صورة ترامب في أمريكا والعالم.. “متغطرس”.. والثقة فيه ضعيفة

واشنطن ــ الرأي الجديد
كشفت بيانات مركز بيو للأبحاث لعام 2025، والتي استندت إلى استطلاع شمل ما يقارب 28 ألف مشارك في 24 دولة، عن مستوى متدن من الثقة في الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
حيث لم يتجاوز مستوى الثقة المتدنية، (34%)، مقابل (62%) يعبّرون عن ثقة مهتزة في مقدرته على التعامل مع الشؤون العالمية.
وتعكس هذه الأرقام تحولا ملحوظا في نظرة شعوب العالم للقيادة الأميركية، هذه الصورة التي سخّرت الولايات المتحدة للحفاظ عليها مقدرات هائلة، كبعد آخر بالغ التأثير للقوة الناعمة.
ووصف (80%) من المشاركين في استطلاع بيو، الرئيس ترامب بـالمتغطرس، في حين رآه (65%) بـالخطِر، ولم يعتبره صادقا سوى (28%) فقط، ورأى (67%) أنه قائد قوي، ما يكشف عن صورة يجتمع فيها الاعتراف بالقوة لكن مع عدم ارتياح في توظيفها.
وتعدّ نسب الثقة في ترامب في الدول الأوروبية، الأدنى عالميا: السويد (15%)، ألمانيا (18%)، إسبانيا (19%) فرنسا (22%). بينما بلغت في كندا-الحليف الجغرافي الأقرب (22%) فقط.
تفاقم الصورة السيئة لترامب
وتشير بيانات سابقة إلى أن هذه الأزمة بدأت قبل عودة ترامب للسلطة، لكنها تفاقمت مع توقعات عودته.
ففي استطلاع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) الذي أُجري في نوفمبر وديسمبر 2024 -أي قبل تنصيب ترامب بشهرين وبعد فوزه الانتخابي مباشرة- عبر 14 دولة أوروبية، لم ينظر إلى الولايات المتحدة كـ”حليف يشاركنا القيم والمصالح” سوى (22%) من الأوروبيين.
ورأى 51% أنها “شريك ضروري”، أي أن العلاقة تميل إلى كونها نفعية براغماتية أكثر منها تحالفية قيمية، ويمثل هذا تحولا ملحوظا عن عام 2023 حين كانت نسبة من يرون أميركا “حليفا” (32%).
حرب أوكرانيا
وتضخّم حرب أوكرانيا هذه الهواجس، إذ تُمثل الحرب اختبارا لموثوقية الالتزام الأطلسي. وبحسب استطلاع شركة يوغوف الذي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في 2025، يرى 73% من الأوروبيين أن ترامب تهديد للسلام والأمن في أوروبا بفارق 9 نقاط فقط عن تقييمهم بوتين 82%.
بينما لا تشير هذه الاستطلاعات إلى أرقام عن الثقة في إدارة ترامب لملف أوكرانيا تحديدا، إلا أن المخاوف الأوروبية تتركز حول ميله لعقد صفقات ثنائية مع بوتين قد تتجاهل المصالح الأمنية الأوروبية، خاصة في ظل إعجابه المتكرر بالقادة “الأقوياء” ونزعته نحو التفاوض المباشر بدون تنسيق.
فوفقاً لاستطلاع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) في ماي 2025 الذي شمل 12 دولة أوروبية، يوجد هناك دعم متصاعد لزيادة الإنفاق الدفاعي، حيث أيّدت أغلبيات في بولندا (70%)، والدانمارك (70%)، والمملكة المتحدة (57%)، وإستونيا (56%) زيادة الإنفاق الدفاعي الوطني.
مع ذلك، تصطدم هذه التوجهات مع تناقضات تعود إلى تعقيد بنية العقيدة الأمنية في أوروبا. فبينما يشكك الأوروبيون في موثوقية ترامب، لا يزال يعتقد كثير منهم (48%) أن الولايات المتحدة يمكن الاعتماد عليها في الردع النووي، و(55%) يرون أن الوجود العسكري الأميركي في أوروبا يمكن الاعتماد عليه، بحسب الاستطلاع.
إضغط هنا لمزيد الأخبار