إدارة ترامب تطوي صفحة التقسيم في سوريا.. وتوقف مشاريع تفتيت البلاد

واشنطن ــ الرأي الجديد
طوت واشنطن صفحة تقسيم سوريا، وأبلغت جميع المعنيين بمشاريع التفتيت، بضرورة تراجعهم، والانضواء تحت راية الدولة المركزية، بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع.
القرار الأمريكي تم إبلاغه إلى الجانب التركي، وإلى الأكراد، حيث وافقت واشنطن على نفوذ لتركيا في سوريا مقابل دعم السلطة المركزية. في المقابل، تم إبلاغ الأكراد بضرورة حل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والانضواء تحت قيادة الرئيس الشرع، في حين حذّر المبعوث الأمريكي توماس باراك “قسد”، من “التأخر في الاندماج في الجيش السوري“.
ومعروف أن “قسد” حظيت وتحظى بغطاء ودعم من القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا. وجاء طلب المبعوث طوم باراك ليرفع عن “قسد” هذا الدعم، ويطالبها بالاندماج السريع في الجيش السوري.
الموقف الأمريكي تم إبلاغه أيضًا إلى الجانب الإسرائيلي، وفحواه وقف دعم تل أبيب للدروز، الذين يريدون الانفصال عن سوريا.
وقد انعكس ذلك في اتجاهين:
** الأول، سعي حكومة دمشق إلى ضرب الانفصاليين الدروز في محافظة السويداء والقضاء على طموحهم المزعوم باقتطاع جبل العرب من سوريا وإلحاقه بإسرائيل.
** والثاني، رد الفعل الإسرائيلي الداعم للدروز، الذي لم يكن على قدر الأحداث التي وقعت وتقع في السويداء. وتشير المعلومات إلى أن الجيش السوري بات قاب قوسين أو أدنى من فرض سيطرته على محافظة السويداء وإلحاقها مجددًا بالحكومة المركزية في دمشق. في المقابل، الضربات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قوات الجيش السوري التي تتقدم في السويداء، لا تعدو كونها “ضربات لرفع العتب” لا تعيق تقدم الجيش السوري في المحافظة بل تؤخره.
وتشير المعلومات إلى أن حل تنظيم “قسد” وتخلي حزب العمال الكردستاني عن سلاحه سيقضيان على طموحات الأكراد بالاستقلال في سوريا والعراق وتركيا وحتى إيران. ويعني ذلك أيضًا عودة المناطق الكردية في سوريا إلى كنف الدولة المركزية بغطاء أمريكي واضح. كما أن إعادة محافظة السويداء إلى كنف الحكومة المركزية السورية سيقضي على طموحات بعض الدروز بالالتحاق بإسرائيل، وأن هذه الأخيرة ستتخلى عنهم عاجلًا أم آجلًا.
ضرب المشروعين الانفصاليين للأكراد والدروز في سوريا سيقضي حتمًا على طموحات العلويين بالاستئثار بالساحل السوري لإقامة دويلة علوية، ويُبقي سوريا ضمن حدودها المعترف بها دوليًا، بإدارة الرئيس أحمد الشرع.
وتضيف المعلومات أن الشرع انضم إلى التفاهمات الإبراهيمية، أو ما يقترب منها، وأنه سيُطبِّع العلاقات مع إسرائيل عاجلًا أم آجلًا. وبالتالي، فإنه من الأفضل أن يوقّع رئيس سوريا الموحدة على التطبيع، من اضطرار إسرائيل إلى إقامة أحزمة أقليات حولها لحماية حدودها، سواء من دروز سوريا أو من شيعة لبنان.
وتُضيف المعلومات، أن تفتيت سوريا سيخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يمكن التنبؤ بمآلها، وهذا ما دفع بالإدارة الأمريكية إلى لجم طموحات كل من تركيا وإسرائيل، ودعم حكومة الشرع لاستعادة سيطرتها على كامل البلاد، وبناء دولة عصرية لها مكانها في المجتمع الدولي، لا ترعى إرهابًا ولا منظمات إرهابية، وتقيم علاقات حسن جوار مع جيرانها، خصوصًا إسرائيل.
إضغط هنا لمزيد الأخبار