إفراج مؤقت عن ساركوزي بشروط قضائية صارمة..

باريس ــ الرأي الجديد
استجاب القضاء الفرنسي، لطلب الإفراج عن الرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، لحين البت في الاستئناف على حكم سجنه، مع وضعه تحت إشراف قضائي صارم..
ويشمل الإشراف القضائي الصارم، حظر اتصاله ببقية المتهمين والشهود المشاركين في القضية.
أكد الادعاء العام الفرنسي أن الإفراج عن ساركوزي لا ينطوي على خطر فراره من البلاد، لكن إذا رفض الاستئناف فسيعود الرئيس الأسبق إلى السجن لإكمال محكوميته، ويبقى خياره الوحيد هو “العفو الرئاسي”.
والشهر الماضي، بدأ ساركوزي قضاء عقوبة السجن خمس سنوات بتهمة التآمر لجمع أموال من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية، في سقوط مدو لزعيم كان معروفا بأسلوبه المتغطرس وتعلقه بالأضواء والشهرة.
وفي ساعاته الأخيرة قبل الدخول إلى السجن، زار ساركوزي الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، وقال الأخير إنه “كان من الطبيعي، من الناحية الإنسانية، أن أستقبل أحد أسلافي في هذا السياق”.
هل طلب العفو؟
وإن كانا من حزبين مختلفين، فإن الزعيمان الفرنسيان يتقاطعان في عدد من الأمور لا سيما الاقتصادية، ويحسب لساركوزي أنه دعم ماكرون في انتخابات 2022 متعهدا بالتصويت للرجل الذي قال إن لديه الخبرة اللازمة، ويؤيد مشروعه الاقتصادي، ورؤيته تجاه أوروبا، فهل طلب ساركوزي من ماكرون في زيارته الأخيرة رد الجميل؟
قال ساركوزي في مقابلة صحفية مع “لو جورنال دو ديمانش”، إنه لا ينتظر عفوا رئاسيا، وإنه سيحارب لإثبات براءته ولن يعترف بذنب لم يرتكبه، وقال إنه “سينتصر”، لكن هذا كان قبل أن يقضي ليلته الأولى في سجن لاسانتيه الباريسي.
هل يملك ماكرون صلاحية العفو؟
نعم، يملك ماكرون دستوريا الحق في العفو، أو تخفيف عقوبة شخص ما، لكنه لا يملك صلاحية العفو العام لأن ذلك من اختصاص البرلمان.
وتنص المادة 17 من دستور الجمهورية الخامسة لعام 1958 على أنه “لرئيس الجمهورية حق منح العفو الفردي”.
والعفو الفردي بحسب الدستور والقانون الفرنسيين، يأتي بعد صدور الحكم النهائي، ويُخفف أو يلغي العقوبة دون المساس بالإدانة القضائية ذاتها.
والذين يحق لهم طلب العفو، إما السجين نفسه، أو من خلال طرف ثالث، كمحام، أو أحد أفراد الأسرة، أو مدع عام، أو جمعية.
الخلاصة
إذا رفض الاستئناف، يتبقى لساركوزي خيار واحد فقط هو العفو الرئاسي، ولا يتوقع أن يتحرك ماكرون سريعا لإخراج سفله من السجن، حتى لا يثير جدلا سياسيا في مرحلة حساسة تمر بها البلاد، وعدم صمود أي من حكومات ماكرون مؤخرا.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
















