السفير البريطاني: الشرق الأوسط سيدخل أزمات خانقة.. إذا لم نسعَ لإيجاد حلّ

تونس ــ الرأي الجديد
اعترفت المملكة البريطانية رسميا خلال الاسابيع القليلة الماضية، بدولة فلسطين ضمن 157 دولة من مجموع 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.
وشدد سفير بريطانيا بتونس “رودي دراموند”، خلال لقاء بعدد من الصحفيين ورؤساء تحرير بعض وسائل الإعلام، أن هذا الاعتراف يأتي لمواجهة ما وصفه بتصاعد المأساة في منطقة الشرق الأوسط، ومن منطلق إيمانً بلاده الراسخً بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة للفلسطينيين والأمن الدائم للإسرائيليين، في حين لايوجد أي منهما حاليا مضيفا أن هناك مسؤولية تاريخية وأخلاقية على عاتقهم مع كل الدول للتحرك نحو تهدئة الوضع وإيقاف هذه المأساة حسب وصفه.
خريطة جديدة للشرق الأوسط
وأضاف سفير بريطانيا أن قرار بلاده الاعتراف بفلسطين يرتكز بقوة على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وحق الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء للعيش بسلام دون عنف ومعاناة مشددا على أن الاعتراف بدولة فلسطين لا يكفي وحده لذلك كما تعمل بريطانيا على بناء توافق في الآراء مع قادة المنطقة لوضع إطار للسلام ضمن سلسلة من الخطوات التي يمكن أن تؤدي من الانتقال من مرحلة وقف إطلاق النار إلى إنهاء نهائي لهذا الصراع حسب رايهم.
وترى بريطانيا أن إعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية يؤدي إلى الاعتراف بفلسطين كدولة، والاعتراف بجميع حقوقها والتزاماتها القانونية بما فيها التي وقعت عليها منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية، وتحديدًا اتفاقيات أوسلو مع العلم أن المملكة المتحدة تعترف بالدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 1967 والتبادل المتساوي للأراضي، كجزء هام يجب أن تنهيه المفاوضات المستقبلية.
وردًا على سؤال، حول مدى تأثر مصالح بريطانيا في دول الشرق الأوسط بتداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة، ورؤيتها لتهديدات إسرائيل بفرض خريطة جديدة للشرق الأوسط ومدى قدرتها على تحقيق ذلك، قال السفير البريطاني في تونس، رادي دروموند، إن بريطانيا ليست بمنأى عن تداعيات وآثار الحرب في غزة، بما في ذلك من خلال علاقاتها مع دول الشرق الأوسط..
لا بدّ من الاتجاه إلى إنهاء نهائي للصراع
وأضاف السفير البريطاني”رادي دروموند” قائلا إن “بريطانيا وحدها لا يمكنها التأثير في هذه السياسات، ولكن بالتعاون مع شركائها الأوروبيين، وكندا وأستراليا، وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، يمكنها ذلك، وترى أنه من الواجب التعاون لمحاولة إنهاء الحرب والوضع الإنساني الكارثي.
وأضاف السفير بالقول “نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحماية أفضل للمدنيين، وزيادة كبيرة في المساعدات التي تدخل غزة، ومسار نحو السلام والاستقرار على المدى الطويل خاتما بالقول “إذا لم نسعَ لإيجاد حلول، فستكون هناك أزمات أخرى في الشرق الأوسط” مشيرا إلى ماصرح به مؤخرا رئيس الوزراء البريطاني حول المسؤولية الأخلاقية التي تتحملها الدول أمام هذه المأساة المستمرة في غزة والضفة الغربية وهو ما يدعو الجميع لتحمل مسؤوليته والتأثير أكثر رغم الصعوبات لإيمانهم بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
ويرى السفير البريطاني أن التحركات الدولية المتعددة الأوجه لوقف هذه الحرب، بما في ذلك الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين، قد تنجح في نهاية المطاف في وقف هذا الصراع وآثاره السلبية، موضحًا أن الحل لوقف هذه الحرب لا يمكن أن يكون بمفتاح أو عصا سحرية، بل من خلال تنسيق الدول والدعوة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
المصدر: موقع “موزاييك أف أم”
إضغط هنا لمزيد الأخبار