ترامب ينشر الحرس الوطني لـ”السيطرة” على لوس أنجلوس (صور)..

لوس أنجلس ــ الرأي الجديد
وجاء قرار نشر قوات الحرس الوطني الأمريكي في لوس أنجلس، في إطار محاولة من ترامب لإنفاذ قراراته بشأن ترحيل المهاجرين.
وتعدّ لوس أنجلوس، ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد السكان بعد مدينة نيويورك، وينص القانون، علة أنّ نشر الحرس الوطني (وهو جيش احتياطي يخضع لسيطرة مزدوجة من حاكم الولاية، والرئيس الأمريكي)، عادة ما يكون بأمر حاكم الولاية، أو بالتشاور معه، وهو ما لم يفعله ترامب.
وكان الحرس في الأساس “ميلشيا مسلحة” نظامية، قبل إنشاء الجيش الأمريكي وتشكلت بقرار من المحكمة العامة لمستعمرة خليج ماساتشوستس عام 1636.
هل يحق للرئيس نشرها في المدن؟
يمكن للرئيس الأمريكي في ظروف معينة، نشر قوات الحرس الوطني في أي ولاية، حتى دون موافقة حاكم الولاية، لكن ذلك يتم بشروط، فضفاضة، كأن يرى الرئيس أن هناك تمردا، أو اضطرابات مدنية عنيفة، أو لفرض سلطة القانون والنظام في حال عجز الولاية عن ذلك.
ماذا قالوا؟
** قال ترامب إن القوات المرسلة إلى لوس أنجلوس ستفرض قانونا ونظاما قويين جدا، وهناك أشخاص عنيفون لن نسمح لهم بالإفلات من العقاب.
** تابع الرئيس بأنه لن يسمح بالتمرد والاحتجاج العنيف حتى لو تطلب الأمر نشر القوات في كل مكان من الولايات المتحدة.
** قال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم: لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترامب، هذا انتهاك خطير لسيادة الولاية أعيدوا السيطرة إلى كاليفورنيا.
** قال عدد من حكام الولايات من الحزب الديمقراطي بأن صلاحية نشر الحرس الوطني تعود لحاكم الولاية، وإنه إساءة استخدام السلطة تنذر بالخطر.
** قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: لست قلقا على الإطلاق حاكم كاليفورنيا أظهر عجزا أو عدم استعداد للقيام بما يقتضيه الأمر هناك، لذا تدخّل الرئيس.
** قال الرئيس السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روس، إنها المرة الأولى منذ عام 1965 التي ينشر فيها الرئيس الحرس الوطني دون طلب من حاكم الولاية.
** قالت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم إن “المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم رجال ونساء نزيهون ذهبوا للبحث عن حياة أفضل وتأمين حاجات عائلاتهم. وليسوا مجرمين”.
ما الذي حدث في لوس أنجلوس؟
الجمعة، نفّذ عناصر مسلّحون وملثّمون تابعون لأجهزة الهجرة، عمليات دهم في أجزاء عدة من لوس أنجلوس، ما دفع حشودا غاضبة إلى التجمع وأدى إلى مواجهات استمرت ساعات.
وألقت قوات إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في لوس انجلوس القبض على ما لا يقل عن 44 شخصا يوم الجمعة، بسبب مخالفات مزعومة لقوانين الهجرة.
وحدد البيت الأبيض هدفا لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، بإلقاء القبض على ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مهاجر يوميا.
والسبت، وسط هتافات تطالب بخروج عناصر إدارة الهجرة والجمارك، لوّح بعض المتظاهرين بالأعلام المكسيكية، بينما أشعل آخرون النار في علم أمريكي.
وأحرق متظاهرون سيارات واشتبكوا مع الشرطة الأحد، واشتعلت النيران في عدد من السيارات وتعرضت أخرى للتخريب.
وتوقفت حركة المرور على طريق سريع رئيسي لأكثر من ساعة، بينما احتشد عشرات الأشخاص على الطريق. وقام رجال هيئة الطرق السريعة في كاليفورنيا بإبعادهم باستخدام القنابل الصوتية وقنابل الدخان.
لاحقا أعلنت القيادة الشمالية الأمريكية أنه جرى نشر 300 فرد من الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا في ثلاث مناطق في لوس انجلوس. واقتصرت مهمتهم على حماية الموظفين والممتلكات الاتحادية.
وبحلول فترة ما بعد الظهر، أقام ضباط شرطة لوس أنجلوس مساحة فاصلة بين المتظاهرين الغاضبين وعشرات من أفراد الحرس الوطني المسلحين من الفرقة القتالية للواء المشاة 79 الذين تجمعوا بالخوذات وملابس التمويه.
حوادث سابقة
نفذت عدة عمليات تعبئة فيدرالية للحرس الوطني منذ الحرب العالمية الثانية لدعم إنفاذ توسيع نطاق الحقوق المدنية وضمان النظام العام خلال إلغاء الفصل العنصري، مثل حادثة مدرسة سنترال الثانوية في ليتل روك، أركنساس، عام 1957، وجامعة ميسيسيبي عام 1962، وجامعة ألاباما ومدارس ألاباما العامة عام 1963.
كما استعين بالحرس الوطني لاستعادة النظام العام خلال أعمال الشغب في ديترويت عام 1967، ردًا على اغتيال مارتن لوثر كينغ جونيور عام 1968 وإضراب البريد في نيويورك عام 1970.
جرت الاستعانة بالحرس الوطني عام 1992 خلال شغب لوس أنجلوس ردا على تبرئة 4 ضباط شرطة بيض من تهمة ضرب السائق الأسود رودني كينغ، حيث قُتل العشرات، وجُرح الآلاف، واعتُقل الآلاف خلال عدة أيام من أعمال الشغب ألحقت أضرارا بالممتلكات بأكثر من مليار دولار.
إضغط هنا لمزيد الأخبار