أحداثأهم الأحداثدولي

عائلات نازحة من غزة تفترش الأرض هربا من الموت بعد قصف الإحتلال

غزة ــ  الرأي الجديد

ثلاثة أيام بلياليها، قضتها عائلة رامي سكر في العراء على امتداد الطريق الساحلي “الرشيد” غرب قطاع غزة، بعد أن اضطرت للنزوح قسرا من حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

جاء ذلك، إثر انهيار منزلها جراء انفجار “روبوت متفجر”، أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي ليلة الاثنين (8 سبتمبر الجاري).

العائلة المكونة من ثمانية أبناء، إضافة إلى خمسة من أبناء شقيقة المواطن الفلسطيني رامي، وجدت نفسها تصطف على قارعة الطريق عند مدخل مخيم “النصيرات” وسط القطاع، بلا مأوى أو خيمة تحميها من حرارة الشمس الحارقة، بعدما فقدت كل ما تملك تحت أنقاض المنزل.

وقال رامي في تصريحات إعلامية: “نجونا بأعجوبة لا تصدق، انهار المبنى فوق رؤوسنا في جنح الظلام، وخرجنا هائمين على وجوهنا لا نعرف وجهتنا، قررنا دون تفكير مغادرة المدينة نحو الجنوب، فقط للنجاة، بعد أيام عصيبة تحت وقع الانفجارات والأحزمة النارية حول دوار أبو إسكندر”.

ويضيف: “كما ترى نفترش الأرض بلا غطاء بعد أن سرنا أكثر من 20 كيلومترا مشيا على الأقدام، خارت قوانا من التعب، ولا نملك إلا الدعاء أن يسخّر الله لنا مأوى وخيمة نستتر بها”.

تحول الطريق الساحلي “الرشيد”، الذي خصصه الاحتلال كممر وحيد للنازحين من مدينة غزة، إلى شريان مزدحم بالبشر والمركبات وعربات الدواب، حيث يسير آلاف النازحين نحو المجهول.

فيما يضطر كثيرون منهم إلى قطع الطريق سيرا على الأقدام لعدم قدرتهم على دفع أجرة النقل، التي تجاوزت 2500 شيكل (نحو 700 دولار) للمركبة الواحدة.

نزوح قسري لمدينة الزهراء
وفي وسط القطاع، رصدت وكالات الأنباء والمصورون، توجه أعداد كبيرة من النازحين للاستقرار في مدينة الزهراء وبلدة المغراقة، إضافة إلى الأطراف الشمالية من مخيم النصيرات، وتحديدا في محيط شركة الكهرباء في المنطقة المعروفة بمحور “نتساريم”، رغم أنها منطقة مصنفة كـ “منطقة عمليات” حيث يتواجد الجيش وقناصته في المنطقة على مقربة من النازحين.

غير أن هذه المناطق تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فهي مليئة بركام المنازل المدمرة، وتخلو من أي بنية تحتية أو مصادر مياه، ويضطر الأهالي إلى السير مسافات طويلة للحصول على مياه الشرب، أو شرائها بأسعار باهظة تتجاوز 100 دولار للكوب الواحد (الكوب يعادل ألف لتر).

بدورها قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن المدنيين عالقون بلا مكان آمن يلجؤون إليه في غزة.

وأوضحت الوكالة في بيان لها اليوم الجمعة، أن غزة تواجه ظروفًا قاسية، وانعداما متزايدًا للأمن الغذائي، مؤكدة على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قبل فوات الأوان.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلفت، 64 ألفًا و 656 شهيدا بالإضافة إلى 163 ألفا و 503 جرحى، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أودت بحياة المئات، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى