أحداثأهم الأحداثدولي

تقرير بريطاني: لوبيات إسرائيل ورجال أعمالها يخشون من “الدولة المنبوذة”

لندن ــ  الرأي الجديد

قال الصحفي البريطاني، نيري زيبلر، إن الإسرائيليين يواجهون عزلة عالمية متزايدة، حيث باتوا يعتقدون أنّ بلادهم تسير نحو وضعية الدولة المنبوذة، بسبب الحرب على غزة.

وذكرت صحيفة “فايشنال تايمز” البريطانية من خلال تقرير الصحفي، زييلر، أن ماجرى في غزة، يثير مخاوف الإسرائيليين المسافرين ورجال الأعمال من أن بلادهم بات يشار إليها بالبنان، بفعل المجازر والخراب الذي خلفته الحرب على غزة..

وأشار التقرير إلى المحاولة في هذا الصيف لمنع سفينة سياحية إسرائيلية على متنها 1,600 راكب من الاقتراب من جزيرة سيروس اليونانية، فقد  تجمع مئات السكان المحليين عند الميناء القديم للجزيرة اليونانية الآسرة بجمالها، مرددين هتافات “فلسطين حرة” ومحتجين على اقتراب السفينة القادمة من حيفا وأعيد توجيهها نحو قبرص لأسباب أمنية.

غير مرحّب بهم
وقد دفع هذا الحادث العديد من الإسرائيليين إلى التساؤل: “إذا لم يعد بإمكانهم الشعور بالترحيب في اليونان، التي تعتبر بلا شك الوجهة السياحية الأكثر شعبية في إسرائيل، والتي تربطها بها علاقات دبلوماسية وعسكرية وثقافية عميقة بها، فماذا بقي لهم؟”.

وبعد مرور ما يقرب من عامين على الانتقام الإسرائيلي المدمر من غزة بسبب هجمات حماس في 7 أكتوبر، أصبح الاتجاه في معظم أنحاء العالم واضحا: تتعرض إسرائيل للانتقاد والعقوبات والعزلة بشكل متزايد، كل ذلك في حين ينمو الدعم بين الحلفاء الغربيين للاعتراف بدولة فلسطينية.

وقد لجأ المعلقون الإسرائيليون إلى وصف موجة الاستهجان بأنها “تسونامي دبلوماسي”، بعد خطاب ألقاه وزير الدفاع آنذاك إيهود باراك عام 2011، حذر فيه من أن غياب عملية سلام مع الفلسطينيين سيحول إسرائيل إلى دولة منبوذة و”يدفع إسرائيل إلى الزاوية التي بدأ منها تدهور جنوب إفريقيا”، أي نظام الفصل العنصري.

ونقلت الصحيفة عن جيريمي إيسخاروف، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير متقاعد شغل منصب سفير لدى ألمانيا، قوله: “لا أتذكر وضعا كان حرجا جدا من حيث مكانتنا الدولية والهجمات على شرعيتنا والانتقادات الموجهة للحكومة، بما في ذلك في الولايات المتحدة. وبعض أفضل أصدقائنا يرسلون لنا إشارات سلبية للغاية”.

ضغط دولي تجاوز الحدود
وتضيف الصحيفة أنه مع ارتفاع عدد القتلى ووصول قطاع غزة إلى حافة المجاعة بسبب القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية، اشتدت الإدانة العالمية للحرب التي تشنها إسرائيل، وبخاصة بعد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بتوسيع الحملة و”إنهاء المهمة” هناك، مما أثار المزيد من تدقيق الحلفاء.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير سابق، إن الرأي العام الإسرائيلي “يدرك أن هذا الوضع أعمق وأوسع نطاقا وأكثر خطورة من أي وقت مضى”، مضيفا أن الضغط الدولي المتزايد “تجاوز الحدود”.

وازدادت عمليات حظر الأسلحة المفروضة على إسرائيل طوال الحرب، حيث علقت ألمانيا، وهي مصدّر رئيسي للأسلحة، ويعود دعمها القوي لإسرائيل إلى الهولوكوست، الأسبوع الماضي شحنات الأسلحة التي من الممكن استخدامها في غزة.

وأعلن صندوق النفط النرويجي، الذي تبلغ قيمته تريليوني دولار أمريكي، وهو أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم، هذا الأسبوع أنه باع خمس استثماراته في إسرائيل وقطع علاقاته مع مديري الصناديق الإسرائيليين ردا على الحرب.

وقال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، “سيكون لذلك تأثير مع مرور الوقت، وأعتقد أنه سيكون دراماتيكيا جدا على إسرائيل”.

أزمة اقتصادية ضخمة في إسرائيل
وتقول الصحيفة إن الأزمة الاقتصادية بدأت تظهر بالفعل في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، وبخاصة من المستثمرين الأوروبيين، وفقا لرسائل خاصة اطلعت عليها صحيفة “فايننشال تايمز” في منتدى إلكتروني يضم مئات من المستثمرين الإسرائيليين واليهود. وجاء في إحدى الرسائل من شريك محدود: “إن فكرة الاستثمار في دولة تمنع بشكل مباشر تدفق المساعدات الضرورية [إلى غزة] أمر نكافحه لأسباب أخلاقية”.

وقالت الصحيفة  إن الدعم في الولايات المتحدة -الحليف الأقوى لإسرائيل- قد تراجع وبخاصة بين الديمقراطيين والمستقلين.

فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب الشهر الماضي، أن 32% فقط من الجمهور يدعمون العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومع ذلك، يبدو أن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتضاءل حتى الآن، على الرغم من بوادر الانشقاق داخل جناح “ماغا” أو لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، في الحزب الجمهوري.

جنود ملاحقين في الخارج
وقال نتنياهو يوم الأحد: “سننتصر في الحرب، بدعم من الآخرين أو بدونه”، مضيفا أنه أبلغ القادة الأوروبيين أن ضغوطهم السياسية الداخلية “مشكلتكم، وليست مشكلتنا”. حتى المسؤول السابق، وهو منتقد لحكومة نتنياهو، جادل بأن الأدوات التي اختارتها الحكومات الأجنبية للضغط على إسرائيل كانت خاطئة، وخاصة الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو أمر “سيكون رد فعل حتى المعتدلين من الإسرائيليين عليه سلبيا بعد 7 أكتوبر”.

وفي حين أن هذه الخطوات لم تؤثر فعليا على الحياة اليومية في إسرائيل، فقد امتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الشهر الماضي بتقارير عن جنود سابقين في الجيش يُلاحَقون بتهمة ارتكاب جرائم حرب عند زيارتهم لأمريكا اللاتينية وأوروبا، وعن تخريب مطاعم إسرائيلية في سيدني وبرلين.

ويتمثل القلق بين المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين، في احتمال فرض عقوبات إضافية، مما يجبرهم على التفكير في مستقبل تمنع فيه إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الدولية، وتخضع لحظر أوسع على الأسلحة، ويلغى السفر بدون تأشيرة.

وقال إيسخاروف، الدبلوماسي السابق: “هذه عملية يمكن أن تتفاقم في اتجاهات مختلفة.. نحن نعيش في عالم معولم. لا إنسان ولا دولة جزيرة معزولة”.

إضغط هنا لمزيد الأخبار

شاهد أيضا :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى