أحداثأهم الأحداثدولي

الغارديان: عالم بلا قانون ولا مستقبل: ترامب يقود دولة مارقة

** نتنياهو يتحفز لضرب إيران بلا رقيب

لندن ــ  الرأي الجديد

نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا ذكرت فيه إن الولايات المتحدة تحولت إلى دولة مارقة، وما عليك إلا النظر للقتل الذي يحصل خارج القانون على شواطئ فنزويلا.

وقال المعلق سايمون تيسدال، صاحب التقرير، أن الضربات التي تم شجبها على مستوى عالمي واسع، تمثل آخر إشارة عن إحياء دونالد ترامب الطموحات الاستعمارية، وهي دليل على انهيار النظام العالمي القائم على القواعد.

وأضاف أن قرار بريطانيا بتعليق التعاون الاستخباراتي مع البنتاغون، فيما يتعلق بالقوارب التي يشتبه أنها تحمل مهربي مخدرات في منطقة الكاريبي، يعد عملا متواضعا، وإن كان رمزيا، لمقاومة نزعات دونالد ترامب الإمبريالية.

ويقال إن بريطانيا اعترضت على الغارات الجوية الأمريكية المتكررة والقاتلة ضد مهربين مزعومين قبالة سواحل فنزويلا، والتي أدينت بشكل واسع باعتبارها عمليات قتل خارج نطاق القضاء ترقى إلى مستوى القتل.

ويبدو أن هذه الضربات، تنذر بهجمات أمريكية مباشرة على فنزويلا نفسها، وسط رغبة ترامب الإطاحة بنظام نيكولاس مادورو، ذي النزعة اليسارية. ويؤيد معظم الفنزويليين هذا الهدف، لكنهم لا يؤيدون وسائل الرئيس الأمريكي.

ويضيف أن أي محاولة تغيير للنظام، سواء كانت قانونية أم غير ذلك، لا تنتهي بخير أبدا لأمريكا التي تفتقر إلى مبرر مقنع للحرب، على الرغم من تصوير ترامب الخيالي لمادورو، وزعماء كارتل أمريكا اللاتينية، على أنهم “إرهابيو مخدرات” تعتبرهم الولايات المتحدة في حالة حرب.. لكن ترامب لا يكترث، فهو يعتقد أنه وبلاده فوق القانون وأن القوة على حق دائما.

ويقول إن النظرة التوسعية الإقليمية المتضخمة للإدارة الثانية لترامب، هي أبرز مظهر حديث لعصر جديد ينعدم فيه قانون الدولة الذي ترسخت آثاره في جميع أنحاء العالم، حيث يتم تجاهل واحتقار أسس القواعد والعمل المشترك لمعالجة المشاكل العالمية التي تهم الجميع.

ففي أوكرانيا، نقل فلاديمير بوتين انعدام قانون الدولة إلى أقصى الحدود، ولا يبدو أن أحدا قادر أو راغب في إيقافه.

صراعان خطيران في العالم

وحذر الكاتب من مخاطر اندلاع صراعين خطيرين ويتطوران سريعا:

الأول، هو الهجوم الأمريكي المتوقع على فنزويلا، والذي قد يشعله ترامب المتغطرس كأي زعيم يحلم ببناء إمبراطورية ويعتمر خوذة فولاذية من القرن التاسع عشر، في وقت قريب.
والثاني، فهو احتمال إعادة إشعال حرب الصيف غير المنتهية بين إسرائيل وإيران، إلى جانب هجوم إسرائيلي متجدد على حزب الله في لبنان وحرائق قد تكون أسوأ بكثير هذه المرة.

ويقول تيسدال إن ترامب كعادته، ليس لديه خطة لفنزويلا، ولا يفكر في “اليوم التالي”. ومثل جورج دبليو بوش في العراق عام 2003، يبدو أنه يعتقد أن الديمقراطية الفاعلة ستتجسد بطريقة سحرية في كاراكاس ما بعد الانقلاب.

وأشار الكاتب إلى سابقة لم تكن ناجحة وتثار حولها الشكوك، أي الغزو الأمريكي لبنما عام 1989 للإطاحة بالحاكم المتهم أيضا بتجارة المخدرات مانويل نوريغا. فلم تكن عملية “القضية العادلة” سهلة، فقد قتل عدة مئات من المدنيين وبعض الجنود الأمريكيين. فنزويلا بلد أكبر بكثير، ويصعب إخضاعه.

حرب ثانية في الشرق الأوسط

أما بالنسبة للحرب الثانية التي تتطور، فغياب القانون في الشرق الأوسط، هو من مسؤولية إسرائيل وإيران. فبعد أن أُجبر على مضض على وقف إطلاق النار في غزة (الذي لا يلتزم به)، يسعى بنيامين نتنياهو وحكومته، المدمنة على العنف والرافض للسلام، إلى ضرب أهداف جديدة.

وتذكر الأعداد القياسية من هجمات المستوطنين اليهود، التي غالبا ما تكون بلا رادع أو عقاب ضد فلسطينيي الضفة الغربية، وبخاصة على إمدادات الغذاء والماء بأعمال الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.

وتقوم إسرائيل بقصف جنوب لبنان بشكل مستمر، مدعية أن الجيش اللبناني فشل في نزع سلاح حزب الله بعد هدنة العام الماضي وأن المقاتلين المدعومين من إيران يعيدون تنظيم صفوفهم.

وحذر أمير تيبون، المعلق في صحيفة “هآرتس”، قائلا: “إن نتيجة هذا الواقع هي احتمال متزايد بأن تتصاعد هجمات إسرائيل على لبنان إلى حرب شاملة مرة أخرى في مرحلة ما خلال الأسابيع المقبلة”.

الحرب بين إسرائيل وإيران

ويقول تيسدال إن استئناف الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران هو أكبر مصدر للقلق.  فقد ادعى ترامب في جوان أن المنشآت النووية الإيرانية قد “دمرت”، وقد كذب.

ومن اللافت للنظر أن كلا من ترامب ونتنياهو هددا منذ ذلك الحين بشن هجوم جديد. ويشير المحللون إلى أن هجوما إسرائيليا آخر أمر لا مفر منه، بالنظر إلى الشكوك التي لا تهدأ حول القدرات النووية الإيرانية وانهيار المفاوضات وعمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة وإعادة فرض عقوبات أكثر صرامة.

كما أن تكرار العدوان الإسرائيلي غير المبرر، بدعم أمريكي، سيكون مثالا آخر على انعدام القانون من قِبل الدولة. ولكن من سيوقفه؟ لا الأمم المتحدة. ولا المحاكم الدولية ولا أوروبا المُذعورة ولا الدول العربية التي تهادن ترامب. قد تتكشف قصة محزنة مماثلة من الإهمال واللامبالاة والعجز إذا غزت الصين تايوان، على سبيل المثال أو إذا غزت روسيا مولدوفا أو حتى إستونيا، العضو في حلف الناتو.

ويختم تيسدال مقالته بالقول: “هذا هو العالم كما هو عليه الآن، حيث يظهر انعدام الدولة والقانون بتعبيره النهائي عبر سباق تسلح نووي عالمي متسارع لا تقيده معاهدات الحد من التسلح أو المنطق السليم.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى