6 أهداف قد تضطر نتنياهو إلى الموافقة على صفقة في غزة؟

تونس ــ الرأي الجديد / عبد الباقي نشوان
ويُعتقد أن موافقة نتنياهو على صفقة في غزة تأتي لدوافع في اتجاهات مختلفة، ورغبة منه في تحقيق مكاسب عدة، أمنية، وسياسية، وشخصية كبيرة في ظل نضوج الظروف والمناخات المواتية.
أسباب رئيسية لقبول نتنياهو
ورغم أن الاتفاق، هو “إطار مرحلي” وغير نهائي، إلا أنّ نتنياهو سيحقق ــ وفق عديد الخبراء ــ من خلاله عدة مكاسب وأهداف أهمها:
الهدف الأول: تتويج لما يمكن أن يسوق له نتنياهو من نجاحات، سواء بعد ضرب إيران، أو على صعيد استعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، مع تأكيده على أن الهدف الأساسي من الحرب في غزة، ما زال قائما ويتمثل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، خصوصا أن الاتفاق لن ينهي الحرب في هذه المرحلة.
الهدف الثاني: تعزيز وتقوية الشارع الذي يؤيد بنيامين نتنياهو، ويدعمه سياسيا، وثانيا استغلال الاتفاق لتحييد بعضا من القيادات السياسية التي كانت تشكل عبئا عليه، أمثال بن عفير، وسموتريتش، وهو يدرك أنهما لم يعد لهما مصلحة بوجودهما في ائتلافه الحكومي، على أقل تقدير ضمن التركيبة للانتخابات الاسرائيلية القادمة.
توطيد العلاقة مع واشنطن
الهدف الثالث: يخطط نتنياهو من وراء الاتفاق لإبقاء الزخم والدعم الكبير للولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، وهذا بالنسبة لبنيامين نتنياهو مفيد للغاية، ذلك أن ترامب الذي دعا إلى ضرورة وقف محاكمة بنيامين نتنياهو في “إسرائيل” ومطالبته بالعفو عنه، سيكون أيضا داعما له مع إمكانية التعويل عليه في حماية نتنياهو الشخصية وحمايته السياسية والمستقبلية في الداخل الإسرائيلي.
كما أنّ الضغط الأمريكي العلني لم يعد قابلاً للتجاهل، حيث بدأت إدارة بايدن تربط بوضوح بين المساعدات العسكرية وبين تحقيق اختراق في ملفات غزة والرهائن.
رابعا: يعلم نتنياهو أن ترامب يمكن أن يمضي في المسارات الاقليمية، خصوصا توسيع الاتفاقيات الابراهيمية واتفاقيات التطبيع، لأن هذا فيه مصلحة أمريكية إسرائيلية مشتركة.
خامسا: يواجه نتنياهو انهياراً في شعبيته وضغوطاً متزايدة من الشارع الإسرائيلي ومن عائلات الأسرى تحديداً، وإنجاز صفقة قد يُستخدم كورقة إنقاذ لصورته المتآكلة، ومحاولة لتأجيل محاكمته في قضايا فساد ما زالت تطارده.
سادسا: على المستوى الأمني والاستراتيجي، فإنّ الجمود العسكري في غزة، والفشل في استعادة الأسرى بالقوة، إضافة إلى تصاعد التهديد على الجبهة الشمالية مع حزب الله، كلّها عوامل دفعت المؤسسة الأمنية إلى التوصية بضرورة التوجّه نحو حل سياسي، ولو مرحلي.
عقبات أمام الاتفاق؟
ويبدو أنّ ثمة ثمة عقبات ما تزال قائمة أمام إنجاح الاتفاق وتطبيقه، من بينها، اعتراض من القوى اليمينية المتطرفة في الائتلاف داخل الحكومة، وشروط حركة حماس المدعومة من كل فصائل المقاومة، وخاصة الحصول على ضمانات، وتوسيع المناطق الإنسانية في غزة.
ويرى ملاحظون، أنّ نتنياهو سيحرص على الموازنة سياسياً، بين ضغوط الخارج وتطرف شركائه، لكنه من المؤكد، أنه لا يخشاهم، بقدر ما سوف يعمل على حسن إدارتهم ضمن أهدافه الشخصية، مدركاً أن سقوط الحكومة ليس في صالحهم الآن.
إضغط هنا لمزيد الأخبار