أحداثأهم الأحداثدولي

بعد موافقة حماس: هل سيضطر نتنياهو للموافقة على الصفقة الجديدة؟

القاهرة ــ   الرأي الجديد

أفاد مصدر في حركة حماس اليوم، بأن الحركة وافقت على مقترح تلقته من الوسطاء المصريين والقطريين، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وهذه الموافقة الجديدة من قبل حماس قد تجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب قضائيا لمحكمة العدل الدولية) مضطرا للموافقة على ما كان يرفضه سابقا وفق المتغيرات الجديدة ميدانيا، ومن دون تخليه عن أهدافه الإستراتيجية التي أعلنها مؤخرا، حسب المحلل السياسي إبراهيم المدهون.

وتأتي موافقة حماس في ظل لقاء جمع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حيث أكد الجانبان أهمية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عاجلا ومن دون عوائق، إلى جانب الإفراج عن الأسرى، مشددين على رفضهما القاطع لأي إعادة احتلال عسكري للقطاع أو تهجير الفلسطينيين.

ووفق تقارير، فإن المقترح الذي تسلمته حماس سيتضمن ما يلي:

** إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة.
** إدخال المساعدات إلى غزة عبر المؤسسات الإنسانية والهلال الأحمر والأمم المتحدة.
** وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.
** ستبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
** انسحاب إسرائيلي إلى عمق نحو 1000 متر في شمال القطاع وشرقه، باستثناء حيي الشجاعية وبيت لاهيا.
** مقابل إطلاق سراح 10 أسرى أحياء، من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح 140 من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد و60 أسيرا حُكم عليهم بأكثر من 15 سنة.
** مقابل كل جثة إسرائيلية سيتم تسليم 10 جثث فلسطينية.
** إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين القاصرين والنساء.

لا مساس بسلاح المقاومة
وفي ما يتعلق بقضية السلاح التي تعد البند الأكثر إشكالية في كل مفاوضات سابقة، أشار المدهون إلى أنه من اللافت أن المقترح المطروح اليوم لا يتطرق إلى موضوع سلاح المقاومة.

وفي السياق نفسه، أضاف المحلل السياسي أن المقترح لا يتضمن أيضا أي إبعاد أو مساس بالوجود الفلسطيني في غزة.

و”هذا يمنح فرصة حقيقية لوقف الإبادة، ويتيح لحماس والفصائل الفلسطينية إعادة تقييم الحالة الوطنية بشكل شامل، والخروج بموقف موحّد يمكن أن يشكّل مدخلا لإنهاء الحرب وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني”.

ويخلص المتحدث إلى أن موافقة حماس على المقترح الجديد “تمثل خطوة لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وبداية لإيجاد مناخ إقليمي ودولي أكثر جدية لبلورة حل سياسي ينهي الحرب ويمنع مخاطر التهجير والإبادة”.

موقف نتنياهو من المقترح
ومع التغيرات الميدانية في قطاع غزة، وتفاعل الحراك المدني في الداخل الإسرائيلي الذي يهدد بعصيان مدني تام، لا سيما مع التلويح بورقة الانتخابات التشريعية المقبلة، فقد يجد نتنياهو نفسه مضطرا إلى الموافقة على المقترح الجديد، ولو مؤقتا ومن دون أن يتخلى عن أهدافه الإستراتيجية التي كشف عنها مؤخرا.

ويقدم المدهون عددا من العوامل التي تجعل نتنياهو مضطرا لقبول هذا المقترح:

  • أولا: القبول يمنحه وقتا إضافيا لترتيب أوراقه والاستعداد لعملية احتلال مدينة غزة، خاصة أن المقترح لا يتضمن ضمانات حقيقية لوقف الحرب بشكل كامل.
  • ثانيا: الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين يشكل مكسبا سياسيا سريعا لنتنياهو، إذ يخفف الضغط الداخلي ويُسكت إلى حد ما معارضيه والتحركات في الداخل الإسرائيلي.
  • ثالثا: الهدنة المؤقتة تقلل حجم الضجيج الدولي، وتُخفف حدة الانتقادات التي تتهم إسرائيل بالمسؤولية المباشرة عن جرائم القتل والإبادة وسياسة التجويع بحق الفلسطينيين.
  • رابعا: هناك رغبة أميركية واضحة في التوصل إلى تهدئة ولو محدودة، وهو عامل لا يستطيع نتنياهو تجاهله تماما في ظل العلاقة الإستراتيجية مع واشنطن.
  • خامسا: نتنياهو يدرك أنه حقق بالفعل جزءا كبيرا من أهدافه العسكرية والسياسية، وأن الانسحابات المرحلية تضمن بقاء السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة من دون التزامات حقيقية بوقف الحرب.
  • سادسا: مدة الشهرين المقترحة للهدنة قصيرة نسبيا ولا تُلزم نتنياهو بتغيير جذري في إستراتيجيته.

يذكر أن مصر وقطر والولايات المتحدة تقوم بجهود وساطة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستمرت آخر جولة مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في الدوحة أسابيع عدة برعاية الوسطاء، قبل أن تنتهي في 25 جويلية الماضي من دون أن تسفر عن أي نتيجة.

المصدر: الجزيرة

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى