بزعامة بن غفير.. حوالي 2500 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى

المسجد الأقصى ــ الرأي الجديد
اقتحم 2358 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك خلال اليومين الأولين من عيد “العرش” اليهودي، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال، في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات.
وبدأت الاقتحامات صباح أمس الثلاثاء، حيث دخلت مجموعات من المستوطنين على شكل أفواج، ضمّ كل منها نحو 75 شخصًا، وفق إفادات شهود عيان من المرابطين في المسجد لـ”قدس برس”. وأكد الشهود أن شرطة الاحتلال سمحت بتواجد عدة أفواج في الوقت ذاته داخل باحات المسجد، مع فرض قيود صارمة على حركة المصلين الفلسطينيين.
وأفاد شهود بأن قوات الاحتلال منعت المرابطين من التواجد في “ساحة قبة الصخرة” ومسار الاقتحامات، كما منعت حراس المسجد من التواجد في الباحات، واقتصرت أعداد المصلين داخل المسجد خلال ساعات الاقتحام على نحو 60 شخصًا فقط، تركزوا في مصلى قبة الصخرة والمصلى القبلي.
وبحسب مصادر مقدسية، بلغ عدد المقتحمين يوم الثلاثاء 537 مستوطنًا، فيما ارتفع العدد اليوم الأربعاء إلى 1758، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد اقتحام 374 مستوطنًا خلال ذات المناسبة، بزيادة قدرها 163 مقتحمًا في اليوم الأول وحده.
رقم رمزي في “عيد العرش”
وقال أستاذ دراسات بيت المقدس، عبد الله معروف، إن جماعات “الهيكل” المتطرفة تسعى للوصول إلى رقم رمزي يبلغ 2000 مقتحم خلال أيام “عيد العرش”، مرجحًا أن يتحقق ذلك في الأيام الأخيرة من العيد، منتصف الشهر الجاري.
وأضاف معروف، في حديث لوكالة الأنباء، “قدس برس” الفلسطينية، أن “الأخطر من الأعداد هو التصريحات السياسية المرافقة للاقتحامات”، مشيرًا إلى ما قاله وزير الأمن الداخلي للاحتلال إيتمار بن غفير خلال مشاركته في الاقتحام، والذي اعتبر أن “جبل الهيكل” – في إشارة إلى المسجد الأقصى – هو مساحة الانتصار الممكن بعد الإخفاقات في غزة، وهو خطاب مشابه لما تبناه سابقًا عضو الكنيست المتطرف، موشيه فيغلين.
وأشار إلى أن هذا المخطط بدأ منذ عام 2015، لكنه شهد تكريسًا جديدًا خلال اليوم الأول من “عيد العرش”، حيث أخلت قوات الاحتلال محيط منطقة الاقتحام من المصلين، ومنعت الحراس من مغادرة المصليات والقباب.
مئات الاقتحامات.. والصلوات التلمودية
وشهد المسجد الأقصى خلال الاقتحامات طقوسًا جماعية علنية، شملت ترديد الصلوات والترانيم الدينية، وتشكيل حلقات للرقص والغناء والتصفيق، وسط حماية أمنية مشددة، وإبعاد المصلين والمرابطين الفلسطينيين عن المسارات التي يسلكها المستوطنون.
وترافقت الاقتحامات مع انتشار واسع للقوات الخاصة داخل المسجد وعلى أبوابه، وتقييد دخول المصلين الفلسطينيين خلال فترتي الاقتحام، حيث مُنع كثيرون منهم من الدخول بشكل كامل.
وشوهد مستوطنون يسيرون على أبواب المسجد من الجهة الخارجية حاملين القرابين النباتية، وأدّوا خلالها صلوات جماعية، في مشهد أثار قلقًا واسعًا من تصعيد جديد يستهدف هوية المسجد الأقصى ومكانته الدينية.
إضغط هنا لمزيد الأخبار