذة، عائشة الخضراوي، أحد الذين اشتغلوا على هذا النص من حيث قراءته وتقديمه للرأي العام، “حين تفتح هذا الدّيوان، عليك التّهيّؤ لتذوّق الشّعر… عليك الاستعداد لاستقبالِ أنفاسه، وما حملتْ من رؤَى حالمة وتفاعلاتٍ مع الواقع، وتجاربَ ذاتيّة نَضَحَ رحيقُها فنّيّا قوافٍيَ، قُدّتْ بقريحةٍ وفطرةٍ محبّبتين”.
وتضيف الخضراوي قائلة: “بل عليك عند استقباله أن تنزع عنك لبوس نظريّات الشّعر،  وما قد تدعو إليه من رسم قوالبَ جديدةٍ له، تحدّد موقف المتلقّي من هُويّة الشّاعر الفكريّة والفنّيّة، قبْل الاطّلاع عليها، إلى حدّ وضعه في خانة الإهمال والإغفال، إن لم يكن قالبُ شعرِه موافقا لهوى فئة، تحمل رؤى مخالفة لرؤاه”..
وتتابع الأستاذة عائشة: “عليك إذن أن تُقْبِل عليه وتُحَكّم فيه فطرتَك الطّيّبةَ، وذوقَك السّليمَ،  لتَحْصُلَ لك متعةُ القولِ الفنّيِّ وصِدْقِهِ”.
عنوان المجموعة، يدعو للاستغراب فعلا.. فبالإضافة إلى اسم “الحلّاج”، تصدمك عبارة “رقصة”، الّتي اقترنت في الأذهان برقصة “زوربا” اليوناني، وهي أشهر رقصة على الإطلاق منذ سبعينات القرن الماضي، بعد تحوّل رواية “نيكوسكازنتزاكيس”، إلى فيلم أدّى فيه الرّقصةَ الممثِّلةَ لحالة وجوديّة رخوة”، الممثّلُ الشّهير “أونطوني كوين”…
وما من شكّ أنّ شاعرنا عبد الباسط الشّايب، الذي يدرك تماما، الرّابط الوجوديّ بين رقص زوربا و”رقص الحلاّج” الصّوفي، إذ كلتا الرّقصتين تعبير عن حالة إنسانيّة وجوديّة على أنغام مناسبة لها، وفي القصيدة إشارات إلى ذلك في مواضعِ ذكرِه للنّغم والطّرب واللّحون…


وتقول الناقدة، عائشة الخضراوي، وهي تقرأ المجموعة الثانية لعبد الباسط الشايب: “وعلى هذا الأساس، كثيرا ما يوظّف الشّاعر بإتقانٍ الرّموزَ التراثيّة العربيّة والإسلاميّة، توظيفا تحديثيّا في قصائد الدّيوان، يُبعِد بها قالبَه الشّعريَّ المختارَ عن النّظْم الباهتِ، فيبعث فيه من روحه، وفي فكره حياة نابضة بانتماء إلى الحاضر، دون جذٍّ لصفحات التّاريخ بما فيها”، حسب قولها..
يذكر أنّ عبد الباسط الشايب، له برنامج شهير في “إذاعة مساكن”، بعنوان سيرة الكلمة”، وقد نجح في شدّ انتباه ومتابعة نخب وجامعيين ومن عموم الرأي العام في الساحل التونسي، بالنظر إلى العمق الذي يتناول به حصصه ذات الصبغة الأدبية والثقافية والمعرفية..
وفيما يلي، سيرة الشاعر / الإعلامي، عبد الباسط الشايب:

                                                                              سيرة ذاتية

 

عبد الباسط الشايب،

 

شاعر تونسي من مواليد 12 جانفي 1969، أصيل مدينة نفطة بالجريد التونسي، وهو مقيم بمدينة سوسة.
حاصل على شهادة الأستاذية في اللغة والآداب والحضارة العربية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة.
نشأ في بيئة ثقافية، كان والده فقيها ذا شهرة عالية في جهته، يتولى الإمامة والإفتاء وتحفيظ القرآن الكريم، وعاشر شعراء الجهة ومثقفيها، كما أسس عديد النوادي الثقافية والأدبية الناشطة بالمؤسسات الثقافية بالجهة.
ناشط في المجالين المدني والثقافي، حيث ترأس فرع “الرابطة التونسية للأدباء والمفكرين بسوسة”، وهو عضو مؤسس لجمعية “منتدى المعرفة الثقافية بسوسة”، وكاتب عام “جمعية ثقافة وانفتاح بشاطئ مريم” من دائرة معتمدية أكودة، وعضو في مجموعة “مطارحات ثقافية” / سوسة.
شارك في عديد التظاهرات الثقافية المحلية والجهوية والوطنية والدولية، ونشر قصائده على أعمدة أشهر الصحف التونسية، وهو يشرف على إنتاج وتقديم منوعة ثقافية إذاعية بعنوان “سيرة الكلمة”، على أمواج “إذاعة مساكن”، يستضيف خلالها نخبة من شعراء وأدباء تونس من كامل جهات البلاد، للتعريف بإنتاجاتهم وإبداعاتهم، ومناقشة القضايا الثقافية الراهنة.
صدر له ديوان أول بعنوان “أحبّك يا شعب”، تضمن عديد القصائد الشعرية في شتى المواضيع الوطنية والإنسانية، وديوان ثان بعنوان “رقصة الحلاج”، ومخطوط رواية وقصائد أخرى، بصدد التجميع والمراجعة.،
كما يخوض تجربة الكتابة والتعليق على الأحداث اليومية باللسان الدارج، أي العامية التونسية يعنوان “اعطيني وذنك” نفحات من عالم الثقافة ياللسان الدارج.
وهو مدير‎”الأيام الثقافية الإمام المازري بالمنستير” ‎في دورتها الأولى.
تتميز كتاباته ببعدها الملتزم بقضايا الوطن والأمة من البحر إلى النهر، ومن المحيط إلى الخليج.

 

 

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى