نتنياهو بعد حرب غزة: فشل ميداني.. نخبط ومناورة سياسية للإستمرار

فلسطين المحتلة ــ الرأي الجديد
بعد انتهاء الحرب التي خلّفت انقسامًا داخليًا غير مسبوق في إسرائيل، تتكشف ملامح فشل رئيس الحكومة، نتنياهو في تحقيق أيٍّ من الأهداف التي أعلنها قبل اندلاعها.
وكان نتنياهو وعد بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، أو استعادة الردع والثقة بالمؤسسة العسكرية، أو حتى تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع.
وأمام هذا الإخفاق الكبير، يحاول نتنياهو اليوم الالتفاف على نتائجه عبر خطوات سياسية تهدف إلى إنقاذ مستقبله، من خلال تشكيل حكومة طوارئ أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، علّه يجد في إطالة أمد الأزمة وسيلة للبقاء في الحكم وتجنّب المحاسبة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عماد عواد، أن نتنياهو يعيش “أضعف لحظات مسيرته السياسية وأكثرها تخبطًا”، بعد أن فشل في تحقيق أهداف الحرب، وتحوّلت الوعود بالنصر إلى مأزق وجودي يهدد مستقبله السياسي والشخصي.
وأوضح عواد في حديث لـ”قدس برس” أن “نتنياهو يحاول اليوم تعويض فشله العسكري بإنجاز سياسي مزعوم”، من خلال إعادة ترتيب أوراقه في الائتلاف اليميني ومحاولة فرض واقع سياسي جديد يتيح له البقاء في السلطة.
وأضاف أن “اليمين المتطرف المحيط به يرى في الفوضى الراهنة فرصة لتمرير مشاريع الضمّ وتوسيع السيطرة على الضفة الغربية، وهو ما قد يستخدمه نتنياهو لتغطية إخفاقاته الميدانية تحت شعار مواجهة الإرهاب أو خطر إيران”.
وأشار إلى أن “نتنياهو بات يدرك حجم الضرر الذي لحق بصورته داخليًا وخارجيًا، ولذلك قد يلجأ إلى تصعيد محدود أو عمليات عسكرية موضعية بهدف صرف الأنظار عن الفشل وإعادة توحيد الجبهة الداخلية خلفه”.
واعتبر أن المؤسسة الأمنية التي همّشها نتنياهو قبل الحرب، قد تستعيد اليوم نفوذها، بعدما ثبت أن تجاهل تقديراتها قاد إلى الكارثة. ومع ذلك، يواصل نتنياهو – بحسب عواد – توظيف ورقة التهديد الإيراني وملف محاكمته بتهم الفساد للبقاء في الحكم وكسب الوقت، مستغلًا ضعف المعارضة وتشتتها.
إضغط هنا لمزيد الأخبار