السلطات الأمريكية تعتقل الصحفي سامي الحامدي بتهمة “نقد إسرائيل”

سان فرانسيسكو ــ الرأي الجديد
أثار اعتقال السلطات الأمريكية للصحفي سامي حامدي، جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات باستخدام سلطات الهجرة ضد منتقدي كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي توقيف حمدي خلال جولته الخطابية في الولايات المتحدة، بعد أن وصف جرائم الاحتلال في غزة بالإبادة الجماعية، ما أثار موجة انتقادات حادة لممارسات الإدارة الأمريكية تجاه حرية التعبير والصحفيين المستقلين.
وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في بيان نشره على موقعه باللغة الإنجليزية، إن “حمدي اعتُقل من قبل إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) أثناء جولته في الولايات المتحدة، بعد أن قامت المتطرفة المناهضة للمسلمين لورا لومر بالتشهير به عبر الإنترنت”.
ودعا المجلس إلى إطلاق سراحه، متهمًا إدارة ترامب باستخدام سلطتها ضد صحفي انتقد “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة.
وأضاف المجلس أن “حامدي كان قد ألقى خطابًا في حفل (كير) السنوي في ساكرامنتو، وكان من المقرر أن يتحدث في فعالية مماثلة بفلوريدا، قبل أن يتم توقيفه في مطار سان فرانسيسكو الدولي الأحد الماضي”.
وأشار البيان إلى أن “لومر تباهت علنًا بتأثيرها على إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية، بعد تشويه سمعة حامدي بنظريات مؤامرة معادية للمسلمين”.
وأوضح المجلس أن “لومر سبق وأن أثرت على وزير الخارجية ماركو روبيو لتعليق تأشيرات دخول الفلسطينيين من غزة، بعد نشر مقاطع فيديو هاجمت فيها نقل الأطفال المصابين إلى مستشفيات أمريكية ووصفته بـ(الغزو الإسلامي)، فيما شكرت لومر، روبيو لاحقًا مدعية أنها تحدثت معه شخصيًا لوقف الرحلات الجوية”.
وحذر المجلس من أن هذه الحوادث تكشف عن مدى تأثير الكراهية المعادية للمسلمين والتطرف المؤيد للاحتلال على السياسة الفيدرالية الأمريكية، وسخْرها الوكالات الأمريكية ضد الصحفيين ومنتقدي الاحتلال.
وقال والده، الكاتب والصحفي محمد الهاشمي الحامدي: “سامي لم يرتكب أي جرم ولم يكذب لحظة واحدة عندما أدان الجرائم (الإسرائيلية) في غزة، ودعم الحكومة الأمريكية لهذا السلوك الظالم والوحشي”.
وأضاف عبر حسابه على منصة “إكس”: “كان على السلطات الأمريكية احترام مبدأ حرية التعبير بدل اعتقاله والتشهير به والاستعداد لترحيله. كشف الجرائم (الإسرائيلية) بحق الفلسطينيين ليس جريمة”.
من جهتها، قالت الإعلامية سمر جراح عبر حسابها على “إكس”، إن “الحملة الإعلامية ضد حمدي تأتي في سياق أوسع من التحريض الصهيوني على الإسلام والمسلمين، خصوصًا في ظل احتمال فوز المسلم الآسيوي ممداني في نيويورك”.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن إدارة الهجرة والجمارك احتجزت حمدي وألغت تأشيرته، تمهيدًا لترحيله ومنعه من إكمال جولته الأمريكية، مشيرة إلى أن “في عهد الرئيس ترمب، لن يُسمح لمن يدعمون (الإرهاب) أو يقوضون الأمن القومي الأمريكي بالعمل أو الزيارة”.
ويعد سامي حمدي من أبرز الصحفيين والمحللين السياسيين البريطانيين، وهو مدير تحرير مجلة /The International Interest/ المتخصصة في الشؤون الدولية، ويشتهر بمواقفه الناقدة للسياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط ودفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعوب العربية.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
















