ترامب يهدد روسيا.. ويمهلها 50 يوما.. هل يخضع بوتين؟

واشنطن ــ الرأي الجديد
هدد الرئيس الأمريكي، الاثنين، بأن الولايات المتحدة ستفرض “رسوما جمركية مرتفعة للغاية” على روسيا خلال 50 يوما في حال عدم توصلها إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا.
في ذات السياق، أعلن دونالد ترامب، عن إرسال أسلحة إلى “كييف”، في تحول كبير في موقف واشنطن من تزويدها بالسلاح.الملاحظ، أنّ الولايات المتحدة لا تملك في الوقت الحالي تبادلا تجاريا يذكر مع روسيا، حيث انخفض التبادل بينهما بشكل كبير بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، بسبب العقوبات الأمريكية.
وبعد فرض رسوم كبيرة على دول عدة من بينها حلفاء لواشنطن، استثنى ترامب روسيا من العقوبات إلى جانب بيلاروسيا وكوبا، بحجة أن بلاده لا تملك تبادلا تجاريا يذكر معها.
ولا يبدو أن ترامب غيّر رأيه من مسألة دعم أوكرانيا بالمزيد من السلاح، لكن قراره بإرسال المزيد من الأسلحة، مقرون بأن تكلفة السلاح – بالمليارات – ستدفع ثمنه دول حلف شمال الأطلسي، قائلا في هذا السياق: “سنصنع أسلحة متطورة ونرسلها إلى حلف شمال الأطلسي”، مشيرا إلى أن “دول الحلف هي التي ستدفع تكلفة تلك الأسلحة”.
التبادل التجاري مع روسيا حاليا
وبحسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية، فإن التجارة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجعت بشكل كبير مقارنة بالفترة التي سبقت الحرب الروسية-الأوكرانية.
وانخفض حجم التجارة بين البلدين إلى حوالي 3.5 مليار دولار عام 2024، بعدما كان قرابة الـ36 مليار دولار في العام 2021.
واستوردت الولايات المتحدة من روسيا العام الماضي بضائع أكثر مما استوردته من أوكرانيا، إذ بلغت قيمة الواردات الأمريكية من روسيا عام 2024 نحو 3 مليارات دولار، في حين استوردت من أوكرانيا بضائع بقيمة تقارب الـ1.2 مليار دولار.
ومن المتوقع، أن يضغط ترامب على موسكو بطريقة غير مباشرة، عبر فرض رسوم جمركية “قاسية جدا” على حلفاء موسكو التجاريين في حال لم تجد روسيا حلا للنزاع الدائر في أوكرانيا في غضون خمسين يوما. وغالبا ستستهدف الرسوم الجمركية مشتري النفط الروسي على رأسهم الصين والهند.
وقال ترامب: أنا أستخدم التجارة في الكثير من الأشياء، لكنها رائعة لتسوية الحروب، وتابع قائلا: “لقد أنفقنا 250 مليار دولار على هذه الحرب … ونريد أن نراها تنتهي، اعتقدت أننا سنتوصل إلى اتفاق قبل شهرين”.
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، إن ترامب يريد أن تحصل أوكرانيا على ما تحتاج إليه لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها، لكنه يريد أن يدفع الأوروبيون ثمن ذلك، وهو أمر منطقي تماما.
وفي ماي الماضي، أعطت الدول الأوروبية الحليفة لأوكرانيا (بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وبولندا) روسيا إنذارا و”مهلة قصيرة” قبل فرض عقوبات شديدة على روسيا إذا لم تدخل في وقف إطلاق نار غير مشروط مع أوكرانيا لـ 30 يوما.
من جانبه، اعتبر الكرملين آنذاك أن “لغة الإنذارات غير مقبولة” بعدما حضّت كييف وحليفاتها الأوروبية موسكو على قبول وقف قبل محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا حول تسوية النزاع بينهما.وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن “لغة الإنذارات غير مقبولة لموسكو وغير لائقة. ولا يجوز مخاطبة روسيا بهذه الطريقة”، لكن روسيا دخلت بعد ذلك في مفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول، لتفنيد المزاعم القائلة إنها لا تريد إنهاء الحرب.وقبل أيام أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أنّ نظيره الروسي سيرغي لافروف اقترح عليه “فكرة جديدة” بشأن النزاع في أوكرانيا خلال “محادثة صريحة” جرت بينهما في ماليزيا.
ويرى مراقبون، أنّ موسكو، ستراوغ الغرب كعادتها، لكنها ترفض إنهاء الحرب في أوكرانيا دون شروط، أو ضمن الشروط الغربية، وتصر أن القضية الأوكرانية بحاجة إلى حل نهائي وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار.
ونقل الكرملين عن بوتين مرارا قوله إن أي اتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا يجب أن يكون “شاملا وطويل الأمد” وأن يستند إلى “الحقائق الجديدة على الأرض”.
إضغط هنا لمزيد الأخبار