أحداثأهم الأحداثدولي

وسط هيمنة اليمين: إسرائيل تدخل مرحلة الإنهاك الداخلي مع غياب البدائل السياسية

تونس ــ  الرأي الجديد

رسم الكاتب الإسرائيلي كوفي ليف، صورة قاتمة للمشهد السياسي في إسرائيل، معتبرًا أن استمرار نتنياهو في السلطة، دليل عجز في إنتاج البدائل.

وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، أن استمرار رئيس الوزراء في الحكم، لم تحقق أهدافها، بل يكشف عمق العجز في إنتاج بدائل سياسية جديدة.

وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي ينزاح أكثر نحو اليمين، فيما تكرّر المعارضة خطاب الحكومة، ما جعل إسرائيل تدور في حلقة مغلقة من الخوف والعنف والجمود السياسي.

وأوضح الكاتب ورئيس تحرير مجلة “الهدف” الصادرة في دمشق، محمد أبو شريفة، في قراءة تحليلية لهذا الواقع الإسرائيلي، إن صعود اليمين إلى الحكم منذ عام 1977، ممثلاً بحزب “الليكود”، شكّل انقلابًا سياسيًا أنهى هيمنة اليسار التي استمرت منذ تأسيس الدولة عام 1948، لتبدأ مرحلة جديدة سيطر فيها اليمين على المشهد الإسرائيلي بشعارات مثل “التمدد الاستيطاني”، و”رفض الحلول السياسية”، و”تهويد القدس”.

وبيّن أبو شريفة، في حديث لوكالة الأنباء، “قدس برس”، أن هذه التحولات أسست لبنية فكرية متطرفة جعلت إسرائيل أكثر عنفًا وأقل استعدادًا للتسوية، مشيرًا إلى أن عملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من حرب إبادة في غزة، عرّت حقيقة الدولة الإسرائيلية التي تمارس إرهاب دولة منظّم تحت غطاء ديمقراطية مدنية مزيفة.

إسرائيل تتحول إلى دولة عسكرية
وأضاف أن الدعم السياسي الكامل الذي حظيت به الحرب من مختلف القوى داخل كيان الاحتلال، كشف عن تحول إسرائيل إلى دولة عسكرية تتغذى على الصراع، فيما شكّل تنامي التأييد الشعبي الدولي للحق الفلسطيني فرصة لإعادة كشف زيف المشروع الصهيوني أمام العالم.

ورأى أبو شريفة أن نتنياهو يجسد اليوم أزمة إسرائيل الأولى، إذ أدخلها في نفق مظلم وعزلة دولية تحت عنوان مشروع “الشرق الأوسط الجديد”، الذي حاول من خلاله إعادة صياغة الرواية الصهيونية بما يخدم مشروعًا توسعيًا غربيًا طويل المدى، لكنه فشل في تحقيق أهدافه بفعل صمود المقاومة وتعقيدات الإقليم. وأضاف أن خطابه بات أسيرًا لأيديولوجيا دينية وعنصرية لا تقدم حلولًا، بل تعكس أزمة المشروع الصهيوني ذاته.

وتُظهر عديد المؤشرات، أن المشهد الإسرائيلي يسير نحو مزيد من الانقسام والتطرف، وأن هيمنة اليمين على القرار السياسي لن تفضي إلى استقرار، بل ستعمّق أزمات الهوية والشرعية داخل الدولة. وبينما ينجح نتنياهو في البقاء في الحكم، تبدو إسرائيل نفسها على أعتاب مرحلة من الإنهاك الداخلي قد تكون أخطر من أي تهديد خارجي.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى