نيويورك تايمز: إسرائيل “إمبريالية”.. وهي تواصل ملاحقة حزب الله

نيويورك ــ الرأي الجديد (صحافة عالمية)
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده روجر كوهين ومصوره ديفيد غاتنفيلدر بعنوان “إسرائيل الإمبريالية” في الشرق الأوسط.
وقال كوهين إن قلعة الشقيف التي بناها الصليبيون قبل 900 عام على تلة، تعطي مشاهد بانورامية عن جمال المحيط في جنوب لبنان، تحولت اليوم إلى منطقة لمشاهدة الموت والقصف الإسرائيلي اليومي للبنان. فالحرب التي انتقلت إلى لبنان بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 تباطأت ولكنها لم تتوقف. وكانت آخر الغارات اليومية مقتل أحد قادة حزب الله في بيروت.
ونقلت الصحيفة عن نواف سلام، رئيس الوزراء اللبناني قوله: “يقول الإسرائيليون إنهم لن يغادروا حتى ينزع حزب الله سلاحه، ويقول الحزب، كيف ننزع سلاحنا في الوقت الذي لا ينزع الإسرائيليون سلاحهم؟”، وأضاف: “يعرف حزب الله أن الأمور تغيرت في المنطقة ولكنهم يحاولون المقاومة”.
أزمة ثقة.. والتصعيد الخطير
وأضاف كوهين أن غياب الثقة أدى إلى تصعيد خطير، بحيث بات هدف الرئيس دونالد ترامب لنزع سلاح حزب الله بشكل كامل غير واقعي. ففي جميع أنحاء المنطقة، تضغط الولايات المتحدة لتغيير الشرق الأوسط بوسائل جديدة. و”الديمقراطية” ليست جزءًا من قاموس الرئيس ترامب، ولكن الرخاء هو الذي يطرح كبديل عن صناديق الاقتراع، باعتباره الحل السحري الجديد.
أمين عام حزب الله: نعيم قاسم
لكن رحلة قام بها كوهين مع مصوره واستمرت عدة أسابيع إلى لبنان وإسرائيل وتركيا، تشير إلى أن تجدد الحرب، في الوقت الحالي، هو أكثر ترجيحا من نشر السلام. وأضاف كوهين أن الوضع في لبنان يقدم مثالا واضحا عن شرق أوسط جديد، تمارس فيه إسرائيل القصف في كل مكان تقريبا. إن “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، والذي كان حزب الله جزءا أساسيا منه، أصبح ظلا لما كان عليه في السابق. فإيران، التي دمرت إسرائيل قدراتها في حرب حزيران/ يونيو القصيرة، أصبحت أضعف. وسوريا، بعد سقوط نظام الأسد العام الماضي، لم تعد صديقة لطهران، ولم تعد خطوط إمدادات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله كما كانت في السابق.
وتتكيف المنطقة مع ما يسميه عبد الخالق عبد الله، عالم السياسة في الإمارات العربية المتحدة، “إسرائيل الإمبريالية”، وهي دولة ستقضي على أعدائها في أي مكان: من لبنان إلى سوريا، ومن غزة إلى إيران واليمن. وقد أصبحت الضربات الإسرائيلية الاستباقية هي القاعدة الجديدة.
ويعلق الكاتب أنه في ظل هذه الهيمنة، سيتعين على الولايات المتحدة أن تضع القيود، إن وجدت، التي ستفرضها على إسرائيل من أجل تعزيز السلام في المنطقة. وقد تتمثل إحدى طرق تحقيق ذلك في تعزيز جيوش قوى إقليمية أخرى، مثل المملكة العربية السعودية أو تركيا، وهو ما يبدو أن ترامب عازم على القيام به.
نزع السلاح ليس أمرا سهلا
وبالنسبة لحزب الله الذي تضاءل حجمه ولكنه ما زال متحديا، فقد كان التكيف قاسيا. ولم يرد الحزب عسكريا على الهجمات الإسرائيلية، حتى منذ تصاعدها بعد وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي.
إحدى الإنفجارات التي استهدفت حزب الله من قبل الكيان الصهيوني
ولن يكون تحقيق نزع سلاح حزب الله أمرا سهلا، فهو ضعيف لكنه ليس بدون قوة، ولا يزال يحصل على التمويل بعدة طرق، كما لديه عشرات آلاف المقاتلين. وفي الضاحية الجنوبية ببيروت، المزاج متحدٍ “ستذل إسرائيل وستنهار ولن يذلنا أحد”.
ويقول روجر كوهين، إن باراك دعاه إلى مقر إقامته في إسطنبول. وبصفته صديقا قديما لترامب في مجال الأعمال، يحاول باراك تهدئة الحروب التي عصفت بالشرق الأوسط منذ تفكك الإمبراطورية العثمانية قبل قرن من الزمان. والآن، في تقديره، تمر المنطقة بمنعطف جديد. وبصفته واقعيا يتمتع بروح المبادرة، وكاليفورنياً ينحدر من مهاجرين مسيحيين لبنانيين، يشكك في كلمة “سلام”، التي يعتبرها وهما أو آنية في أحسن الأحوال في بيئة مليئة بالجروح العميقة.
وقال الكاتب إن رؤية ترامب الكبرى تتمثل في الجمع بين رأس المال الخليجي، والإبداع التجاري اللبناني، والتكنولوجيا الإسرائيلية، وقوى عاملة عربية كبيرة، لإنتاج معجزات اقتصادية تصالح الشرق الأوسط. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا أكثر من مجرد وهم. ويسعى باراك جاهدا لاغتنام الفرصة. ويقول للقادة اللبنانيين إن نزع سلاح حزب الله “سيشرك السعوديين والقطريين، الذين تضرروا بشدة في لبنان لأنهم حاولوا، وذهبت الأموال إلى الفساد”.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
















