خبراء: عملية خان يونس تكشف تحولات تكتيكية في أداء المقاومة

عواصم ــ الرأي الجديد
أعادت العملية التي نفذتها كتائب القسام في خانيونس، خلط المشهد الميداني والسياسي، لتكشف عن قدرة المقاومة على تطوير أساليبها القتالية، وإرباك ما تخطط له إسرائيل.
العملية، بما حملته من دلالات زمنية ومكانية، وبما أظهرته من أبعاد عسكرية واستخبارية، اعتُبرت تحولًا نوعيًا في طبيعة المواجهة.
وفي هذا السياق، أكد خبراء عسكريون وسياسيون لـ “قدس برس”، أن ما جرى في خان يونس يعكس تصعيدًا استراتيجيًا من جانب المقاومة، ورسالة واضحة بأن الاحتلال لن يتمكن من فرض معادلاته بسهولة، لا في غزة ولا في عموم فلسطين.
الدلالات الزمنية والمكانية
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن العملية التي نفذت في خانيونس “تحمل دلالات زمانية ومكانية متعددة، ولها تبعات واضحة على الخطط الإسرائيلية”.
وأوضح أبو زيد في حديث لـ”قدس برس” أن “توقيت العملية يأتي بعد إقرار الخطة العامة للاقتحام واحتلال مدينة غزة من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي، كاتس، وبعد تعنت الجانب الإسرائيلي في الرد على قبول المقاومة لشروط وقف إطلاق النار. وهذا يشير إلى أن العملية تهدف إلى خلط الأوراق السياسية والعسكرية للاحتلال”.
وأشار إلى أن “العملية جرت في نفس موقع عملية سابقة، حيث استهدفت المقاومة مركز قيادة وسيطرة تابعًا للواء (الكفير) في جنوب خان يونس، ما يعكس إصرارها على تنفيذ هذه المهمة في هذا اللواء”.
وتابع: “كما أن الموقع ذاته أعلن الاحتلال السيطرة عليه أكثر من مرة، وقربه من المستشفى الأوروبي الذي كان يزعم الاحتلال وجود نفق فيه، حيث واجه السنوار وتم اغتياله في وقت سابق”.
وزاد: “تمتد المنطقة المستهدفة جغرافيًا من عبسان الكبرى وعبسان الصغرى وقيزان النجار إلى قيزان رشوان، ما يكشف فشل الرواية الإسرائيلية حول سيطرتها على هذه المناطق”.
أبعاد العملية
أوضح أبو زيد أن “هذه العملية نفذها فصيل محدد، لأول مرة تتحدث المقاومة عنه علنًا، ما يشير إلى تغير في تكتيكاتها. كما تضمنت العملية عملًا استشهاديًا، حيث فجر أحد عناصر المقاومة نفسه، مما يعكس تطوير المقاومة لأساليبها في مواجهة الاحتلال”.
ولفت إلى أن “الملابس والمعدات التي ظهرت على الأرض تشير إلى مشاركة قوات نخبة من كتائب القسام، ما يعني أن الاحتلال سيتكبد خسائر كبيرة في حال استمرار هذه العمليات النوعية، المعتمدة على قوات خاصة وتكتيكات متقدمة”.
وأكد أبو زيد أن العملية “بدأت بتدمير الكاميرات وأجهزة المراقبة، ثم قسّمت المقاومة نفسها إلى مجموعتين: مجموعة للاختراق ومجموعة للتثبيت، في عمل تكتيكي منظم يعتمد على جهد استخباري ومتابعة دقيقة، ويعزز فشل الاستخبارات الإسرائيلية”.
من كل هذه الأبعاد، يرى أبو زيد أن “العملية تختلف عن العمليات السابقة، وتؤكد قدرة المقاومة على الاستمرار وتطوير أوراقها القوية، خصوصًا عبر مشاركة قوات النخبة، ما يعكس تحولًا نوعيًا في استراتيجيتها العسكرية”.
من جهته، أكد المحلل السياسي حازم عياد أن العملية الأخيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في خانيونس “جسّدت قدرة حركة حماس وفصائل المقاومة على التكيف مع بيئة المعركة وظروفها المتغيرة، وتطوير أدائها العسكري ميدانيًا”.
وأضاف عياد في حديث لـ”قدس برس” أن “المقاومة انتقلت من وضعية الدفاع إلى الهجوم، معتمدة أسلوب حرب العصابات والإغارات المفاجئة على مراكز الثقل الإسرائيلية داخل قطاع غزة”.
وأوضح أن “هذا التطور يحمل دلالات أبعد من غزة نفسها، إذ قد يمتد إلى ضربات نوعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، على غرار ما فعلته المقاومة الفيتنامية عندما استهدفت القوات الأمريكية في هانوي، أو ما قامت به حركة طالبان في سنواتها الأخيرة عبر هجمات قاسية داخل العاصمة كابول، في مراكز السيطرة والقرار الأمريكي بأفغانستان”.
وأشار إلى أن “هذه المؤشرات تثير قلقًا عميقًا داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تكشف عن إرادة سياسية وعسكرية واضحة لدى المقاومة لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد، قد تتحول إلى حرب تحرير ممتدة لسنوات إذا واصل الاحتلال جرائمه ضد قطاع غزة”.
إضغط هنا لمزيد الأخبار