استنكار دولي واسع لاعتراض إسرائيل سفينة “مادلين” المتجهة إلى غزة

القاهرة ــ الرأي الجديد
وصفت حركة “حماس” اعتراض إسرائيل سفينة “مادلين” التضامنية مع غزة، بأنّه “إرهاب دولة منظم، وانتهاكٌ للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين تحركوا إنسانيا”.
وحيّت الحركة المتضامنين على متن السفينة الذين أكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا، وطالبت الحركة “بإطلاق سراح المتضامنين فورا”، محمّلة الاحتلال “المسؤولية عن سلامتهم”.
ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى إدانة هذه الجريمة والتحرّك لكسر الحصار، وثمّنت كلّ المبادرات الدولية لكسر الحصار، مؤكدة أنّ احتجاز السفينة مادلين “لن يوقف التضامن العالمي مع غزة”.
من جهتها قالت “حركة الجهاد الإسلامي” إن إقدام قوات الاحتلال على اقتحام السفينة مادلين، “انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وأضافت الحركة أن اقتحام السفينة اختطاف دولي ويضيف جريمة القرصنة البحرية إلى جريمة الإبادة، وأكدت تضامنها الكامل مع النشطاء المختطفين الذين قالت إنهم استجابوا لإنسانيتهم وضمائرهم وتحملوا المخاطرة.
ردّ فعل إسباني وإيراني
من جهته، قال مصدر بالخارجية الإسبانية في تصريح إعلامي، إن بلاده استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية احتجاجا على ما جرى للسفينة “مادلين”.
واستنكرت إيران اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات “مادلين”، ووصفت ذلك بأنه عمل “قرصنة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي بطهران، إن “الهجوم على هذه السفينة يعد شكلا من أشكال القرصنة بموجب القانون الدولي، لأنه حدث في المياه الدولية”.
منظمات حقوقية.. تستنكر
كذلك اعتبرت منظمة العفو الدولية السيطرة الإسرائيلية على سفينة “مادلين” انتهاكا للقانون الدولي. وقالت إن السفينة كانت تسعى لجلب مساعدات إنسانية لكسر الحصار غير القانوني على قطاع غزة المحتل.
وأضافت أن على إسرائيل كقوة احتلال، “التزام قانوني بضمان حصول المدنيين في غزة على الغذاء والدواء”.
من جهتها، وصفت (اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة) إسرائيل، بأنها “دولة مجرمي حرب”، على خلفية اعتراضها سفينة “مادلين” الإغاثية، ودعت أيضا إلى بدء تجهيز مزيد من السفن الإغاثية في العالم، وإرسالها إلى الفلسطينيين المجوّعين بالقطاع المحاصر.
بدورها، عبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي، عن دعمها عملية تحالف أسطول الحرية، وحثت أمس الأحد على إرسال قوارب أخرى لتحدي الحصار على غزة.
برلين وباريس تطالبان بإطلاق سراح مواطنيهما
من جهته، أعلن السفير الألماني في تل أبيب، ستيفن سيبرت، في منشور على منصة “إكس”، أن حكومته على تواصل مع السلطات الإسرائيلية بشأن مصير الركاب، مشيراً إلى أنه “تم التأكد من سلامة المواطنين، وطُلب منهم مغادرة البلاد”، مضيفاً أن بلاده عرضت المساعدة القنصلية لمواطن ألماني كان على متن السفينة.
أما فرنسا، فقد دعت عبر وزارة خارجيتها إلى “توفير الحماية القنصلية” لمواطنيها الستة الذين كانوا ضمن طاقم السفينة، مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق سراحهم فوراً.
كما أصدر قصر الإليزيه بياناً شدد فيه الرئيس إيمانويل ماكرون على ضرورة إعادة الفرنسيين المحتجزين، رغم أن الحكومة كانت قد حذّرتهم مسبقاً من المشاركة في الرحلة.
اليونان وتركيا
بدورها، اعتبرت تركيا أن تدخّل القوات الإسرائيلية ضد السفينة “مادلين” انتهاك واضح للقانون الدولي.. وقالت وزارة الخارجية التركية إن إسرائيل “تظهر مرة أخرى أنها تتصرف كدولة إرهابية”.
كذلك، أدان رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار الهجوم واعتبره “عملاً إرهابياً وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان”. وأعرب عن أمله في الإفراج العاجل عن طاقم السفينة.
فيما وصف رئيس برلمان قبرص التركية، ضياء أوزتوركلر، ما جرى بأنه “اعتداء سافر على القيم الإنسانية وخروج على القانون الدولي”.
أيرلندا: المساعدات ليست رهناً بمبادرات مدنية
وفي موقف لافت، شددت نائبة رئيس الوزراء الأيرلندية على أن اعتراض السفينة “مادلين” يبرز الحاجة الملحة لإنهاء الحصار على قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات دون عوائق. وأكدت أن “ما حصل يعكس تقاعس العالم عن تحمل مسؤوليته”، مشيرة إلى أن الجوع في غزة “وصمة عار في جبين المجتمع الدولي”.
إضغط هنا لمزيد الأخبار