في أثقل حصيلة: 71 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى خلال 2025

تونس ــ الرأي الجديد
سجل المسجد الأقصى المبارك خلال عام 2025 رقماً قياسياً في عدد اقتحامات المستوطنين له، ليصبح العام الحالي الأعلى منذ احتلال مدينة القدس عام 1967.
وأظهرت معطيات نشرتها شبكة “القدس العاصمة” (مهتمة بشؤون القدس)، اليوم الأربعاء، أن “أكثر من 71 ألف مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى خلال العام المنصرم، بزيادة نسبتها 20٪ مقارنة بالأعداد المسجلة في عام 2024، ما يعكس تصاعد وتيرة الهجمة التهويدية التي تستهدف المسجد ومحيطه”.
وبحسب الإحصاءات، لم تقتصر الاقتحامات على الجولات الاستفزازية وحدها، بل شهدت باحات المسجد أداء طقوساً تلمودية علنية، وتقديم “قرابين”، في خطوة اعتبرها مراقبون جزءاً من سياسة الاحتلال الرامية إلى فرض واقع جديد على المسجد الأقصى، وتغيير الوضع القائم تاريخياً ودينياً.
وتركزت هذه الاقتحامات بشكل مكثف خلال فترات الأعياد اليهودية، لا سيما “عيد الفصح” (أحد أهم الأعياد الرئيسية في اليهودية، يحتفل به لمدة أسبوع لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر القديمة)، حيث زادت أعداد المستوطنين المشاركين بشكل ملحوظ، ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر في محيط المسجد الأقصى والقدس القديمة.
وأكدت المصادر المقدسية أن اقتحامات المسجد الأقصى خلال عام 2025 شملت عشرات الجولات اليومية، غالباً تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، ما يمنح المستوطنين حرية التحرك داخل باحات المسجد دون أي قيود تذكر.
وأوضحت أن “هذه الاقتحامات تهدف إلى ترسيخ الطابع اليهودي للمسجد، وتشمل تصويراً إعلامياً واسعاً لتوثيق هذه الممارسات، بما في ذلك دخول المستوطنين للمسجد في أوقات الصلاة وأداء طقوسهم الدينية وسط باحات الأقصى”.
ويشير مراقبون إلى أن “تصاعد أعداد الاقتحامات بهذا الشكل القياسي يشكل مؤشراً على استراتيجية ممنهجة تستهدف تغيير الواقع الديني والثقافي للمسجد الأقصى، وتقليص الوجود الفلسطيني في باحاته، بما يتماشى مع سياسات الاحتلال الأوسع في القدس القديمة”.
كما أكدوا أن “استمرار هذا الوضع يزيد من مخاطر التوتر اليومي، ويضع المسجد الأقصى في دائرة الخطر، ما يستدعي متابعة مستمرة من المؤسسات الدينية والشعبية للحفاظ على هويته ومكانته التاريخية”.
ويأتي هذا الرقم القياسي بعد سنوات من التصاعد المتواصل في أعداد اقتحامات المستوطنين، حيث كانت الحصائل السنوية في العقود الماضية أقل بكثير، لكن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة، تعكس تحول الاقتحامات من نشاط محدود إلى عمليات شبه يومية تشمل مشاركة عشرات آلاف المستوطنين سنوياً، ضمن ما وصفه الخبراء بـ”الهجمة التهويدية الأكبر في تاريخ الاحتلال”.
وبالموازاة مع ذلك، حذرت جهات مقدسية ودولية من أن “استمرار هذه الاقتحامات بهذا المستوى القياسي قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة، ويزيد من احتمالات التوتر بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، ويشكل تهديداً مباشراً للقدس كمدينة مقدسة تحمل رمزية دينية وتاريخية للمسلمين”.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
















