أحداثأهم الأحداثدولي

محلل إسرائيلي: المواجهة جديدة مستبعدة.. إيران تعيد البناء.. وإسرائيل تتراجع

القدس المحتلة ــ  الرأي الجديد

كشف تحليل عسكري أمني إسرائيلي، أنّ البرنامج النووي الإيراني، لم يقع تدميره، وأنّ إيران تعيد بناء قوتها النووية، فيما لم يتم الاتفاق بعد بين طهران وواشنطن..

ففي تعليق تحليلي اعتبر راز زيمت، مدير برنامج «إيران ومحور الشيعة» في معهد الدراسات الأمنية القومي (INSS) في تل أبيب، أن التقرير الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» حول الوضع النووي الإيراني يقدّم مؤشرات مهمة، مشيرًا إلى ثلاث خلاصات رئيسية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي وبعد الحرب القصيرة ضد إسرائيل:

خلاصات أساسية

1. لم يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني:
أوضح زيمت أن ما جرى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية-الأمريكية قد يُرجع إيران إلى الوراء جزئيًا، لكنه ليس كافيًا لـ«محو كل قدرات التخصيب، أو إزالة المعرفة والتكنولوجيا النووية».

2. إيران تقوم بإعادة بناء قدراتها:
وفقًا لتحليله، تعمل طهران على إعادة بناء منظومات الصواريخ، والدفاع الجوي، وبعض القدرات النووية، وهو أمر لا ينبغي أن يفاجئ المحللين.

3. غياب اتفاق بين واشنطن وطهران يُبقي الحالة غير مستقرة:
يلفت زيمت إلى أن استمرار الوضع الراهن بعد الحرب ليس طويل الأمد، بسبب خطر سوء الحساب بين إيران وإسرائيل، ولأن طهران قد تتخذ «خطوات خطيرة» تتطلب ردًّا، لا يدعو إلى اتفاق شامل جديد بالضرورة، لكنه يرى ضرورة وجود «تجميد» (عدم تخصيب جديد وعدم هجوم إضافي) أو على الأقل عودة إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتفاق على المواد الانشطارية المتبقية في إيران.

وعن التصريحات الرسمية، يحذر الخبير الإسرائيلي من التعامل مع بيانات الحكومات الخارجية، بأنها «رسائل موجهة للطرف الآخر».

كما أكد زيمت أن إيران «ليست لديها خيارات جيدة حاليًا»، وأنها وإن كانت تباشر إعادة بناء قدراتها، إلا أن ذلك سيأخذ وقتًا، وهي مقيّدة أيضًا بمواجهة أزمات اقتصادية وبجفاف غير مسبوق، ما يجعل فتح صراع جديد الآن مستبعدًا.

كيف تفكر إسرائيل؟

من جهة إسرائيل، يرى زيمت أن تل أبيب لن تكون منخرطة على عجل في مواجهة عسكرية جديدة، ليس فقط بسبب حاجتها لاستيعاب الدروس وإعادة البناء، بل أيضًا لأن العائدات المحتملة من حملة عسكرية أخرى ضد إيران تبدو محدودة مقارنة بالحرب الـ 12 يومًا.

وأضاف: حتى لو قرّرت إيران استئناف التخصيب، فستكون لدى إسرائيل حسابات معقدة، تشمل قدراتها التشغيلية، وتكلفة تجدد الأعمال القتالية، وموقف واشنطن، والوقت المتبقي للطريق نحو السلاح النووي الإيراني.

ولخص بالقول إن الواقع النووي الإيراني معقد وغير مستقر، لا أحد – إيران أو إسرائيل أو الولايات المتحدة – يملك حلولًا مثالية، وجميع الخيارات تبدو محفوفة بالمخاطر أو ضعيفة النتائج.

نحن في مرحلة «إدارة الصراع»، كما يقول زيمت، وهي مرحلة يمكن أن تستمر… حتى تتوقف.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن محللين ومسؤولين بالشرق الأوسط، تحذيرهم من أن اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران، لم يعد سوى مسألة وقت في ظلّ انهيار المفاوضات النووية وغياب أي رقابة دولية على البرنامج النووي الإيراني.

وكشف تقرير للصحيفة عن تصاعد الاستعدادات العسكرية من الطرفين، فنقلت عن مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ قوله: “المصانع الصاروخية الإيرانية تعمل 24 ساعة يوميًا”، مبرزا أن مسؤولين إيرانيين أخبروه أن “إيران تستعد لإطلاق 2000 صاروخ دفعة واحدة” على إسرائيل في الحرب المقبلة، “لإغراق الدفاعات الإسرائيلية”، بعدما أطلقت 500 صاروخ فقط خلال حرب جوان الماضية.

مشهد نووي مقلق

وذكرت الصحيفة بأن الاتفاق النووي السابق انتهى عام 2015، واستُعيدت العقوبات الأميركية، فيما “يُعتقد أن لدى إيران اليوم ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج 11 سلاحًا نوويًا” لكن مكان هذا المخزون غير مؤكد رغم أن طهران تقول إنه دُفن تحت الأنقاض بعد الضربات الأميركية فيما تزعم إسرائيل أنه نُقل إلى مواقع سرّية.

كما تواصل إيران تطوير موقع تخصيب جديد يُعرف باسم “جبل المعول” (Pickaxe Mountain) وترفض طهران السماح للمفتشين الدوليين بدخوله.

وأبرزت الصحيفة قول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي لصحيفة فايننشال تايمز بأن معظم مخزون اليورانيوم الإيراني “ما زال موجودا”، مقدرا إياه بنحو “400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%” أي قريب جدًا من درجة الاستخدام العسكري.

وتقول الصحيفة إن بعض المسؤولين الإيرانيين يودون التوصل إلى تسوية وعقد صفقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويعتبرون ذلك مبررا بسبب تأثير العقوبات على البلد وأن أي مقاومة إضافية تصب في مصلحة إسرائيل وقد تُضعف الحكومة الإيرانية في ظل الضغط الشعبي.

الدفع نحو المواجهة

لكن مسؤولين إيرانيين آخرين يدفعون نحو المواجهة، إذ لا يرون فائدة في التواصل مع السيد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 وأغضب إيران مجددًا بقصفه لمساعدة إسرائيل في خضم جولة أخرى من المفاوضات النووية.

وترى الصحيفة أن كلا المعسكرين يعتبر جولة أخرى من المواجهة مع إسرائيل أمرا حتميا، على حد تعبير فايز الذي يضيف: “لذا تضاعف البلاد استعداداتها للجولة التالية، وتريد أن تسفر عن توازن جديد يبدد الشعور بالضعف الإيراني”.

من ناحية أخرى تشير الصحيفة إلى أن ثمة محاولات من الدول العربية الكبرى لمنع اندلاع حرب إقليمية جديدة.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى