الاستجواب القضائي المضاد لنتنياهو… السجن أو العزل السياسي

القدس المحتلة ــ الرأي الجديد
من المتوقع أن يبدأ الاستجواب المضاد لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في محاكمته بتهم الفساد بعد انتهاء شهادته الرئيسية، وحددت المحكمة عدد جلسات شهادته.
وقالت صحيفة “كلاكيست”، إن قضاة محاكمة نتنياهو سئموا من إضاعة الوقت، بعد أن استمرت شهادة نتنياهو في المحاكمة لفترة أطول بكثير من التقديرات الأولية، كما أنه من المتوقع أن تستمر وفق حسابات الوقت اللازم لجلسات الاستماع والتأخير حتى منتصف عام 2026.
ويعد الاستجواب المضاد، إجراء قانونيا يقوم فيه الادعاء باستجواب المتهم، بعد أن يكون نتنياهو قد أدلى بشهادته أمام المحكمة.
ويهدف هذا الاستجواب إلى الكشف عن التناقضات أو الثغرات في أقوال المتهم، وقد يؤدي إلى إضعاف دفاعه وتعزيز موقف الادعاء. وفي حالة نتنياهو، يُنظر إلى هذه المرحلة على أنها “الأكثر خطورة وغير المتوقعة” في المحاكمة التي تقرر أن تستمر 14 جلسة.
ويتساءل مراقبون عما إذا كان الاستجواب المضاد سيمنع من الوصول لصفقة للإقرار بالذنب، التي عرضت على نتنياهو قبل 3 سنوات، والتي ألمح لها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال الأيام الماضية، والتي يخرج بموجبها نتنياهو من الحياة السياسية دون أن يتعرض للسجن.
وسيكون الاستجواب المضاد على 3 مراحل:
- استجواب هيئة الدفاع عن المالك السابق لشركة بيزك وموقع والا الإخباري شاؤول إيلوفيتش لمدة 3 أيام، ويعتبر شخصية محورية في “القضية 4000” التي يتهم فيها الزوجان إيلوفيتش، إلى جانب نتنياهو، بالرشوة وعرقلة العدالة.
- استجواب هيئة الدفاع عن إيريس وهي زوجة إيلوفيتش لمدة يوم أو يومين، وهي متورطة مع زوجها -إضافة لنتنياهو- بالرشوة وعرقلة العدالة في القضية 4000.
- تحقيقات النيابة العامة التي أعلنت أن استجوابها المضاد سيستغرق 3 أضعاف مدة الشهادة التي قدمها نتنياهو والتي استمرت لنحو 6 أشهر، وهو ما يشير إلى أن هذه المرحلة من المحاكمة قد تستمر حتى منتصف عام 2026.
تحديات في وجه النيابة
وفي مقابل مراحل الاستجواب المضاد، ذكر موقع القناة 12 عدة تحديات من المتوقع أن تواجه النيابة العامة، منها:
- الحفاظ على استمرارية الشهادة: خاصة في ضوء الطلبات المحتملة للحصول على فترات راحة بسبب إدارة شؤون الحكومة، والذي لوحظ بكثرة خلال إدلاء نتنياهو بشهادته.
- التعامل مع الإجابات المراوغة: مثل “لا أتذكر” أو “لا أعرف”.
- تحديد التناقضات وعدم المنطقية في الشهادة: بهدف تقويض مصداقية نتنياهو.
لهذا سيكون “مصير نتنياهو السياسي إضافة لمصير حزب الليكود وحلفائه على كف عفريت” وفقا للمختص في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور.
صفقة دولية
لم يستبعد المختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي التوصل لصفقة دولية من قبل الإدارة الأميركية يتم خلالها الوصول لصفقة قضائية مع نتنياهو بالتقاعد من حياته السياسية دون التعرض للسجن، مقابل عدم التشويش على المخطط الأميركي في المنطقة، وعدم توريط الإقليم في حروب كبرى.
نتنياهو والرئيس الإسرائيلي
صفقة الإقرار بالذنب
وقبل أيام، دعا الرئيس الإسرائيلي إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار بالذنب مع نتنياهو، يخرج بموجبها من الحياة السياسية دون أن يتعرض للسجن، وأشار إلى أن مثل هذه الصفقة قد تكون في مصلحة إسرائيل لتجنب مزيد من الانقسامات.
ويأتي حديث هرتسوغ عن صفقة الادعاء بعد فشل الوصول إليها عام 2022، حينها انهارت المحادثات بسبب رفض نتنياهو الاعتراف بـ”العار الأخلاقي” الذي يفرض عليه مغادرة الحياة السياسية وقتا طويلًا.
وكان مقترح صفقة الإقرار بالذنب -الذي نوقش سابقًا- يتضمن اعتراف نتنياهو بجريمة خيانة الأمانة، مع التنازل عن تهمة الرشوة، مقابل اعتزاله الحياة السياسية. وقد أوضحت المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا أن مثل هذا الترتيب سيكون مشروطًا بانسحاب نتنياهو الكامل من الساحة العامة.
إضغط هنا لمزيد الأخبار.