أهم الأحداثالمشهد السياسيوطنية

الانتخابات الرئاسية: لهذه الأسباب عزف التونسيون عن الاقتراع

تونس ــ الرأي الجديد (مواقع إلكترونية)
سجلت الفترة الصباحية للاقتراع في الانتخابات الرئاسية التونسية اليوم نسبة مشاركة ضعيفة لم تتجاوز 27%، في وقت تأمل فيه هيئة الانتخابات أن ترتفع النسبة خلال المساء.
وإلى حدود الساعة الثالثة بعد الزوال بالتوقيت المحلي، بلغت نسبة المشاركة 27% داخل 27 دائرة انتخابية، وفي أكثر من أربعة آلاف مركز اقتراع بكامل البلاد، في حين لم تتجاوز نسبة مشاركة التونسيين المقيمين بالخارج 12%، وفق أرقام الهيئة المستقلة للانتخابات.
وسجلت أدنى نسبة مشاركة في محافظات القيروان وزغوان والمنستير وباجة، وأيضا تونس العاصمة ومحافظة صفاقس، رغم أنهما تمتلكان أعلى خزان انتخابي.
ولاحظ المراقبون، في بعض مراكز الاقتراع بالعاصمة تونس إقبالا ضعيفا جدا على صناديق الاقتراع خاصة من الشباب.
وتواصل مراكز الاقتراع استقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم حتى السادسة مساء اليوم في ثاني انتخابات رئاسية بعد الثورة يتنافس فيها 26 مترشحا.
ومن المتوقع أن يتم نشر النتائج الأولية مساء اليوم، على أن تصدر هيئة الانتخابات النتائج الأولية بصفة رسمية بعد غد الثلاثاء.
وتوقع عضو هيئة الانتخابات، نبيل عزيزي، أن يرتفع عدد الناخبين في الساعات الأخيرة قبل غلق مراكز الاقتراع، مشيرا إلى أنه جرت العادة أن تكون نسبة المشاركة خلال الفترة الصباحية ضعيفة، ثم تأخذ شكلا تصاعديا خلال المساء.
لكنه قال للجزيرة نت إنه مقارنة بالدور الأول من انتخابات 2014 سجلت الانتخابات الحالية أضعف نسبة مشاركة خلال الفترة الصباحية. وكانت نسبة المشاركة في 2014 ضعيفة إلى حدود الساعة 11 صباحا، لكنها ارتفعت تدريجيا لتصل إلى نحو 63% عند إغلاق مراكز الاقتراع، حسب عزيزي.

انتخابات استثنائية
وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت في الدور الأول لرئاسيات 2014 نحو 37% من مجموع خمسة ملايين و708 آلاف ناخب مسجل في سجل الناخبين، أما الانتخابات الحالية فقد بلغ عدد الناخبين المسجلين أكثر من سبعة ملايين و74 ألف ناخب، بينهم 386 ألف ناخب مسجلين خارج البلاد.
ويرجع نبيل عزيزي، سبب ارتفاع نسبة عزوف الناخبين إلى ارتفاع عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية، البالغ عددهم 26 مرشحا، وغياب الوضوح لدى الناخبين بسبب تشتت الناخبين وكثرة البرامج، هذا إضافة إلى تنظيم الانتخابات في ظرف استثنائي بصفة مبكرة إثر وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.
وقال عزيزي إن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية، التي كانت مبرمجة في نوفمبر المقبل، أي بعد الانتخابات التشريعية المقررة في السادس من أكتوبر القادم، لم يترك لهيئة الانتخابات فسحة كبيرة من الوقت للقيام بحملات دعائية داخل المدن لتوعية الناخبين ودعوتهم للذهاب بكثافة إلى صناديق الاقتراع.
وأضاف أن وجود أحد مرشحي الانتخابات الرئاسية في السجن، وهو مالك تلفزيون نسمة الخاصة ورجل الأعمال نبيل القروي بتهمة التهرب الضريبي وتبييض الأموال، ووجود مرشح آخر خارج البلاد وملاحق أيضا في قضايا فساد مالي، جعل الناخبين يشعرون بأن هناك “نقطة سوداء” في الانتخابات.

انعدام الثقة
من جهته، توقع الخبير الاقتصادي والاجتماعي رضا الشكندالي، تسجيل عزوف كبير عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية، بسبب أزمة انعدام ثقة الناخبين في الطبقة السياسية التي حكمت البلاد بعد الثورة، جراء تدهور أوضاعهم المعيشية نتيجة الغلاء وتردي الخدمات وتدهور البنية التحتية.
واعتبر أن تراجع نسبة المشاركة رغم ما شهدته الحملة الانتخابية من حرب حامية بين بعض المرشحين عبر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي وخلال المناظرات التلفزيونية؛ دليل على وجود حالة من الغضب لدى الناخبين بسبب تدهور وضعهم المعيشي.
يذكر أنه في حالة لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة للأصوات (50+1) يتم اللجوء إلى الدور الثاني بين صاحبي المركز الأول والثاني الحاصلين على أعلى نسبة أصوات.

المصدر : الجزيرة

 

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى