مقالات رأي

أرهقتمونا بالتجاذبات والتعثرات…

 

بقلم / فاطمة كمون

 

الظاهر أن تصفية الحسابات الحزبية الفايسبوكية لن تتوقف، أصبحت صراعا سياسيا ومواجهة قذرة في وضع اقتصادي متأزم وسياسي هش،…
قاموس الخطاب السياسي المترذل تجاوز المدى، سقوط أخلاقي قيمي بلغ ذروته، ومنسوب عنف لفظي مرتفع، وصور فوتشوب مقززة، وهو ما يمثّل مرتعا جيدا للإعلاميين، لصناعة الإثارة والأخبار العاجلة،..

من يتحمل هذا السقوط، في مرحلة تبدو كل البلاد في حاجة ماسة لتكاتف الجهود داخل أو خارج السلطة، خاصة وأن وضعنا فيه من العطب والوهن ما يكفي لأن يسير أعرجا لفترة طويلة..؟
هل هي الأمية السياسية، أو صدفة التواجد داخل منظومة حكم افتقرت للتراكمات البناءة لصناعة مناخ سياسي جدّي، أو هو حكم العوائل والمصالح الذي نسج بيته في العشرية الأخيرة بلعاب العنكبوت…؟
صراعات تليها صراعات، وسباب يليه سباب، وتحميل مسؤولية قذارة كل طرف للآخر، لا نسمع على كل الموجات إلا التراشق بالتخوين والعمالة والدغمائية… و”خبراء” صنعتهم الصدفة ومحللين لا ندري كيف تواجدوا على المنابر، يفتون في كل شيء، زادوا من تعكير المناخ السياسي برمته، وإعلاميين بلا بوصلة، زادوا في تراكم عدمية المرحلة، وغاب المتخيل السياسي الذي يصنع الفكرة، ويعدّ البرامج البديلة للنقاش والطرح بعد القراءة والتمحيص لما طرح في السابق لسد الثغرات…ألسنا في حاجة لعقد اجتماعي سياسي ينظر لمصلحة الأجيال القادمة ؟
نخبة معطوبة، وتعددية سياسية مريضة، تتشقق كالجرّار المبللة حين تتكئ، ننطلق من الصفر لنعود إليه كل النقاشات التي نتابعها لا تبنى على أساس تباين الأهداف والخطوط الإيديولوجية أو البرامجية، التي تهم الساحة السياسية والمتطلبات الحارقة للمجتمع، بقدر ما تكون مشروطة بالصراع حول الزعامات والمناصب، وإضعاف الآخر، تشكيكا في وطنيته،  وتداخل المعطى الخارجي على الضروري الداخلي في التقييمات والتصورات، بعد فشل كل المبادرات في رأب الصدع بين الأحزاب الفائزة في الانتخابات، لتشكيل حكومة قوية قادرة على الأقل لفترة قريبة، أن تترفع على الأقل لفترة بسيطة عن المزاحمات في الاختصاص،  وتذويب أية قوة محتملة لإنجاح مرحلة لصالح الوطن أولا، وإيقاف مسلسل تقطيع النخبة السياسية الفاعلة، بحزم وحسم..
أصبح الجميع على يقين من أن الحياة السياسية في تونس، جدّ متوترة، وأن المناوشات ستستمر بين الوحدات السياسية على المدى الطويل، لإعادة إنتاج نفس الوضع ونفس الإشكاليات..
كيف السبيل لإبعاد السفهاء والانتهازيين الذين رذّلوا الحياة السياسية، وأصبحوا بارونات فساد في صلب الدولة، واستكرشوا على حساب الشعب المنتهك حقه، والمغتصبة إرادته.. سؤالنا الملحّ: كيف السبيل لإيقاف هذا النزيف من الإجرام السياسي في هذه المرحلة الحرجة جدّا…

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى