“حرب سيبرانية” شديدة.. تُشعل الجبهة الإيرانية الإسرائيلية

طهران ــ تل أبيب ــ الرأي الجديد
اشتعلت الجبهة الإيرانية الإسرائيلية في الفضاء الإلكتروني، بعد أن ضيقت إيران استخدام الإنترنت، فيما قطعت إسرائيل خدمات تطبيق الملاحة الدولي الـ”جي بي إس”.
وشهدت الـ24 ساعة الماضية، تراجعًا كبيرًا في خدمات الإنترنت في إيران، التي استهدفت بدورها مركز التقنيات المتطورة والذكاء الاصطناعي العسكري والأمن السيبراني ومقر “مايكروسوفت” في إسرائيل اليوم الجمعة.
وذهبت التفسيرات بخصوص واقع الإنترنت الإيراني، بين كونها من تأثيرات الضربات الإسرائيلية للبنية التحتية الإيرانية، أو حماية للنظام من تعقب قياداته، إلى جانب التضييق على الشعب منعا للترتيب لأي خروج ضده، كما أشارت عدة وسائل إعلام عبرية.
بدورها قطعت إسرائيل خدمات تطبيق الملاحة الدولي الـ”جى بي إس”، في محاولة للتشويش على الاستهدافات والإطلاقات الإيرانية، وعدم تحديد أماكن المخابئ بعد نجاح استهدافها، والتضييق على الإسرائيليين في مواجهة التعامل المقلق للجهات الرسمية مع شبكة الإنترنت، ما دفع البعض إلى الهروب لـ”لدراك ويب” و”VPN”، للتعامل بسهولة أسهل.
وذكرت منظمة “نت بلوكس”، التي تراقب حرية الوصول إلى الإنترنت حول العالم، أن السلطات الإيرانية فرضت قطعًا شاملًا للإنترنت لأكثر من 12 ساعة في جميع أنحاء البلاد، كجزء من إجراءات الطوارئ.
فيما تشير شركات مراقبة أخرى، مثل “كلاود فلير” إلى أن حركة مرور الشبكة في إيران انخفضت الآن بنحو 97% مقارنة بالأسبوع الماضي، ووفقًا لبيانات “نتبلوك”، في الـ13 من شهر جوان الجاري، انخفض معدل حركة الإنترنت في البلاد بنحو 54%، ثم انخفض مرة أخرى إلى نحو 49% فقط من المعدل الطبيعي.
وتعزو السلطات الإيرانية ضرورة هذا الإجراء إلى ما أسمته “اعتبارات أمنية” ومحاولة للتعامل مع هجمات إلكترونية من إسرائيل، التي تحاول إسرائيل الضغط على السلطات في إيران لإعادة الإنترنت، مما يسهل الاستهدافات عليها.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أنه في الأيام الأخيرة، ومنذ اندلاع الحرب مع إسرائيل، عمد النظام الإيراني إلى حجب الإنترنت بشكل متزايد يومًا بعد يوم، مؤكدة وجود مؤشرات واضحة على ذلك.
وبحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، فإن تقييد خدمات الإنترنت يهدف أيضًا إلى تقييد وصول الإيرانيين إلى المعلومات المستقلة ووسائل الإعلام الحرة، حيثُ يضطر العديد من الإيرانيين إلى استخدام شبكات “VPN” أو شبكة “TOR” الخاصة بـ”الدارك ويب” أو البث عبر الأقمار الصناعية لتجاوز الحظر.
وعند الجاحة، تعمل السلطات الإيرانية على إنشاء “شبكة المعلومات الوطنية”، وهي شبكة داخلية حكومية مغلقة تحل محل الإنترنت العالمي أثناء انقطاعه، وتقنية تُسمى “الفحص العميق للحزم”، والتي تسمح للنظام بفحص حركة مرور المستخدمين بدقة، وتحديد خدمات مثل “VPN” أو “WhatsApp”، وحظرها بشكل مُستهدف.
إضغط هنا لمزيد الأخبار