أحداثأهم الأحداثدولي

بطريرك الكنيسة الكلدانية يتحدث عن “التطبيع”.. وعاصفة جدل ودعاوى قضائية

بغداد ــ  الرأي الجديد

شهدت الأوساط السياسية والإعلامية العراقية جدلاً واسعاً أعقب تصريح بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاردينال لويس روفائيل ساكو خلال قداس عيد الميلاد في بغداد..

حين استخدم كلمة “التطبيع” في حديثه بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ما فُهم من قبل كثيرين على أنه دعوة إلى التطبيع مع إسرائيل.

البطريركية.. توضح
غير أنّ البطريركية الكلدانية سارعت إلى إصدار توضيح رسمي أكدت فيه أن المقصود من العبارة لم يكن “التطبيع مع إسرائيل”، بل الدعوة إلى “تطبيع العالم مع العراق”، باعتباره مهد الديانات وبلد الأنبياء والحضارات.

وقال بيان البطريركية إن البطريرك ساكو دعا إلى أن يكون العراق وجهة طبيعية للعالم، موضحاً أن “إبراهيم عراقي، والعراق بلد الديانات والأنبياء، وتوجه العالم نحوه سيشجع السياحة والانفتاح”.

وأرفق البيان بمقطع فيديو سابق للبطريك يتحدث فيه بلهجة مشابهة ويرفض “الفكر الصهيوني”، مؤكداً أن دعوته تتمثل في “تطبيع العالم مع العراق بكل أديانه”.

في القداس نفسه، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن العراق لا يحتاج إلى التطبيع، وأن كلمة “التطبيع” ليست موجودة في “القاموس العراقي”، في إشارة واضحة لرفض أي ربط بين بغداد وأي مسار تطبيع مع إسرائيل. وجاء هذا الموقف كرسالة سياسية مباشرة لطمأنة الداخل العراقي وسط الحساسية الشديدة التي تحيط بهذا المصطلح في الخطاب العراقي.

دعاوى قضائية
الجدل الذي تلا التصريح اتخذ بعداً سياسياً حاداً. انتشرت دعوات على شبكات التواصل للتحرك قضائياً ضد ساكو، فيما ذهب بعض المعلقين إلى اتهامه بدعوة صريحة للتطبيع مع إسرائيل.

محام كتب قائلاً إن استخدام كلمة “التطبيع” بحد ذاتها ليس جريمة، مذكّراً بأن الدستور العراقي استخدم الكلمة نفسها في المادة 140، معتبراً أن المشكلة تكمن فقط حين ترتبط بإسرائيل. وقال: “القضاء سيغلق الدعاوى، لكن احفظوا كرامة رمز شعبنا المسيحي”.

في المقابل، شنّ آخرون هجوماً حاداً على البطريرك، معتبرين أن تصريحاته “خطيرة”، وتتطلب موقفاً رسمياً حازماً، خصوصاً أنها جاءت في مناسبة علنية وبحضور قيادات سياسية بارزة.

وبين تفسير سياسي حاد يرى في كلمة “التطبيع” اقتراباً من خط أحمر في العراق، وتوضيح رسمي من البطريركية يؤكد أن المقصود هو “عودة العالم إلى العراق” لا العكس، يبدو أن العاصفة التي أثارتها الكلمة نجحت في كشف الحساسية العالية التي تحيط بالمصطلح داخل المجتمع العراقي.

المصدر: (وكالات)

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى