أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

بمناسبة “وعد بلفور”: سياسيون وخبراء يستعرضون التحديات التي تواجه تونس ويطالبون برفع سقف الخطاب ضد الاحتلال

تونس ــ الرأي الجديد
أكد سياسيون ودبلوماسيون عرب وفلسطينيون على إيجابية رفع كبار المسؤولين في تونس والدول المغاربية والعربية سقف الخطاب والتمسك بحق شعب فلسطين في التحرر وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس، ومعارضة قرارات الإدارات الأمريكية الاستفزازية الجديدة، ومن بينها نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة واعتبار الجولان السوري أرضا تابعة لإسرائيل.
جاء ذلك في ملتقى حواري نظمته “التنسيقية التونسية لمساندة الشعب الفلسطيني” ومؤسسة “ابن رشد للدراسات الاستراتيجية” و”جمعية البناء المغاربي”، بمناسبة مرور قرن على وعد “بلفور”.
وتوقفت مداخلات المشاركين عند التحديات التي تواجه السياسة الخارجية التونسية بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية الجديدة، وخاصة بعد تصريحات الرئيس قيس سعيد عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي والمطالب الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفتح البعض بالمناسبة ملفات التطبيع والخيانة الوطنية.
وربطت الندوة بين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، واستفحال تبعية أغلب الأنظمة العربية للسياسات الأمريكية في عهد دونالد ترامب في المشرق العربي الإسلامي وإفريقيا، بما في ذلك في ما يتعلق بتشجيع الزحف الإسرائليي إلى دول الساحل والصحراء الإفريقية والدول المغاربية.
وقدمت مداخلة الباحث في الشأن الدولي، البشير الجويني، عرضا علميا موثقا حول الغزو الإعلامي والثقافي الإسرائيلي للدول والمجتمعات العربية بما في ذلك عبر شبكات الإعلام الإلكتروني والمواقع الاجتماعية، إلى درجة أن حوالي 60 مليون مواطن عربي أصبحوا يتابعون مواقع الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدّث المشاركون، حول التحديات الجديدة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وتلك التي تواجه حركة التحرر الوطني الفلسطينية، من بينها دخول بعض الحكومات العربية في شراكات تنسيق أمني وعسكري شامل مع “تل أبيب” ضد دول ومجموعات سياسية فلسطينية ولبنانية وعربية، بما يكشف ارتباكا واضحا في رسم أولويات الأمن القومي وخلطا بين الخلافات الداخلية الظرفية والمطالب الوطنية المشروعة والدائمة وعلى رأسها انهاء التبعية والاحتلال.
وشارك في هذا الملتقى، السفير الفلسطيني بتونس هايل الفاهوم، ونخبة من الخبراء الفلسطينيين بينهم هاني مبارك وسيف الدين الدرين وهشام مصطفى، بالإضافة إلى ممثل حركة “فتح” بتونس، مطيع كنعان.
وساهم من الجانب التونسي بالخصوص الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية ووزير التربية سابقا، عبد اللطيف عبيد، والسفير محمد الحصايري، وبعض الخبراء في السياسة الدولية والدراسات الاستراتيجية، على غرار  خليفة شاطر والبشير الجويني وكمال بن يونس وعلي اللافي وعبد الرحمان الجامعي.

وخلصت ورقات النقاش العام إلى ما يلي:

ـ عدم الخلط بين السياسات التي أجبرت عليها السلطات الفلسطينية ومؤسسات الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وظاهرة “الهرولة” نحو “التطبيع السياسي والاقتصادي الشامل الذي ليس له اي مبرر عربيا” وإن كانت الأطراف والحكومات التي تورطت فيه تخضع لضغوطات أمريكية ودولية .

ـ عدم الخلط بين التطبيع مع سلطات الاحتلال وزيارة الشعب الفلسطيني في مناطق الحكم الذاتي أو تطوير وسائل الشراكة معه ثقافيا للمساهمة في رفع الحصار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه منذ عقود.

ـ الاعتراض على الخلط بين التعامل الثنائي غير المبرر مع سلطات تل أبيب، لا يعني مقاطعة المؤسسات والملتقيات الأممية والدولية التي يشارك فيها إسرائيليون من داخل الأراضي المحتلة أو يهود من حاملي جنسيات عديدة من بينها جنسيات عربية وأوربية وأمريكية وآسيوية وأخرى إسرائيلية.

ـ حث الإعلاميين والنشطاء العرب وأنصار السلام في العالم على تأسيس شبكات تواصل اجتماعي ووسائل إعلام الكترونية بعدة لغات، تنجح في كسب المعركة الإعلامية مع قوى الاستعمار العالمي الجديد بأنواعه ومع سلطات الاحتلال الإسرائيلية.

ـ دعم الحراك الشبابي والاجتماعي الجديد الذي تشهده عدة دول عربية منذ حوالي عام، من الجزائر والسودان إلى العراق ولبنان وفلسطين وتونس، مع التحذير من توظيف النزعات الثورية للشباب والمتظاهرين من قبل عواصم استعمارية هدفها مزيد إغراق المنطقة في التبعية والتخلف والفوضى والصراعات الهامشية.

المصدر : (عربي 21)

 

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى