عواصم ــ الرأي الجديد
وجه قادة أكثر من 20 وكالة إغاثية دوليةفي غزة، نداءً عاجلاً إلى قادة العالم للتدخل الفوري، بعد إقرار لجنة تحقيق أممية للمرة الأولى بوقوع إبادة جماعية في القطاع.
وطالب القادة، في رسالة مشتركة اليوم الأربعاء، جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتحرك وفق التفويض الذي مُنحت إياه المنظمة الدولية قبل ثمانية عقود، مؤكدين أن ما يشهدونه في غزة لا يقتصر على كونه كارثة إنسانية غير مسبوقة، بل هو إبادة جماعية موثّقة.
وأشاروا إلى أن الأوضاع المأساوية في القطاع تجاوزت حدود الاحتمال، إذ عاينوا بأنفسهم الوفيات المروعة والمعاناة القاسية للسكان، محذرين من أن غزة تقف على أعتاب المرحلة الأكثر دموية في تاريخها إذا استمر غياب التدخل الدولي.
وانتقد قادة الوكالات عسكرة المساعدات الإنسانية، مؤكدين أن آلاف المدنيين تعرضوا لإطلاق النار أثناء محاولتهم الوصول إليها، داعين الحكومات إلى التحرك لوقف نزيف الأرواح، وإنهاء الاحتلال والعنف.
يأتي هذا النداء في ظل تصاعد الإدانات الدولية بعد إعلان “إسرائيل” توسيع هجومها البري على مدينة غزة ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “عربات جدعون 2″، تهدف إلى تهجير السكان والسيطرة على المدينة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أن فرقتين عسكريتين باشرتا التوغل داخل المدينة على أن تلتحق بهما فرقة ثالثة قريباً، فيما كشف رئيس الأركان إيال زامير عن بدء “تعميق العملية نحو قلب غزة”.
وفي السياق ذاته، حذّر خبراء أمميون من أن الهجوم الإسرائيلي سيكون كارثياً على المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك السريع لمنع تفاقم الإبادة والمجاعة.
إبادة موجودة.. والعالم يتفرج
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند، إن نتائج لجنة التحقيق الأممية تثبت بوضوح وقوع إبادة جماعية في غزة، موضحاً أن هذه النتائج تعكس واقعاً يومياً يعيشه العاملون الميدانيون هناك. وأكد أن القانون الدولي يُلزم الدول بحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات إليهم، داعياً إلى مواصلة الضغط حتى إنهاء المأساة.
وفي تطور متصل، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه سيُحيل ملف الأوضاع الكارثية في غزة والضفة الغربية إلى المحكمة الجنائية الدولية، مشدداً على أن ما يجري في القطاع يمثل “تدميراً منهجياً” للمدينة، وأن الحرب الدائرة غير مقبولة سياسياً وأخلاقياً وقانونياً.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي إن “إسرائيل” ماضية في عمليتها العسكرية حتى النهاية، ولا تُبدي أي استعداد للدخول في مفاوضات سلام جدية، فيما تواصل الولايات المتحدة تقديم الدعم لها.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
