وثائق تكشف عن دور الأطباء في نظام التعذيب السوري.. يعملون الآن في أوروبا

لندن ــ الرأي الجديد
شرت صحيفة “التايمز” في لندن تقريرًا أعدته إيما يومانس قالت فيه إن الأطباء السوريين المتورطين بجرائم نظام بشار الأسد في سوريا يعملون الآن في أوروبا.
وكشف تحقيق عن وجود وثائق عدة وصور تم الحصول عليها من فرع للمخابرات السورية حول العاصمة السورية في دمشق، عن الدور الذي لعبته المستشفيات العسكرية في عمليات الاعتقال الجماعي وقتل المدنيين.
واعتقل أكثر من 150,000 شخص أو غُيِّبوا في سجون الأسد، خلال الحرب التي استمرت 14 عامًا، وذلك حسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وعندما انتهى عهد الإرهاب والخوف للأسد، تدافع السوريون إلى مراكز الاعتقالات بحثًا عن أعزائهم ممن اختفوا.
وفي وقت قام البعض بتحرير الناجين لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.
وتحتوي الوثائق على صور أكثر من 10,000 شخص قُتلوا في السجون وتسلط الضوء على الطريقة التي حاول فيها النظام إخفاء جرائمه وراء نظام معقد من البيروقراطية.
وقام مصورون يعملون مع الشرطة العسكرية بالتقاط صور لجثث القتلى في السجن، وقد حصلت وكالة “أن دي أر” الألمانية على الصور وشاركت “التايمز” البريطانية بها. وتكشف الصور عن التعذيب الواسع، حيث تضم الجثث التي التقطت صورها رجالًا ونساءً وأطفالًا. وتم التقاط صور الضحايا في سيارات السجن، أو مسجاة على الأرض، حيث ظهرت عليها آثار التجويع وسوء التغذية والضرب والإهمال الطبي. وهناك صور تظهر الضحايا وهم مكدسون كالأخشاب أو مغطاة، وآلاف منها مجهولة الهوية، نُقلت إلى مقابر جماعية، تاركين عائلاتهم دون أي سجلات توثق كيفية أو متى قُتل أحباؤهم.
ومن بين الذين التقطت صورهم، مازن الحمادة، وهو ناشط هرب إلى أوروبا، واشتهر بروايته لقصة تعذيبه في أحد السجون. وعاد إلى البلاد من برلين عام 2020 بعدما هددت، على ما يبدو، أجهزة المخابرات السورية عائلته، وتوفي في الاعتقال قبل بضعة أشهر من سقوط نظام الأسد.
وفي عام 2016 وحده، تم تصوير 3,166 ضحية، أي ما يصل إلى 177 في يوم واحد.
وقد استمر التوثيق حتى الأيام الأخيرة للنظام، ما يكشف كيفية تعذيب المسؤولين للسجناء على نطاق واسع حتى بعد نشر صور “قيصر” عام 2015، وهو الاسم الرمزي لمنشق قام بتهريب أرشيف مماثل من سوريا. وأثارت هذه الصور احتجاجًا دوليًا، ودفعت الرئيس ترامب إلى توقيع “قانون قيصر”، وهو حزمة من العقوبات على سوريا، خلال فترة ولايته الأولى.
وفي عام 2014، قال “قيصر”، الذي كشف في وقت سابق من هذا العام عن نفسه باسم فريد المذهان، رئيس قسم الأدلة الجنائية السابق في الشرطة العسكرية في دمشق، لفريق من المحققين الدوليين إن ضباط الجيش طلبوا منهم تصوير الجثث لإثبات تنفيذ أوامر القتل.
وأضاف أن الصور استخدمت أيضًا في شهادات الوفاة. وفي معظم الحالات، أدرجت هذه الوثائق الحكومية، زورًا، أسباب وفاة السجناء على أنها سكتة قلبية مفاجئة.
وقد أدار نظام الأسد أكثر من 100 مركز احتجاز في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك سجن صيدنايا سيئ السمعة، وكانت بعض المستشفيات العسكرية، مثل تشرين وحرستا قرب دمشق، تضم أجنحة أو طوابق احتجاز يُنقل إليها المعتقلون ويوضعون تحت الحراسة.
وتكشف بعض الشهادات، التي اطلعت عليها صحيفة “التايمز”، أن بعض الأطباء الذين يمارسون المهنة حاليًا في أوروبا ساعدوا في إصدار شهادات الوفاة.
إضغط هنا لمزيد الأخبار
















