أهم الأحداثاجتماعيالمشهد السياسينقابياتوطنية

بشكل غير مفاجئ: الطبوبي يستقيل.. فإلى اين يتجه اتحاد الشغل؟

تونس ــ  الرأي الجديد / صالح عطية

قالت مصادر نقابية موثوقة، أن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين  الطبوبي، قدم اليوم الثلاثاء، استقالته إلى مكتب الضبط بالمركزية النقابية، وسط ردود فعل متناقضة صلب الاتحاد، بين مرحب، ومستاء، وغاضب..

وكان الطبوبي لوح باستقالته منذ فترة، وتحديدا إثر اجتماع الهيئة الإدارية الوطنية، التي قررت إضراب 21 جانفي، وتقول مصادر “الرأي الجديد”، أنّ الطبوبي لم يكن مرتاحا لقرار الإضراب، الذي دفعت به مجموعات نقابية محسوبة على اليسار الراديكالي، في إطار حساباتها المتعلقة بالمؤتمر القادم للاتحاد، من ناحية، وهاجسها المحافظة على “شوكة الاتحاد” في وجه المحاولات الرامية إلى تدجينه، والتعامل مع قياداته، كملف سياسي، مغلف بحيثيات قضائية، من ناحية أخرى..

وتأتي هذه الإستقالة، بعيد بضعة أيام على تشكيل “لجنة للتسوية النقابية” من خارج أعضاء الاتحاد، تضم قدماء النقابيين، على غرار رشيد النجار، وعلي رمضان، وكمال سعد وعبد المجيد الصحراوي، وغيرهم، الذي تطوعوا ــ انطلاقا من شعورهم بالمسؤولية تجاه المنظمة الشغيلة ــ لتشكيل اللجنة، بغاية البحث عن توافقات بين مكونات الاتحاد، خاصة في علاقة بالمؤتمر القادم، والعلاقة بالسلطة، والدور الاجتماعي و”السياسي” للاتحاد، وسط خلافات كبيرة داخل الساحة القيادات النقابية، بشأن إدارة المرحلة المقبلة، وسيناريو الإعداد للمؤتمر القادم..

الجدير بالذكر، أن استقالة الطبوبي، ستنظر فيها لجنة النظام الداخلي، وفقا لمضمون “النظام الداخلي”، وهو النص القانوني المنظم للعلاقات صلب الاتحاد، حيث من المنتظر أن تستدعي الطبوبي لسماعه بشأن استقالته، قبل تحديد موقفها النهائي، وعرضه على اجتماع المكتب التنفيذي..

لكنّ مصادر نقابية رفيعة المستوى، أكدت لـ “الرأي الجديد” أنّ استقالة الطبوبي “لا رجعة فيها”، بما يعني أنها في حدّ ذاتها جزء من ترتيبات المرحلة المقبلة في الاتحاد العام التونسي للشغل.

ويرى نقابيون، أنّ استقالة  الطبوبي، غير معزولة عن الجدل الدائر صلب الاتحاد بخصوص ترتيبات إضراب 21 جانفي، الذي يتزامن مع الذكرى 15 للرابع عشر من جانفي 2011، الذي يعتبره الاتحاد ولفيف واسع من السياسيين، اليوم الأبرز لنجاح “الثورة التونسية”، وليس يوم 17 ديسمبر 2010، وهو ما يعتبره مسؤولون نقابيون، الموعد الأهم لإبراز قوة الاتحاد، ومكانته في السياق الاجتماعي والسياسي للبلاد، خصوصا مع وجود “توتر بارد” بين الاتحاد والسلطة..

فهل تنجح “لجنة التسوية”، في نزع فتيل التوتر صلب الاتحاد، أم تكون العجلة التي ستسرع بانفجار الازمة، من أجل ميلاد صيغة جديدة للمنظمة الشغيلة، ستؤثر فيها الانقسامات المهيمنة داخل المنظمة منذ فترة غير بعيدة..

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى